مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

بسم الله الرحمن الرحيم
مخطوطة الدكتور عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

المجموع النفيس

في تاريخ نار التدريس

بمسيد الشيخ العبيد ود بدر

رضي الله عنه

إعداد/د. عوض كمبال

2011م-1433هـ

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد – فالبحث الذي نودّ الحديث عنه هو عبارة مشاركة في المؤتمر العالمي للقرآن الكريم، والمقام بجامعة إفريقيا العالمية، بتاريخ 2011م-1433هـ، وقد قمت بذلك بتكليف من شيخنا الجليل: الخليفة الطيب الشيخ الجد (خليفة الشيخ محمد بدر– رضي الله عنه)، وقد بعث إلينا المؤتمر بعدة محاور ليختار الكاتب منها محوراً واحداً، فقمت باختيار الرقم (هـ) من المحور الثالث، واتخذت خلوة أم ضواً بان نموذجاً للتجارب المختارة، التي كانت هي عنوان ذلك الحرف.

والله الموفق

1- تعريف كلمة الخلوة

كلمة (خلوة) في اللغة العربية مأخوذة من الخلاء، وهي في مفهومنا السوداني تعني: المؤسسة التربوية التي تقوم بتدريس القرآن الكريم بصورة تقليدية، فالخلوة إذاً هي من دُور التعليم التي يتعلم الإنسان من خلالها القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم وحفظه، وعن طريقها يأخذ طالب القرآن بعضاً من العلوم الدينية، ويمتصّ من رحيقها التقاليد السمحة، والأخلاق الطيبة، والقدوة الحسنة التي يجدها في المشايخ الأجلاء.

2- تاريخ الخلوة في السودان.

يمتد تاريخ الخلاوى في السودان منذ عهد بعيد، إذ كانت نواته الأولى هي مملكة الفونج التي كانت عاصمتها سنار، وكانت مملكة الفونج أول مملكة إسلامية في السودان، ولم تكن في ذلك الوقت دور للتعليم إلا خلاوي السادة الصوفية، فهي التي عبرها يتعلم الإنسان القراءة والكتابة والقرآن الكريم وبعضاً من علومه وشيئاً من الدروس الدينية، وذلك مروراً بالعهد التركي ثم المهدية ثم الاستعمار البريطاني وهكذا، وإلى وقتنا هذا ما زالت الخلاوى تواصل رسالتها حتى الآن – نسأل الله تعالى التوفيق والسداد للقائمين على أمرها ورعايتها

3- أهداف التعليم بالخلوة القرآنية

يمكن إجمال هذه الأهداف فيما يلي:

أولاً: تعلّم القراءة والكتابة.

إذ يتعلّم الطالب سواء كان صغيراً أو كبيراً القراءة والكتابة في الخلوة، وهذا هو الجانب المهم، والنواة الأوُلى في الخلاوي.

ثانياً: تعلّم تلاوة القرآن الكريم.

وتلك مرحلة ثانية تلي المرحلة الأُولى، وهنا يتعلم الطالب قراءة القرآن بصورة صحيحة، ويتعّود عليه لسانه.

ثالثاً: تحفيظ القرآن الكريم.

وهذا أهمّ الأهداف في الخلوة، وما الهدفان الأوّلانِ إلا وسيلة لهذا الهدف، وهو أعلى مستوى لطالب الخلوة، إذ يمكث الطالب سنوات عديدة حتى يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب، ثم بعد ذلك يعود إلى أهله فرحاً مسروراً لإكماله مهمته، العظيمة، والتي هي حفظ القرآن الكريم.

هذه هي الأهداف الأساسية للخلاوي في السودان، ولكن الطالب بجانب ذلك يتعلم جزءاً من العلوم الدينية الأخرى التي يحتاجها في حياته، والتي عادة ما تكون قليلة حتى لا تشغله عن دراسة القرآن التي تغّرب من أجلها عن أهله وأقاربه. وفيما يلي سوف أتكلم عن خلوة أم ضواً بان كنموذج للخلاوى في السودان.

التعريف بمؤسس خلوة أم ضواً بان.

مؤسّسُ خلوة أم ضواً بان هو الوليّ الشهير، والقطب الكبير، الشيخ محمد بدر رضي الله عنه، الشهير بالشيخ العبيد، وبالشيخ العبيد ود رَيَّا، الذي كان ميلاده في سنة: 1226هـ بقرية تسمي (الحَوَّارة)، بالقرب من مدينة (شندي) التي تقع شمال السودان، فمسقط رأسه أصلاً بشمال السودان، إلا أن الإرادة الإلهية أتت به إلى هذا المكان الذي توطّن فيه، ليكون نبراساً ومصباحاً وشمساً طالعة بشرق النيل، الذي يفتخر أهلُه ويعتّزون بهذه البقعة المباركة المقدسة، ويكِنّون لها غاية الاحترام والتقدير

تاريخ تأسيس خلوة أمضبان.

في سنة 1264هـ كانت بداية تاريخ خلوة الشيخ العبيد ود بدر – رضي الله عنه، وكان ذلك عندما بلغ الشيخ العبيد الأربعين من عمره، وكانت البداية الأولى في منطقة النخيرة، التي تقع شرق أم ضواً بان، وتبعد عنها مسافةَ نحو أربعين كيلومتراً تقريباً، وقد عبّر صاحب كتاب (قلائد الدر) عن ذلك قائلاً: ولما بلغ الأستاذ أربعين سنة أُذِنَ له في وقود نار التدريس. أهـ بتصرف.

فهذا يعني أن الأستاذ لم يوقد النار إلا بعد مجئ الإذن من جهة علياً، تلك النار التي ما زالت تتوسّط المسيد، وما زالت مستمرة من تلك الفترة إلى الآن، وسوف تستمر إلى الأمام – بإذنه تعالى.

وإيقاد النار هنا هو كناية عن تدريس القرآن الكريم، وللنّار صلة قوية بتدريس القرآن، إذ هي الإضاءة الوحيدة المستعملة لقراءة ألواح القرآن في الأوقات الليلية، فلم تكن هناك كهرباء، وتوقد هذه النار وسط الطلاب، وهم يجلسون حولها بقدر ما يرون الكتابة، وتوقد عادة بحطب الأشجار الكبيرة، وتسمى نار القرآن في السودان (بالتقابة)، وبالإضافة إلى ما تقدم فالنار تُستخدم في الطعام والشراب ونحو ذلك

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:14 pm

6- بين النخيرة وأم ضواً بان

عندما أوقد الأستاذ الشيخ محمد بدر رضي الله عنه تلك النار بالنِّخيرة في بداية أمره لم يكن مستقراً، بل كان متردداً بين النِّخيرة وأم ضواً بان، وذلك في مدة 21 سنة، فالخريف والشتاء يكون بالنِّخيرة، وفي الصيف يكون في أم ضواً بان، ويُفهم من هذا أن الخلوة لم تكن مستقرة في تلك الآونة، وإنما هي تارة هنا وتارة هناك، وتخّيل معي – أيها القارئ- ذلك الوقت، الذي كانت فيه الحياة صعبة للغاية، وكانت وقتها حياة بدوّية محضة، ولكن مع ذلك لا يكترث هؤلاء الأجلاء إلى هذه الصعوبات التي تواجههم، فالهدف سامٍ للغاية.
قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبــاراً تعبـت في مـرادها الأجسام
وقال آخر:
إذا صح منه الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
[b]

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:18 pm

7- الاستقرار في أم ضواً بان

استقر الأستاذ الشيخ محمد بدر رضي الله عنه نهائياً بأم ضواً بان، وذلك في سنة: 1285هـ، وذلك بعد حلّ وترحال استمرا لمدة 21 سنة بين النِّخيرة وأم ضواًبان، ومن ثَمَّ أُنشئت المباني اللازمة للخلوة، وأهمها المسجد للصلاة، والمكان الذي يدرس فيه الطلاب القرآن الكريم، وهذا المكان يُعرف في الخلاوى باسم (الجامعة) أو (القرآنية)، وسمي ذلك المكان بـ(الجامعة) لتجمع طلاب الخلوة كلهم فيه لقراءة القرآن، ومن تلك المباني المهمة – أيضاً الغرف التي يسكن فيها الطلاب، ومكان يعّد للضيوف القادمين وهكذا، ويُرجَّحُ أن أغلب المباني في ذلك الوقت كانت من الغش غالباً، إذ هو البناء السائد في تلك الفترة، وإذا كان هناك بناء من غير الغش فهو من الطين، الذي يعتبر مرحلة متطورة بعد الغش، والحياة بصورة عامة لم تكن كما هي الآن، فليس هناك طواحين للذرة، ولا آبار ارتوازية للماء، ولا كهرباء للإضاءة، وحتى المصاحف لم تكن كما هي عليه الآن، ولكن رغم ذلك ظهرت الخلاوى كمنارات تضئ الطريق في الظلام الدامس، ومن بينها خلوة الشيخ العبيد ود بدر – رضي الله عنه، التي أخذت حيّزاً كبيراً في تاريخ الخلاوي في السودان، وما زالت تواصل رسالتها إلى يومنا هذا، ولم تؤثر فيها المؤثرات التي كانت سبباً في اختفاء كثير من الخلاوى التي كان لها صيت في التاريخ من فترة بعيدة.

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:23 pm

8- مشايخ الخلوة في عهد الشيخ محمد بدر رضي الله عنه

المشائخ الأجلاء الذين كانوا يُدرّسون القرآن الكريم في عهد الشيخ محمد بدر رضي الله عنه

وهم:

1. الشيخ محمد ابن الحاج بركات، وذلك في سنة : 1264هـ.
2. الشيخ بلّة الفكي محمد، وذلك في سنة : 1265هـ.
3. الشيخ محمد أخية ، وذلك في سنة : 1266هـ.
4. الخليفة أحمد ابن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وذلك في سنة: 1267هـ.
5. الشيخ الفكي بلّة المتقدم ذكره، وذلك في سنة: 1269هـ.
6. الخليفة كرار ابن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وذلك في سنة : 1273هـ.
7. الفكي عبد الرحمن المهلاوي، وذلك في سنة: 1274هـ.
8. الشيخ الطيب ابن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وذلك في سنة: 1285هـ.
9. الشيخ العباس ابن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وذلك في سنة: 1296هـ.
10. الفكي عبد الرحمن ابن الفكي أحمد ولد حنضول، وذلك في سنة: 1302هـ.
وبالتاريخ الأخير الذي هو سنة: 1302هـ توفي الأستاذ – رضي الله عنه، ورحل عن هذه الدنيا الفانية، مخلفا ورآءه أبناءه الأولياء الأكابر، الذين حملوا هذه المهمة الجليلة على أكتافهم، وقاموا بها خير قيام، ومن بعدهم أحفاده وهكذا إلى هذا العهد، الذي هو عهد شيخنا الخليفة الطيب الجد العباس بدر (خليفة الشيخ ود بدر).

فالشيوخ الذين قدمناهم هم الذين تعاقبواْ على تدريس القرآن الكريم في زمن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وأولهم هو الشيخ محمد ابن الحاج بركات، وآخرهم الشيخ عبد الرحمن الأزرق.

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:28 pm

9- مشايخ الخلوة بعد عهد الشيخ محمد بدر رضي الله عنه.

ومن هؤلاء:
1. الفكي محمد بن الحاج نور، وذلك في سنة: 1308هـ.

2. الخليفة حسب ابن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وذلك في سنة: 1311هـ، وقد استمر في تدريس القرآن في خلوة والده ردحاً من الزمان، وحفظ عليه الكثيرون، وانتفع به عدد كبير من أبناء البلاد، ومَن لا يعرف الخليفة حسب الرسول، الذي طبقت شهرته البلاد، وذاع صيته في أرجائها؟
وقد اشتهر بتدريس القرآن حتى سمي (شيخ الطلاب) و(أبو الطلاب)، ومكانه الذي كان يجلس عليه في مكان خلوة القراءة بنيت عليه الآن مصطبة واضحة، وهي عبارة عن حفظ أثر من آثاره – رضي الله عنه، والخليفة حسب الرسول هو جد للخليفة الطيب (خليفة الشيخ محمد بدر)، القائم بأمر المسيد الآن، وهو جده لأمه آمنة بنت الخليفة حسب الرسول – رضي الله عنه.

3. الفكي خالد ابن الأستاذ الشيخ محمد بدر، وكان مشهوراً في زمانه بإدارة المسيد بصورة حازمة وهو الفكي خالد الصغير الذي هو آخر أبناء الأستاذ ، وكان ميلاده سنة 1294هـ.

4. الفكي إبراهيم بن محمد المسمى بـ(شيخ الفقراء).

ثم يلي هؤلاء مشايخُ آخرون، ومنهم .

1. الفكي هارون بن عمر من منطقة الكسمبر.
وكان مشهوراً في زمانه، وحفظ عليه الكثيرون، وانتفع به طلاب القرآن الكريم، وما زالت ذكراه الجميلة متداولة حتى الآن.

2. الفكي محمد ابن البشير، وهو ابن أخ الفكي هارون وزوج ابنته، ومن منطقة الكسمبر- أيضاً.
3. الفكي أحمد بن عليّ بن محمد بن الفكي سعد ولد بدر.
4. الفكي الجاك بابكر، من قرية الهبيكة.
5. الفكي عليّ بن صالح من منطقة قوز العلم بشمال السودان.

ثم الشيوخ الموجودون الآن، وهم كالآتي:

1. الفكي عثمان ولد الحضور، وهو من منطقة الحضور.
2. الفكي حسب الرسول عباس عمر الشيخ، من قرية ود الأمين،

وهؤلاء الشيخان هما من أقدم المشايخ الذين يُدّرسون الآن، وكانت بدايتهما في خلافة شيخنا الخليفة يوسف عمر بدر، ودرس عليهما الكثير من طلاب القرآن، وما زالا يواصلان إلى الآن، أسال الله لهما التوفيق والسداد، والصحة والعافية، وطول العمر.

3. الشيخ يوسف عبد الرحمن، من منطقة العيدج.
4. الشيخ يوسف الجزولي إبراهيم.
5. الشيخ حسين عبد الله، من منطقة تندلتي، ومن أبناء الجوامعة.
6. الشيخ موسى محمد علي حسن، من أبناء البرنو، ومن منطقة تلودي بجنوب كردفان.
7. الشيخ عبد الباقي محمد حمد محمد، من أبناء الجوامعة، ومنطقته هي (أم عشرة)، التي يسكن فيها الرجل الصالح الشيخ أبو عزة بغرب البلاد.

فهؤلاء المشايخ السبعة هم الموجودون الآن في خلوة القرآن، ولكل شيخ تلامذته المعروفون الذين يدرسون عليه، وبالتالي يقوم هو بتفقدهم، والاعتناء بهم بعناية ودقة، وذلك بالإضافة إلى مسئوليته بصورة عامة تجاه كل الطلاب الموجودين.

ووجود سبعة شيوخ يُدرِّسون يدل على كثرة الطلاب، ومدى إقبال السودانيين على حفظ القرآن الكريم وحبهم له واعتنائهم به، وكان القرآن الكريم حرّياً بهذا الاعتناء، وذلك الاهتمام، إذ هو المصدر الأول للمسلمين، بالإضافة إلى أنه كلام الله – تعالى، وصفة من صفاته العظيمة.

[b]

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:32 pm

10- أوقات الدراسة في الخلوة

طالب الخلوة ليس كطالب المدرسة، أو كطالب الجامعة، فهو يقضى يومه كله في قراءة القرآن الكريم، وذلك ما عدا الأوقات الضرورية التي لابد منها، ويمكن تقسيم أوقات الدراسة في الخلوة على النحو التالي:

(1) الدُّغشية

وتبدأ هذه الفترة قبل آذان الصبح بمسافة قد تطول وقد تقصر، وهذا الوقت هو وقت التجليات، ووقت نزول الرحمات، فهو الثلث الأخير من الليل، الذي تحث الآيات والأحاديث على قيامه، وعلى العبادة فيه، وتستمر الدراسة إلى قرب صلاة الفجر ثم تتوقف للصلاة.

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:35 pm

(2) بعد الصلاة قراءة قليلة ثم تتوقف الدراسة للراتب الصباحي.
راتب الصباح:

ويأخذ هذا الراتب فترة متوسطة، ويتكوّن هذا الراتب من أربعة أشياء هي:

1- قراءة سورة يس، ويختار لها بعض الطلاب، ويلزم الشيخ الطالب الواحد بقراءتها نحو خمس مرات.
2- ثم عدد (يالطيف) مائة مرة، وذلك للطالب الواحد.
3- ثم الحسبلة ألف مرة أو أكثر، وذلك للطالب الواحد.
4- ثم دعاء مشهور يسمى (دعوة الراتب) ويقوم به أحد الطلاب والباقون يؤمّنون على دعائه.

وأول هذا الدعاء: (اللهم يا من لا تراه العيون الخ..)، وقد ابتدأ هذا الراتب في عهد الخليفة حسب الرسول ابن الشيخ محمد بدر – رضي الله عنه، ويختم هذا الراتب بدعوات مباركة.

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:37 pm

* وقت الكتابة:

ثم بعد ذلك كتابة الألواح، فهناك من يكتب لوحه من حفظه، إذ يكون ذالك الطالب قد حفظ ذلك الشيء الذي يريد كتابته منذ الأمس، إلا أنه يكتبه بعد حفظه زيادة في الحفظ والتثبّت.
وهناك من يكتب من مصحف مثلاً، وهناك من يكتب إملاءً من حفظ الشيخ، وهذا ما يسمى في الخلاوي بـ(الرَّمية).

وسائل الكتابة:

1. اللوح.
وهو من خشب الأشجار، ويُملّس جداً حتى تُمكن الكتابة عليه.

2. القلم.
وهو من التمام أو القصب، ويتم بريه بالموس.

3. المداد.
وهو من الصمغ والسكن المعروف عندنا بالسودان، ويمسى المداد في الخلاوي بـ"العَمَار".

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:39 pm

* الضحوية:

وهي تبدأ بعد كتابة الألواح، وتستمر إلى وقت الفطور، وذلك نحو الساعة العاشرة والنصف، وهي من الفترات الطويلة بالنسبة لأوقات الدراسة، ويتم فيها تصحيح ما كُتب في اللوح على الشيخ، ويليها تناول الطلاب وجبت الفطور، ثم القيلولة، وهي نومة بعد الفطور إلى آذان الظهر، وهي تُعين الطالب على فترة السُّبُعِ والدُّغشية، ويلي ذلك صلاة الظهر.

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:41 pm

* الظهرية:

وتبدأ عادة بعد صلاة الظهر مباشرة، وتستمر إلى ما بعد آذان العصر، وفيها يقرأ الطالب لوحه على الشيخ للتأكد من سلامة القراءة وصحتها، ويلي ذلك صلاة العصر .

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:42 pm

* العصرية:

وتبدأ بعد صلاة العصر مباشرة، وتسمي أيضاُ بـ"المطالعة"، إذ يُطالع فيها الطلاب غير المبتدئين الشيء الذي يريدون كتابته في اليوم التالي، ويقرأ الطالب ذلك على شيخه ليتأكد من صحة قراءته لذلك، ثم يظل الطالب يكرر ذلك حتى يحفظه ويكتبه في اليوم التالي من حفظه، ويلي ذلك فترة استراحة قصيرة، يذهب فيها الطالب لمكان سكنه، ويستعدّ لصلاة المغرب.

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:53 pm

* البركة:

وهي تلي الاستراحة التي قدمناها، وهنا يأخذ كل طالب لوحه ويكرره في تلك الفترة الوجيزة وهو على وضوء، تهيئةً لصلاة المغرب، ويلي ذلك صلاة المغرب

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:54 pm

* راتب المغرب:

وهو بعد صلاة المغرب، وهو عبارة عن أوراد قدمناها في راتب الصباح، وذلك للحفظ والتحصين

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:56 pm

* المغربيّة :

وهي تلي الراتب، ويقرأ الطلاب فيها ألواحهم لمدة متوسطة، ثم يعرض كل طالب لوحه الذي حفظه على شيخه والشيخ يصغى له.

وتستمر المغربية إلى ما بعد آذان العشاء، وبعدها يذهب الطلاب للاستعداد لصلاة العشاء.

العَرْضَة:

بعد نهاية المغربية، وبعد السماح للطلاب بالذهاب إلى أماكنهم، عندنا ما نُسمِّيه بالعرضة، وذلك بأن يعرض اثنان من الطلاب شيئاً من القرآن، وتكون تلك العرضة على أكبر شيخ في الخلوة عادة، ويقف أحدهما عن يمينه بعيداً عنه والآخر عن شماله كذلك، والشيخ جالس يسمع إليهما، ويُختار لذلك بعض الطلاب الذين يُجيدون الحفظ والتلاوة، وتسمي كلمة (العرضة) عند علماء الحديث بـ(العَرْض)، وهو أحد طرق التحمل السبعة عندهم، إذ يتحمل الطالب عن طريقها الحديث النبوي عندهم. ويلي ذلك صلاة العشاء

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 3:58 pm

* السُّبُع:

ويبدأ بعد صلاة العشاء، وبعد تناول الطلاب لوجبة العشاء، ولعله سُمِّي بذلك لأن الطالب يقرأ فيه نحو سُبُع القرآن الكريم، ولكن الطلاب لا يتقيدون بذلك، ويقرأ فيه الطالب ما حفظه من القرآن عن ظهر قلب، وذلك لمن حفظ شيئاً من القرآن الكريم، ويكرر بعض الطلاب فيه ما كتبوه محاولةً لحفظ ذلك، وينتهي السبع نحو الساعة العاشرة والنصف تقريباً، ويدور الطلاب في أثناء قراءة السُّبُع حول نار القرآن الكريم، التي تُعرف بـ(التُّقّابة)، وذلك حتى يجدد الطالب نشاطه وحيويّته بتلك الحركة، وحتى لا يتطرق إليه النعاس في أثناء هذه الفترة، وهذه آخر فترات الدراسة في الخلوة، وبعدها يذهبون إلى الخلود للنوم والراحة حتى يأتي وقت الدغشية، وهكذا دواليك

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 4:04 pm

11- مراحل طالب الخلوة

يمكن ذكر هذه المراحل كما يلي:

الطالب المبتدئ:

وهذا قد يكون لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فيُبدأ له من تعليم الحروف الهجائية إلى تخطِّي هذه المرحلة,

الطالب المتوسط:

وهو من تعلم القراءة والكتابة، ويحاول أن يحفظ القرآن، ويتدرج ذلك رويداً رويداً حتى ينتقل إلى المرحلة الأخيرة، والتي هي حفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب.

الطالب المنتهي:

وهو من حفظ القرآن الكريم كله عن ظهر قلب، وقد عرضه على شيخه الذي يُدِّرسه، فهذا هو الطالب المنتهي، وقد يحفظ الطالب القرآن في نحو ست سنوات أو سبع أو أكثر، وأقل من ذلك نادر جداً.

وحتى يصل الطالب إلى ذلك لابد أن يعود القرآن عدة مرات، والعودات هي:

العودة المُرّة.
العودة الثانية.

وكل عودة بدايتها من سورة البقرة، ونهايتها في قوله تعالى: {وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ} (الصافات:146) وهذا هو أول الربع الأخير من القرآن، ويكون الطالب هنا قد حفظ ثلاثة أرباع القرآن الأُولى.

قراءة الربع الأخير.

ويسمى في الخلوة (شَقُّ الرُّبع)، أي الربع الأخير من القرآن الكريم (ربع يس)، ويعود الطالب هذا الربع مرتين، وذلك بعد العودة الثانية.

العودة العامة:

وهنا يعود الطالب لقراءة القرآن مبتدئاً له من البقرة إلى الناس، ويكون قد حفظه كله عن ظهر قلب، وعندها يُسّمعه كله على شيخه عن ظهر قلب، وبذا يكون الطالب قد صار من حفظة القرآن الكريم، وبعد هذا يُعطي مصحفاً مخطوطاً ليتلوه ستين مرة بنيّة هبته للشيخ محمد بدر – رضي الله عنه، وتستغرق قراءة ذلك من الطالب الحافظ نحو ستة أشهر تقريباً

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 4:06 pm

12- الرواية المقروء بها في الخلوة القرانية بأمضبان

وهي رواية أبي عمر الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري، وقد توارثها الأبناء عن الجدود في خلوة السادة البادراب، وذلك مع ندرة المصاحف المطبوعة حتى الآن، والتي لم تطبع إلا في عهد الرئيس نميري، وما زالت المصاحف المكتوبة بهذه الرواية في صعوبة، فالكتاب المخطوط هو المرجع في مثل هذه الخلاوى، وامتلاكه يصعب على للمشايخ ناهيك عن الطالب، والمصاحف الموجودة أغلبها برواية حفص، ولهذا فكثيراً ما يخلط الطالب بين رواية حفص ورواية الدوري، فالمسألة تحتاج إلى جهد كبير من الدولة لعلاج هذه المشكلة، والروايات الموجودة في السودان هي:

رواية أبي عمر الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري.
رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود.
رواية ورش عن نافع المدني

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 4:09 pm

13- عدد الطلبة

يتراوح عدد الطلبة في الخلوة ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة أو يزيدون قليلاً، وتتفاوت أعمار الطلاب عادة في الخلاوي، ولا يراعي في ذلك تقارب السّنّ، فالخلوة متاحة للجميع، والهدف هو قراءة كتاب الله تعالى، ولهذا قد تجد طالباً عمره عشر سنوات، وآخر عمره خمسون سنة ونحو ذلك، وتجدهم يتعاملون فيما بينهم بمحبة واحترام وتقدير، وتذوب كل الفوارق بينهم داخل ذلك المكان الطيب الطاهر

[b]

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 4:11 pm

14- كيف يتم قبول الطلاب

ليست هناك إجراءات معقدة، ولا رسوم تُقدّم، إذ يذهب الطالب ووليه إلى الخليفة المقيم بالمسيد، ويوجّه الخليفة بدوره بالذهاب إلى شيخ القرآن، وبهذا يتم قبوله، ويُحدَّد له مكان سكنه وما يحتاج إليه في هذا المجال.

ابتداء الطالب للدراسة.

يذهب الطالب قبل كل شيء إلى الخليفة ليبتدئ له لوحه تبركاً، فيكتب له الخليفة البسملة وبعض الحروف مثلاً، ثم ينطلق نحو الأمام

من طرف hsbelrasool.bdr الأحد أغسطس 26, 2012 4:17 pm

15- النظام الداخلي للخلوة القرآنية بأمضبان

سكن الطلبة:

يسكن الطلبة في غرف مبنية الآن من الطوب الأحمر، وتُسمّى الغرفة (بالخلوة)، وتبلغ تلك الخلاوى في مسيد الشيخ العبيد نحو: 140 خلوة، كما أخبرني بذلك الشيخ الفكي حسب الرسول عباس – أطال الله عمره، ولكل طالب سريره داخل الخلوة، ويسكن في الخلوة نحو ستة طلاب أو سبعة أو نحو ذلك.

أسماء الخلاوي:

وتعرف كل خلوة باسم معيَّن حتى تتميز عن مثيلاتها، ومن ذلك:

خلوة ود الماحي.
خلوة مُفضَّل
خلوة الحُوض
خلوة حَمْدان.

مكان الدراسة:

يتجمّع كل الطلاب للدراسة في مكان واحد، ويُعرف ذلك المكان بـ(الجامعة) أو (القرآنية). وهي تتوسط المسيد في أم ضواً بان، وتوجد في أم ضواً بان (جامعتان) لدراسة القرآن:

1/ الجامعة الأم.

وهي التابعة لخليفة الشيخ العبيد ود بدر رضي الله عنه.

2/ الجامعة الثانية.

وهي التابعة لمسيد الخليفة أحمد بن الشيخ العبيد، وهي تحت إشراف خلافة الخليفة أحمد – رضي الله عنه، وهي جامعة مكتملة لها كل مميزات الخلوة، ولها شيخ يقوم بتدريس الطلبة، ومسيد الخليفة أحمد معروف، إذ هو جزء لا يتجزأ من مسيد والده الشيخ العبيد – رضي الله عنه،

الجلوس داخل القاعة القرآنية:

يجلس المشايخ عادة على مساند من قطن وتسمي (اللِّبْدَة)، وكذلك بعض الطلاب، أما السواد الأعظم من الطلاب فيجلسون على الأرض مباشرة، ولا يجدون غضاضة في ذلك، فأرض الجامعة مفروشة بالرمال الصافية بل وكل المسيد كذلك.

النفقة:

لا ينفق الطالب في الخلوة على نفسه، وإنما يقوم بالإنفاق عليه الخليفة الذي يتولي شئون المسيد، والخليفة الموجود في عهدنا هذا هو الخليفة الطيب ابن الشيخ الجد (خليفة الشيخ العبيد – رضي الله عنه)، وليس للخليفة مصادر محددة ولا معينة، فالاعتماد على الله تعالى أولاً، ويقوم بعض الأخيار والمحسنين بالإسهام في ذلك، فجزاهم الله خير الجزاء، وسوف يُكتب لهم ذلك بأقلام من نور، وبأيدي الملائكة الكرام.

تكلفة النفقة:

يكلف الإنفاق على الطلبة يومياً الآن نحو أربعة جوالات من الذرة، إذ يتم إنضاج الطعام في اليوم الواحد ثلاثة مرات، وإنضاج الطعام يعرف عندنا بـ"العُوَاسة"، وتتم تلك العواسة في صاج كبير ومعروف في الخلاوي السودانية.

وهناك المُلاح الذي يؤكل به الطعام، ويتم تجهيزه في إناء كبير يسمي بـ"الحَلة"، فالطعام يسمى عندنا بـ"الكسرة"، والإدام يسمى بـ"الملاح" ويتم صرفهما للطلبة صباحاً ومساءً.

وتوجد في مسيد الشيخ العبيد الآن أربع تكايا، وتزيد في أيام المناسبات الدينية فتبلغ نحو سبعة، وذلك للطلبة والضيفان ونحوهم، وفي المسيد الآن طاحونتان للذرة وأخرى للبهارات، ونفقة المسيد بصورة عامة تكلف في اليوم الواحد نحو عشرة جوالات من الذرة

مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان

رد: مخطوطة عوض كمبال عن تدريس القرآن بأمضوابان