تأييد الشيخ محمد الأمين (صقر البرزن)

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن المشايخ الذين أيدهم الشيخ محمد بدر عندما بلغ عمره ستاً واربعين سنة موافقاً 1271هـ الشيخ الأمين ود بله، سلكه الطريق وأيده،

وكان شيخاً كريماً بنفق ما في الجيب ويرجى ما في الغيب، ولا يدخر شيئاً من الدنيا،

وكان يهيم في الذكر هيام الأسود الكاسرة ويهيج هياج البحر المتلاطم،

وقد قال لي:

كان عصبة من بنى عمي يؤذونني كثيراً، وكنت قد قصدت في ذات يوم من الأيام أن أتصرف فيهم بسر الله تعالى، فلما أردت أن أفعل ذلك حضر لي أستاذي (الشيخ محمد بدر) وحال بيني وبينهم، فغضبت غضباً شديداً وقمت وتوجهت له بمحله وقلت له:

يا أبت ما دمت لم تنصرني على أعدائي فإني قد قنعت من السكن في هذه البلدة فأذن لي بالتوجه لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجاوره حتى أموت،

فانتهرني نهرة شديدة ارتعدت منها فرائصي وقال لي:

يا هذا إن الله قد ملكني الكون وأحمد ابني بين الريق والوضوع وقد أوذيت كثيراً من الخلق فما حدثتني نفس يوماً واحدا بضرر أحد فكيف بك أنت، أردت أن تطوق ذمتك بأربعة عشراً نفساً وتلقى الله بوزرهم، وإذا وجدت من يحجزك لم ترض، أذهب وأدخل خلوة ستين صباحاً،

فذهبت ودخلت الخلوة وخرجت منها بفضل الله تعالى منسلخاً من الحماقة والزعل، وصارت نفسي لا تحدثني بضرر أحد مطلقاً،

وفي هذا العام توفي والدنا علي ود أبو زيد

ويسمى هذا العام عند العرب عام الشوطه،

وقد توفي (الشيخ الأمين) رحمه الله تعالى سنة 1315.
يتبع: https://omdoban.yoo7.com/t244-topic