نشأته وحجه إلى بيت الله الحرام وتملكه أمانة القوم رضي الله عنهم:

بسم الله الرحمن الرحيم

نشأته وحجه إلى بيت الله الحرام وتملكه أمانة القوم رضي الله عنهم:

ولا زال يشب (الشيخ محمد بدر) في سلوك سبل التقوى مجاهداً نفسه في السر والنجوى معرضاً عن الدنيا يركب المشقات ويكابد الخلوات حتى بلغ من عمره عشرون سنة موافقاً سنة 1245هـ، فهنا عرضت عليه أمانة أهل الله فلم يقبلها وفر منها إلى الله فراراً من الشهرة وتباعداً من الرئاسة والآثرة، كما يأتي الكلام على ذلك في ترجمة الشيخ الأمين ود بلة،

ثم لم يزل يصوم الهواجر ويقوم الدياجر حتى بلغ 29 سنة موافقاً سنة 1254هـ فحج إلى بيت الله الحرام وهناك قابل السيد محمد عثمان الميرغني رضى الله عنه وأراد سلوك طريق القوم عليه، قال رضى الله عنه:

ترددت إلى مجلسه مراراً فلم أجد له فرصة فذات يوم من الأيام توجهت له وأضمرت في نفسي ألا أبارح مجلسه ولو أقمت أعواماً حتى أقضي منه أربي وآخذ العهد عليه، فلما قضى مجلسه قام ومر بي وقال لي:

يا رجل رح بلدك لتصلح أهله

فقمت وأنصرفت

ثم بعد رجوعه رضى الله عنه من الحج انقطع إلى الله تعالى وترك الأسباب الدنيوية وصرف همه في الله ولزم عبادة الله فقط

وبلغ من الإجهاد حالة حتى أنه قال:

كنت أحسب مفاصل ظهري ببطني من شدة الجوع،

فلم يزل هذا دأبه يرقى درج الكمال ويتجاوز مقامات الرجال حتى بلغ اربعين سنة موافقاً سنة 1264هـ فأذن له في وقود نار التدريس – وسيأتي الكلام عليها وعلى المشائخ الذين درسوا فيها متممأً –

فلم يزل أمره ينمو وحاله يسمو حتى بلغ خمساً واربعين سنة موافقاً سنة 1267هـ، جلس رضى الله عنه لتسليك السالكين وتربية المريدين بدلالة أهل الله وإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فعندها صاح به الكون وصرخ واشتهر اسمه (الشيخ محمد بدر) في السماء والأرض وشمخ فجاءه الناس من كل جانب وعكف عليه الأجانب والأقارب
يتبع: https://omdoban.yoo7.com/t242-topic