بحـث
المواضيع الأخيرة
من معاني يا رسول الله غوثاً ومدد
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: التصوف الاسلامي وعلم الأخلاق والرقائق
صفحة 1 من اصل 1
من معاني يا رسول الله غوثاً ومدد
بسم الله الرحمن الرحيم
من معاني يا رسول الله غوثاً ومدد عند أهل السنة والجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
هدية لزعماء التكفير والتشريك لسادتنا المسلمين
بداية نشرح قول الغوث والمدد وله صور كثيرة عند جماهير من خوارج الوهابية وأمثالهم من أئمة التكفير والتشريك للمسلمين يعتقدون ما يلي مع تلبيسهم كلمات الحق بالباطل كذباً على الله وهم يظنون كالخوارج أنهم يحمون التوحيد بتلك الشرائع التي يخترعونها دون تبيين وتفريق فالخوارج كفروا الصحابة وقالوا لعلي عندما قبل التحكيم {لا حكم إلا لله } وهؤلاء يقولون :
1- لا يجوز تسمية مخلوق غوثاً {فلا مغيث إلا الله} ومن سمى ذلك فهو مشرك .
2- يكذبون بأنه لم ينسب الله الإغاثة لغيره ولا يجوز الاستغاثة والاستعانة والاستمداد من غيره .
3- لا يجوز الاستعانة بغير الله ودليلهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس {وإذا استعنت فاستعن بالله}
4- {المدد بيد الله وحده} ويفترون على الله بأن من نسب المدد والغوث لغيره أو استعان به فهو مشرك .
ما وضعته بين قوسين {} هو الحق من كلامهم الذي أرادوا من خلاله الباطل
الجواب على هؤلاء القوم المتلبسين بشهوة التكفير والتشريك وإباحة دماء المسلمين وأعراضهم نقول لهم
أما قولكم لا يجوز تسمية مخلوق غوثاً فهو باطل وهو رد لمحكم القرآن وتهمة للآيات المباركة بالشرك الأكبر والعياذ بالله فالله يقول بعدة آيات مسمياً المطر الجماد غيثاً وسبباً للحياة وهذه بعضها اختصاراً :
(وهوَ الذي ينزِّلُ الغيثَ من بعدِ ما قَنَطُوا وينشُر رَحمتَهُ) أي المطر
(كمثلِ غيثٍ أعجَبَ الكفارَ نباتُه) أي المطر
( أنزلَ منَ السَّماءِ ماءً فأحيا بهِ الأرضَ بعدَ موتِهَا) أي المطر
( وجعلنَا مِنَ الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍّ)
فنسب الله الإغاثة والإحياء للمطر مجازاً مع أنه لا مغيث في الحقيقة إلا الله ولا محييَ سواه وهذا مقصد أهل الإسلام عندما يسمون المطر غوثاً أعظم للأرض الميتة أو غيثاً أو غياثاً بالمصدر اللغوي أو محيياً للأرضِ بإذن الله وحده لا شريك له ، وكما خلق الله وصور وبرأ وجعل الله المطر أعظم غيثٍ ليحييَ به الأرض الجماد
كذلك جعل الله العلماء غوثاً ورحمةً للقلوب الميتة المظلمة وجعلهم سبباً في إحياء شعائر الدين وتجديده
يقول الشاعر عن العلماء الربانيين :
تحيا بكم كل أرضٍ تنزلون بها كأنَّكم في بِقاع الأرضِ أمطارُ
وقال جلَّ جلاله عن النبي صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعَالمين) فجعله غيثاً وغياثاً لِيُخرِجَ الناسَ به من الظلماتِ إلى النورِ بإذنهِ تعالى ويحييَ به القلوب ، والعلماء هم ورثة الأنبياء والنبي هو شمس فضلٍ والعلماء كواكبُ هذه الشمس يظهرون أنوارها للناس في الظلمِ بإذن الله .
فنسبة الغوثية والرحمة والإحياء للمطر أو للعلماء من باب أولى عند أهل الإسلام قصدهم بها نسبة السببية والإضافة العطائية المجازية الغير حقيقية مع علمهم يقيناً بأن الله هو وحده مسبب الأسباب وخالقها .
وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن والسنة بنسبة الإحياء والإماتة والرزق مثلاً والإغاثة أو المدد والتثبيت للملائكة بإذن الله
كقوله تعالى بعدة آيات وهذه بعضها :
(وأحيي الموتَى بِإذنِ الله)
(إنَّما أنا رسولُ ربِّك لأهبَ لكِ غلامَاً زكياً)
(فارزقُوهُم فِيهَا واكسُوهُم)
(قُل يَتوفَّاكُم مَلَكُ الموتِ الذي وُكِّلَ بكم)
(والحديث الصحيح المشهور عندما يُجمع خلق ابن آدم في بطن أمه ثم يأت الملك فينفخ فيه الروح)
ومن أمثلة الإمداد والإغاثة بالملائكة :
(أني مُمدُّكُم بخمسةِ آلافٍ مِن الملائِكَةِ)
(إذ يوحِي ربكَ إلى الملائِكةِ أني مَعكُم فثبِّتُوا الذينَ آمنُوا)
والله غني عن العالمين ولا يحتاج في الحقيقة إلى مخلوق أو ملائكةٍ ليحيي بهم ويمد بهم ويثبت بهم عباده لكن هذه هي حكمته البالغة أن خلق الأسباب والمسببات وأضاف إليها الأمر مجازاً وهو وحده الذي أعطى كل شيءٍ خلقهُ ثمَّ هدى .
وعندما استعان رجل من بني إسرائيل بموسى عليه السلام ضد رجل آل فرعون سمَّى الله نداءه استغاثةً
(فاستغاثهُ الذِي مِن شِيعتِهِ على الذِي مِن عَدُوِّهِ) وهذه الآية وما سبق تكم أفواه المكفرين المتطاولين بغير علم على آيات الله
أما المدد والاستعانة فدليل أئمة الجهل والطاغوت والتكفير هو أخذهم الحديث على ظاهره دون أي فهم وفقه لهم وهذا اجتراءٌ على حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (وإذا استعنت فاستعن بالله) فيضربون الآيات ببعضها
فأين يذهبون بقول الله ( وتعاونُوا علَى البِرِّ والتَّقوى )
وقوله عن عبده الصالح ذي القرنين (فَأعينوني بقوَّةٍ أجعَل بينكُم وبينهُم ردمَاً)
وماذا يفعلون حينما يستعينون بالهواء على التنفس لأجسادهم وبالشراب على إرواء الظمإ وبالطعام على تقوية أجسادهم ؟؟؟ويستعين الطفل بأباه والزوجة بزوجها والكبير المسن بابنه القوي الفتي والمظلوم بالقاضي وعندما يستغيث الغارق بمن ينقذه وعندما يلوذ ويستجير الهارب بقوم أو ذي سلطان
وأذكِّر بقول الله ( وإن أحدٌ من المشركين استجارَك فأجِرهُ ) وليست هذه النسبة شرك ما دمنا نعلم حقيقة الأمر وأنه لا مجير إلا الله حقيقةً وليست آلاف الآيات والأحاديث تنطق بالشرك والكفر والتجسيم كما فهم هؤلاء الجاهلون بلغة قريش وأساليبهم ؟؟؟؟
فإذا استعنت فاستعن بالله أي إذا أخذت بأيٍّ من الأسباب الشرعية فاشهد الله مسبباً وخالقاً لها ومسخراً لها لخدمتك ومع استعانتك بأي مخلوق ليكن قلبك حاضراً عالماً موقناً متوجهاً إلى المعين والمغيث والممد على الحقيقة وهو الله وحده لا شريك معه ولا رب سواه (واقرن اعتمادك وأخذك بالأسباب بالاستعانة بالله حتى يصدق توكلك)
فانظروا سادتي إلى تهور أئمة التكفير حتى أنهم كمثالٍ من غلوهم أتوا إلى شيءٍ متواتر وهو التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره وجعلوه محرما وشركاً أياً كانت المقاصد والنيات
فبهذا جعلوا الصحابة جميعهم رضوان الله عليهم جعلوهم من الذين شملتهم أيضاً أحكام الشرك والكفر
ولم يقتصروا على الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بل أوصلوا ذلك أيضاً لجميع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومنتهى الضلال يتجلى عندما تراهم يتباكون حباً للصحابة مع تواتر تشريكهم لهم وطعنهم بدينهم وعقيدتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله على هذا الزيغ والجنون والهوس والضلال البعيد .
فأهل الإسلام الذين يعلمون يقيناً أن جريان الأسباب والعادات التي خلقها الله ما هي إلا بمدد الله وحده
ويعلمون ذوقاً ويقيناً أن السموات والأكوان مهما كبرت ووسعت بأمر الله فهي لن تتطاول ولن تعدو أن تكون رأس إبرة ٍ أو جناح بعوضةٍ محدودةٍ مغلوبةٍ في حيز الزمان وقهر المكان وأبعاده وحدوده ولا تساوي شيئاً أمام الله ووجوده وعظمته وعزة أحديته وقوة مدد قيوميته .
فنحن بأخذنا من الأسباب التي أجراها الله لعباده نستمد علمنا و غيثنا ورحمتنا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في الدنيا وبشفاعته العظمى بإذن الله في الآخرة حيث تلوذ الأمم وتقف أمة النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه يوم القيامة أو كما ورد بمئات الأحاديث الصحيحة وغيرها فلا الملوك ولا الطواغيت ولا أحدسيدخل أحداً أو يدخل على الله إلا من الباب الذي أمر الله عباده بالدخول عليه منه وأذن له .
أما ما ورد في الأحاديث الكثيرة وحديث عرض الأعمال وغيرها من الأحاديث الصحيحة التي يخاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم الموتى ويسلم عليهم ويقول لأصحابه ما أنتم بأسمع منهم كما ورد نحوه في البخاري ومسلم وغيرهما
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام )
رواه الحاكم في المستدرك ( 2 / 421 ) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الحافظ الذهبي
وفي فيض القدير ( 2 / 479 ) : رواه أحمد في المسند والنسائي وابن حبان والحاكم ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، وقال الحافظ العراقي : الحديث متفق عليه دون قوله سياحين
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام )
رواه أبو داود وغيره وصححه النووي في رياض الصالحين وفي الأذكار ، وقال الحافظ ابن حجر : رجاله ثقات
فعندما يقول المسلم في كل تشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بصيغة النداء (أيها) وأعلموا أنها ليست تحريكات للسان دون معنىً كم يظن الجاهلون بدين الله ؟؟
يأذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم فيرد الدعاء بالدعاء والسلام بالسلام والدعاء بالبركة بالدعاء بالبركة والدعاء برحمة الله بالدعاء برحمة الله لا بل يرد النبي صلى الله عليه وسلم بخير من هذا السلام
والله يقول ( وإذا حُيِّيتُم بتحيةٍ فحيُّوا بأحسنَ منهَا أو ردُّوهَا ) وهل هناك في الخلق أكرم منه صلى الله عليه وسلم
وهل تريد مدداً من الخير وغوثاً من الرحمة ومن الدعاء يجريه الله بإذنه على يد أحد من خلقه وعباده كما تريده من سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين .
فياليتكم ولو تفهمون قولي لأدركتم المعنى والمقصد فالله هو المبلِّغ بإذنه والأسباب التي يجريها على يد أوليائه لأحبابهم هي الدعاء لله وحده والاستغفار لله وحده وطلب الشفاعة من الله وحده وهي خلاصة مقصد المؤمنين يقتبسون من أنوار بعضهم بعضاً يقول الله داعياً عباده إلى أعظم الأبواب والأسباب الداعية لرحمته (ولَو أنَّهم إذ ظَلَمُوا أنفسَهُم جَاؤوك فاستغفَروا اللهَ واستغفَرَ لَهم الرَّسولُ لوَجَدُوا اللهَ توَّاباً رحيماً) ولكن المنافقين من قبل ومن بعد كان لا يعجبهم هذا الكلام وكانوا يلوون رؤوسهم ويصدون دائماً عن النبي وهم مستكبرون
وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم .
نقلا عن منتديات روض الرياحين، مساهمة العضو : مدد الأنوار
من معاني يا رسول الله غوثاً ومدد عند أهل السنة والجماعة
بسم الله الرحمن الرحيم
هدية لزعماء التكفير والتشريك لسادتنا المسلمين
بداية نشرح قول الغوث والمدد وله صور كثيرة عند جماهير من خوارج الوهابية وأمثالهم من أئمة التكفير والتشريك للمسلمين يعتقدون ما يلي مع تلبيسهم كلمات الحق بالباطل كذباً على الله وهم يظنون كالخوارج أنهم يحمون التوحيد بتلك الشرائع التي يخترعونها دون تبيين وتفريق فالخوارج كفروا الصحابة وقالوا لعلي عندما قبل التحكيم {لا حكم إلا لله } وهؤلاء يقولون :
1- لا يجوز تسمية مخلوق غوثاً {فلا مغيث إلا الله} ومن سمى ذلك فهو مشرك .
2- يكذبون بأنه لم ينسب الله الإغاثة لغيره ولا يجوز الاستغاثة والاستعانة والاستمداد من غيره .
3- لا يجوز الاستعانة بغير الله ودليلهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس {وإذا استعنت فاستعن بالله}
4- {المدد بيد الله وحده} ويفترون على الله بأن من نسب المدد والغوث لغيره أو استعان به فهو مشرك .
ما وضعته بين قوسين {} هو الحق من كلامهم الذي أرادوا من خلاله الباطل
الجواب على هؤلاء القوم المتلبسين بشهوة التكفير والتشريك وإباحة دماء المسلمين وأعراضهم نقول لهم
أما قولكم لا يجوز تسمية مخلوق غوثاً فهو باطل وهو رد لمحكم القرآن وتهمة للآيات المباركة بالشرك الأكبر والعياذ بالله فالله يقول بعدة آيات مسمياً المطر الجماد غيثاً وسبباً للحياة وهذه بعضها اختصاراً :
(وهوَ الذي ينزِّلُ الغيثَ من بعدِ ما قَنَطُوا وينشُر رَحمتَهُ) أي المطر
(كمثلِ غيثٍ أعجَبَ الكفارَ نباتُه) أي المطر
( أنزلَ منَ السَّماءِ ماءً فأحيا بهِ الأرضَ بعدَ موتِهَا) أي المطر
( وجعلنَا مِنَ الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍّ)
فنسب الله الإغاثة والإحياء للمطر مجازاً مع أنه لا مغيث في الحقيقة إلا الله ولا محييَ سواه وهذا مقصد أهل الإسلام عندما يسمون المطر غوثاً أعظم للأرض الميتة أو غيثاً أو غياثاً بالمصدر اللغوي أو محيياً للأرضِ بإذن الله وحده لا شريك له ، وكما خلق الله وصور وبرأ وجعل الله المطر أعظم غيثٍ ليحييَ به الأرض الجماد
كذلك جعل الله العلماء غوثاً ورحمةً للقلوب الميتة المظلمة وجعلهم سبباً في إحياء شعائر الدين وتجديده
يقول الشاعر عن العلماء الربانيين :
تحيا بكم كل أرضٍ تنزلون بها كأنَّكم في بِقاع الأرضِ أمطارُ
وقال جلَّ جلاله عن النبي صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعَالمين) فجعله غيثاً وغياثاً لِيُخرِجَ الناسَ به من الظلماتِ إلى النورِ بإذنهِ تعالى ويحييَ به القلوب ، والعلماء هم ورثة الأنبياء والنبي هو شمس فضلٍ والعلماء كواكبُ هذه الشمس يظهرون أنوارها للناس في الظلمِ بإذن الله .
فنسبة الغوثية والرحمة والإحياء للمطر أو للعلماء من باب أولى عند أهل الإسلام قصدهم بها نسبة السببية والإضافة العطائية المجازية الغير حقيقية مع علمهم يقيناً بأن الله هو وحده مسبب الأسباب وخالقها .
وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن والسنة بنسبة الإحياء والإماتة والرزق مثلاً والإغاثة أو المدد والتثبيت للملائكة بإذن الله
كقوله تعالى بعدة آيات وهذه بعضها :
(وأحيي الموتَى بِإذنِ الله)
(إنَّما أنا رسولُ ربِّك لأهبَ لكِ غلامَاً زكياً)
(فارزقُوهُم فِيهَا واكسُوهُم)
(قُل يَتوفَّاكُم مَلَكُ الموتِ الذي وُكِّلَ بكم)
(والحديث الصحيح المشهور عندما يُجمع خلق ابن آدم في بطن أمه ثم يأت الملك فينفخ فيه الروح)
ومن أمثلة الإمداد والإغاثة بالملائكة :
(أني مُمدُّكُم بخمسةِ آلافٍ مِن الملائِكَةِ)
(إذ يوحِي ربكَ إلى الملائِكةِ أني مَعكُم فثبِّتُوا الذينَ آمنُوا)
والله غني عن العالمين ولا يحتاج في الحقيقة إلى مخلوق أو ملائكةٍ ليحيي بهم ويمد بهم ويثبت بهم عباده لكن هذه هي حكمته البالغة أن خلق الأسباب والمسببات وأضاف إليها الأمر مجازاً وهو وحده الذي أعطى كل شيءٍ خلقهُ ثمَّ هدى .
وعندما استعان رجل من بني إسرائيل بموسى عليه السلام ضد رجل آل فرعون سمَّى الله نداءه استغاثةً
(فاستغاثهُ الذِي مِن شِيعتِهِ على الذِي مِن عَدُوِّهِ) وهذه الآية وما سبق تكم أفواه المكفرين المتطاولين بغير علم على آيات الله
أما المدد والاستعانة فدليل أئمة الجهل والطاغوت والتكفير هو أخذهم الحديث على ظاهره دون أي فهم وفقه لهم وهذا اجتراءٌ على حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (وإذا استعنت فاستعن بالله) فيضربون الآيات ببعضها
فأين يذهبون بقول الله ( وتعاونُوا علَى البِرِّ والتَّقوى )
وقوله عن عبده الصالح ذي القرنين (فَأعينوني بقوَّةٍ أجعَل بينكُم وبينهُم ردمَاً)
وماذا يفعلون حينما يستعينون بالهواء على التنفس لأجسادهم وبالشراب على إرواء الظمإ وبالطعام على تقوية أجسادهم ؟؟؟ويستعين الطفل بأباه والزوجة بزوجها والكبير المسن بابنه القوي الفتي والمظلوم بالقاضي وعندما يستغيث الغارق بمن ينقذه وعندما يلوذ ويستجير الهارب بقوم أو ذي سلطان
وأذكِّر بقول الله ( وإن أحدٌ من المشركين استجارَك فأجِرهُ ) وليست هذه النسبة شرك ما دمنا نعلم حقيقة الأمر وأنه لا مجير إلا الله حقيقةً وليست آلاف الآيات والأحاديث تنطق بالشرك والكفر والتجسيم كما فهم هؤلاء الجاهلون بلغة قريش وأساليبهم ؟؟؟؟
فإذا استعنت فاستعن بالله أي إذا أخذت بأيٍّ من الأسباب الشرعية فاشهد الله مسبباً وخالقاً لها ومسخراً لها لخدمتك ومع استعانتك بأي مخلوق ليكن قلبك حاضراً عالماً موقناً متوجهاً إلى المعين والمغيث والممد على الحقيقة وهو الله وحده لا شريك معه ولا رب سواه (واقرن اعتمادك وأخذك بالأسباب بالاستعانة بالله حتى يصدق توكلك)
فانظروا سادتي إلى تهور أئمة التكفير حتى أنهم كمثالٍ من غلوهم أتوا إلى شيءٍ متواتر وهو التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم وآثاره وجعلوه محرما وشركاً أياً كانت المقاصد والنيات
فبهذا جعلوا الصحابة جميعهم رضوان الله عليهم جعلوهم من الذين شملتهم أيضاً أحكام الشرك والكفر
ولم يقتصروا على الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بل أوصلوا ذلك أيضاً لجميع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومنتهى الضلال يتجلى عندما تراهم يتباكون حباً للصحابة مع تواتر تشريكهم لهم وطعنهم بدينهم وعقيدتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله على هذا الزيغ والجنون والهوس والضلال البعيد .
فأهل الإسلام الذين يعلمون يقيناً أن جريان الأسباب والعادات التي خلقها الله ما هي إلا بمدد الله وحده
ويعلمون ذوقاً ويقيناً أن السموات والأكوان مهما كبرت ووسعت بأمر الله فهي لن تتطاول ولن تعدو أن تكون رأس إبرة ٍ أو جناح بعوضةٍ محدودةٍ مغلوبةٍ في حيز الزمان وقهر المكان وأبعاده وحدوده ولا تساوي شيئاً أمام الله ووجوده وعظمته وعزة أحديته وقوة مدد قيوميته .
فنحن بأخذنا من الأسباب التي أجراها الله لعباده نستمد علمنا و غيثنا ورحمتنا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في الدنيا وبشفاعته العظمى بإذن الله في الآخرة حيث تلوذ الأمم وتقف أمة النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه يوم القيامة أو كما ورد بمئات الأحاديث الصحيحة وغيرها فلا الملوك ولا الطواغيت ولا أحدسيدخل أحداً أو يدخل على الله إلا من الباب الذي أمر الله عباده بالدخول عليه منه وأذن له .
أما ما ورد في الأحاديث الكثيرة وحديث عرض الأعمال وغيرها من الأحاديث الصحيحة التي يخاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم الموتى ويسلم عليهم ويقول لأصحابه ما أنتم بأسمع منهم كما ورد نحوه في البخاري ومسلم وغيرهما
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام )
رواه الحاكم في المستدرك ( 2 / 421 ) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الحافظ الذهبي
وفي فيض القدير ( 2 / 479 ) : رواه أحمد في المسند والنسائي وابن حبان والحاكم ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، وقال الحافظ العراقي : الحديث متفق عليه دون قوله سياحين
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه السلام )
رواه أبو داود وغيره وصححه النووي في رياض الصالحين وفي الأذكار ، وقال الحافظ ابن حجر : رجاله ثقات
فعندما يقول المسلم في كل تشهد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بصيغة النداء (أيها) وأعلموا أنها ليست تحريكات للسان دون معنىً كم يظن الجاهلون بدين الله ؟؟
يأذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم فيرد الدعاء بالدعاء والسلام بالسلام والدعاء بالبركة بالدعاء بالبركة والدعاء برحمة الله بالدعاء برحمة الله لا بل يرد النبي صلى الله عليه وسلم بخير من هذا السلام
والله يقول ( وإذا حُيِّيتُم بتحيةٍ فحيُّوا بأحسنَ منهَا أو ردُّوهَا ) وهل هناك في الخلق أكرم منه صلى الله عليه وسلم
وهل تريد مدداً من الخير وغوثاً من الرحمة ومن الدعاء يجريه الله بإذنه على يد أحد من خلقه وعباده كما تريده من سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين .
فياليتكم ولو تفهمون قولي لأدركتم المعنى والمقصد فالله هو المبلِّغ بإذنه والأسباب التي يجريها على يد أوليائه لأحبابهم هي الدعاء لله وحده والاستغفار لله وحده وطلب الشفاعة من الله وحده وهي خلاصة مقصد المؤمنين يقتبسون من أنوار بعضهم بعضاً يقول الله داعياً عباده إلى أعظم الأبواب والأسباب الداعية لرحمته (ولَو أنَّهم إذ ظَلَمُوا أنفسَهُم جَاؤوك فاستغفَروا اللهَ واستغفَرَ لَهم الرَّسولُ لوَجَدُوا اللهَ توَّاباً رحيماً) ولكن المنافقين من قبل ومن بعد كان لا يعجبهم هذا الكلام وكانوا يلوون رؤوسهم ويصدون دائماً عن النبي وهم مستكبرون
وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم .
نقلا عن منتديات روض الرياحين، مساهمة العضو : مدد الأنوار
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: التصوف الاسلامي وعلم الأخلاق والرقائق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 1:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أبكار أبونا الشيخ ابراهيم الكباشي
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:41 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ محمد ود البخاري ساكن المدينة المنورة
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:23 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» سيرة سيدنا ومولانا الأستاذ الشيخ إدريس أب فركة
السبت مايو 07, 2016 10:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الحسين ولد صباحي المحسي ؛ راجل (شبونة الشيخ الحسين)
السبت مايو 07, 2016 10:50 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الطيب الحاج الصديق ود بدر (ود السائح)
الإثنين أكتوبر 26, 2015 12:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الجيلي يا الجيلي الآن بدرنا الساكن أم ضبان
الإثنين أكتوبر 26, 2015 11:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» لله أقـــــوام نعيمهم القرب
الإثنين أكتوبر 26, 2015 10:14 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» دلائل الخيرات في الصلوات على سيد السادات
الإثنين أكتوبر 26, 2015 9:24 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ