ترجمة الاستاذ المعظم الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر

ولد الخليفة حسب الرسول في سنة 1282هـ في قرية أم ضبان التي تقع على بعد 40كلم شمال شرق الخرطوم. والده العارف بالله الشيخ محمد بدر المشهور بالعبيد وهو من كبار الصوفية ومن الشيوخ الأجلاء الذين ارشدوا كثيرا من الناس فكانوا منارات للهدى والمعرفة وأمه فاطمة بنت علي د أحمد من قبيلة الستناب الجعليين الذين يتصل نسبهم بسيدنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.

وحيث أن كثيرا ما تصاحب ميلاد ونشأة الأفذاذ من الرجال قصص لا تخلو من قيمة تاريخية تصور على الأقل نوعا من حياة البيئة التي حدثت فيها فقد تصادف أن جاء السيد الحسن الميرغني إلى أم ضبان يوم ولادته وان والده الشيخ ود بدر اخبره بذلك فقال ( ابنك هذا سيد وسيكون له شأن) فكان أول من أطلق عليه هذا اللقب واشتهر به وحتى الآن نجد كل من كان اسمه حسب الرسول من ذرية الشيخ ود بدر يقال له السيد
أما الشأن الذي عناه السيد الحسن فقد تحقق في إحيائه طريق والده في التصوف وإرشاد المريدين والسير على درب والده في إحياء نار القرآن.

وهناك قصة مشهورة تقول إن والده كان يقول له (يا أب أخفاف المن الله بتخاف يا البترقد عند الأكتاف) وهذه الإشارة أيضا تحققت حيث كان الخليفة تقيا أوابا يخاف الله ويخشاه وأصبح بعد حين من الزمان خليفة لوالده ثم دفن في قبر واحد معه بجانب أكتافه وهذا يدل دلالة قاطعة على أن اى حكمة تنبأ بها الشيخ ود بدر مستقبلا تأكد حصولها والى يومنا هذا

بسم الله الرحمن الرحيم

نشأ الخليفة حسب الرسول فى كنف والده فى تلك الاجواء التى تعطرها تلاوة القرآن وفي تلك الساحة التى تشهد كل ساعة درسا فى التوحيد وفي الفقه والتفسير

ولقد اثر ذلك كله فى نشأته منذ صباه وفى قلبه وحسه وروحه فدخل الخلوة فى نحو السادسة من عمره وبدأ قراءة القرآن على اخيه حاج الطيب واتم حفظه على اخيه الشيخ العباس رضي الله عنهم اجمعين

وحرصا على تربيته القرآنية وكأنما كانا يحسان انه سيخلفهما فى تدريس القرآن الكريم

واخذت نفسه تتوق الى التأمل فى عالم الروح والفكر وبدأت اشواقه تتطلع الى رحاب التصوف والى تذوقه والهيام برشده فى تهذيب الاخلاق فاخذ البيعة على يد والده الشيخ العبيد ود بدر ومن هنا اتخذ سبيله الى جهاد النفس تبتلا وتنسكا.

اما العلوم الشرعية فقد درسها على بعض علماء الفقه الاسلامى ومن شيوخه الفقيه محمد طاهر بن عبدالدائم من ذرية الشيخ أحمد ود عيسى ومن علماء قرية كترانج الاجلاء.

فى سنة 1302هـ توفي الشيخ ود بدر وتولى الخلافة إبنه الأكبر الخليفة احمد ، فامره ان يتولى نيابة عنه تدريس القرآن الكريم (مسك السوط) كما يعبرون عنه وذلك ليتفرغ لشؤون الخلافة من ناحية ومن ناحية اخرى ليؤكد اشارته بامله فيه حيث قال له مرة ( ياحسب الرسول يا البتشيل الحمول) وهذه الحمول تبدأ بتدريس القرآن

وكان قد تولى تدريس القرآن ستة من ابناء الشيخ ود بدر ثلاثة منهم كانوا خلفاء وهم الخليفة احمد والخليفة كرار والخليفة حسب الرسول وثلاثة كادوا ان يكونوا خلفاء لولاء عاجل بعضهم الموت وهم حاج الطيب والفكى خالد والشيخ العباس الذى تنازل عنها للخليفة حسب الرسول.

وقد ظل الخليفة حسب الرسول ما يقارب الاربعين سنة يعلم ابناء المسلمين كتاب الله حفظا وتجويدا وكان الطلاب يفدون اليه من مختلف بقاع السودان شبابا وكهولا

وقد بلغ عدد من حفظوا عليه 575 حافظا فى بعض الاحصاءات التقريبية وكانت له بهم رعاية ابوية غاية في المعاملة الكريمة الودودة وكان يؤثرهم على نفسه وعلى اسرته.

بسم الله الرحمن الرحيم

وقد كان الخليفة حسب الرسول يعمق اواصر الإخاء بين ذويه وبين اولئك الذين جاءوا من هنا وهناك

وكان بهم حفيا لا يلذ له طعام او شراب او كساء الا اذا نالوا منه قبل غيرهم مايشتهون

وقد قال فيه الشاعر محمد ود الرضي:

اروني اب آمنة مين مثله
فقير اللوح يلمس له
مهابة وصوله يلبس له
وإليه احب من نسله

بحر منه السحاب راحل
على بعدٍ خصب ماحل
فكيف ونحن في الساحل!!
وزنده كم نشل واحل

وفى ليلة عاشوراء من كل عام كان الخليفة حسب الرسول يخرج الى الخلوة التى يقيم فيها اكثر اوقاته لاستقبال الضيوف وهناك توضع آنية صغيرة حول قدور كالجوابي ويدعى الصغار من الطلاب فيأتون زمرا ثم تبدأ عملية المسوح حيث يدخل الخليفة يده الشريفة فى تلك الآنية وهى مملوءة دهنا وعطرا يمسح بها على راس كل طالب ثم يرسله الى مساعديه من كبار الطلاب يدلكون بقية الجسد بذلك الدهن والعطر

وهذا المشهد يثير فى نفوسهم كثيرا من الاحساس بالحياة والحنان الأبوي والرضاء ويذكرهم انهم لا يزالون فى رعاية الآباء والامهات وان قلوبا تشبه قلوب الوالدين لينا وعطفا تحنو عليهم فى مودة واشفاق فلا يحسون بعدا وغربة فى رحابه وحماه.

لقد كان للخليفة حسب الرسول اسلوب تربوي وانساني فى المقام الاول فقد اضاف وبارادته الى مسئولية تعليم القرآن مسئوليات كثيرة مثل الكفالة التامة والحماية من الاعتداء على اى طالب من اية جهة كانت فهو اكثر ما يكون غضبا اذا ما مس طالب بسوء او اهانة واطييب ما يكون نفسا او سعادة ان يرى طلابه بين يديه اذا اصبح او امسى فى هدوء واستقرار فقد كان لهم ابا وكانوا له ابناء ولهذا كان من اشهر القابه (ابو الطلاب وشيخ الحيران)

وللخليفة حسب الرسول في تكريم حفظة القرآن طريقة وهي بعد ان يكمل الطالب حفظ القرآن الكريم ويريد العودة الى اهله يقدم له قدرا من المال والكساء ويرسل معه بعضا من اخوانه الطلاب لا يعودون الا بعد ان يبلغ مأمنه فاذا عادوا منه كانوا اكثر حرصا على الدراسة وتطلعا الى مثل هذا اليوم الفريد والسعيد.

وكثيرا ما كان يوجه الحفظة الذين أكملوا حفظهم عنده بإمضبان بفتح خلاوى القرآن سواء فى قراهم او فى قرى اخرى مجاورة لهم أو بعيدة وفى حالات كثيرة كان رحمه الله يتولى الانفاق على تلك الخلاوي الجديدة

وقد ازدهرت خلوة ام ضبان فى عهده حيث اوجد فيها الراحة والاستقرار للطلاب فكان الاقبال عظيما وقد اهتم بها اهتماما كبيرا حتى انه كاد ان يرفض الخلافة حين آلت اليه ان هي حالت بينه وبين تدريس القرآن الكريم واشترط على إخوانه ان يجمع بينهما ان كان لابد من ان يكون خليفة والا فحسبه ان يبقى مع قرآنه ومع طلابه فكان اول خليفة من خلفاء الشيخ ود بدر يجمع بين هاتين الوظيفتين( الخلافة والتدريس)

ترجمة الاستاذ المعظم الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر

ترجمة الاستاذ المعظم الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر

رد: ترجمة الاستاذ المعظم الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر

رد: ترجمة الاستاذ المعظم الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر