في رثاء الخليفة عثمان عمر بدر

بسم الله الرحمن الرحيم

مرثية الشيخ الطيب السماني الشيخ عبد المحمود في وفاة سيدنا ومولانا الخليفة عثمان عمر بدر

لله شيخ تعاظم قدره
عثمان من سعدت به الأرجاء
وأضاء نار الذكر وهي وضيئة
هل بعد هذا في المديح ثناء؟
فقدته رايات المسيد وطبلها
زواره، والأهل، والفقراء
طلاب قرآن، وطالب حاجة
والذاكرون الله، والخلصاء
كل الجهات شروقها وغروبها
وشمالها، والعجم، والفصحاء
وقفي لأحكام الكتاب، وسنة
وتعطرت بأريجه الأرجاء
أحيا المآثر بالسماحة والتُقي
وطريقة سارت بها الآباء
منهاجها الآي المبين وسنة
من حاد عن ذا ماله إيواء
لله من قوم علي درب الهدي
ساروا وكان الفيض والأنداء
دلوا العباد لربهم في طاعة
ولهم إذا جن الظلام بكاء
وصفت نفوسهمو، وطهر رجسها
وهمو لها في سيرها رغباء
هم معدن البركات والخير الذي
من بحره الإمداد والإرواء
ما عابهم في الناس إلا مبغض
حسداً، وآفة علمه البغضاء
يارب نور بالرشاد عقولنا
ضلت هداها مقلة عمياء
وبكته أنحاء الجزيرة كلها
أطفالها، ورجالها، ونساء
وشيوخها، وقبابها، خلواتها
علماؤها، الأمناء، والفقهاء
ها طابت تذرف دمعها
في الصبر إن عز المصاب عزاء
من آل طيبنا البشير وساكن
والأقربين تحية وثناء
ولهم وشائج بينكم أزلية
ما كدرتها علي الأزمان ولاء
تبقي علي مر الزمان حميمة
في الله لا دنيا ولا أهواء
ما مات من لله سام حياته
وهمومه القرآن، والغراء
أحيا الليالي ذاكراً متهجداً
ونهاره الإنفاق والإيواء
ما غاب بدر ضوءه متجدد
وبنوره قد ضاءت الغبراء
وبطاعة الرحمن دوماً عاملاً
إصباحه، ونهاره، ومساء
يا آل بدر في الفقيد عزاؤنا
وعزاؤكم إن الخطوب بلاء
سيروا بعون الله مع توفيقه
وفقاً لنهج خطه الآباء
وهم البدور المهتدي بفنائهم
أهل التقي، والصفوة الأمناء
من شيدوا للدين صرحاً معقلاً
ما هزه الخصماء والأعداء
حتى علت راياته خفاقة
فوق السماء، وشأنها إعلاء
من لم يذق كأس المحبة منهمو
متعطش أدوي به الإظماء
ما خاب إلا من نأي عن فعلهم
غرته دنيا، واستباه هباء
ساروا علي نهج النبي محمد
خير البرية هم، هم الرحماء
والله نسأله المثوبة والرضا
دنيا وأخري، والنعيم جزاء
وليلهم الصبر الجميل لكل من
قد هاله فقد، وعز لقاء
وعلي الفقيد من الإله مراحم
تترى، وليس يحدها إحصاء
في جنة الفردوس بين أرائك
وله من المولي الكريم عطاء
يارب صلي علي الحبيب محمد
شمس الهداية من به السراء
والآل والأصحاب أعلام الهدى
ما غردت بخميلة ورقاء