بحـث
المواضيع الأخيرة
في الزيارة وآدابها وشروطها والوصية والدّعاء الّذي خُتِمَ به هذا الكتاب
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: منتدى الكتب والبحوث والدراسات :: منتدى كتاب سراج السالكين
صفحة 1 من اصل 1
في الزيارة وآدابها وشروطها والوصية والدّعاء الّذي خُتِمَ به هذا الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الخـــاتـــمة.
في الزيارة وآدابها وشروطها والوصية والدّعاء الّذي خُتِمَ به هذا الكتاب.
اعلم - وفقني الله وإياك أيها الزائر لمرضاته، وأمدنا الله وإياك من بركاته وخيراته- أن للزيارة شروط وآداب، فمن عمل بها فقد ظفر بالثواب الجسيم، وفاز الفوز العظيم، إذ قد جاء في الأثر:
(أيُّ عبدٍ زار أخاً له في الله نُودِيَ أن طبت وطاب ممشاك، وطابت لك الجنة، ويقول الله عبدي زارني عليّ قِرَاه، ولن أرضي لعبدي بقِرىً دون الجنة).
وفي حديث غيره:
(زار رجلٌ أخاً له في قرية، فأُرْصِدَ له ملكٌ على مَدْرَجته، فقال أين تريد؟ قال أخاً لي في هذه القرية، فقال لّه هل له عليك من نعمة تَرُبُّها؟ قال لا إلّا أنّي أُحبّه في الله، قال فإنّي رسولُ الله إليك، إن الله أحبك كما أحببته)،
وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:
(زُرْ أخاك في الله، فإنّ مَن زارأخا له في الله شيّعه سبعون ألفَ ملك).
وقد جاء في حديث غيره: (وُقُوفك بين يَدَيْ وليّ كحَلْب شاةٍ أو كشيِّ بيضة خيرٌ لك من أن تعبد الله حتى تتقطّع إرَباً إرَباً، فقالوا له يا رسول الله سواءٌ إن كان حيّاً أو ميّتاً؟ قال سواءٌ إن كان حيّاً أو ميّتاً).
ففي هذه الأحاديث كلّها دليل على فضل الزيارة، وبالجملة لو علم الزائر ما تحت الزيارة من الأسرار والفوائد لانقشع عنه العمى فأصاب المرمى، ولكن لها شروط وآداب، فمن الواجب أن نفوه بنبذة تحمل الزائر على الهداية، وترفع عنه ظُلَمَ العِماية، فأقول مختصراً وبالله منتصراً:
إن للزيارة سبعة شروط، فمن استكملها فقد استكمل المقصود، أولها:
التسمية، فإذا خرج للزيارة من منزله فإنه يجب عليه أن يسمّي الله تعالى.
والثاني: تقديم رجله اليمنى عند الخروج.
والثالث: الذكر في الطريق ما دام متوجهاً.
والرابع: أن يحتسب أمره إلى الله.
والخامس: ألّا يطلب تعظيماً ولا احتراماً من شيخه.
والسادس: ألّا يأخذ من دنياه شيئاً.
والسابع: ألّا يسافر بغير إذنه،
فهذه شروط الزيارة السبعة، فوالله الذي لا إله إلا هو ما استقصى أحد هذه الشروط إلا وجد المقصود، وإن حلف لا يَحْنَثُ، فالكمال بقدر الكمال، والنقص على قدر النقص،
كما حُكِي عن سيدي عبد الوهاب الشعراني – رضي الله عنه أنه قال: كنت إذا قصدت زيارة سيدي علىّ الخوّاص يتلقاني بحسب ما أخرج إليه، فإن خرجت له بكليتي يتلقاني بكليته، وإن أشركتُ معه شيئاً يتلقاني على النصف، وإن خرجت لغيره ولكن مررت عليه من جملة الطريق لم يتلقني ولو بشعرة واحدة،
فمن هنا ينبغي للزائر ألّا يشرك في زيارته شيئاً من الأشغال، ويترك جميع العلل والآمال، لكي يفوز بمقصوده في كل حال،
ومع ذلك إن الزيارة لها سر عظيم لا يوجد في غيرها، فيفوز بالفلاح من والاها ونظر إلى ما وراءها، ويبوء بالخيبة من جهلها وحُجب عمّا وراءها،
فالزيارة من استكملها بشروطها المتقدّمة خيرٌ من عبادة العابد سبعين سنة، فعليك يا أخي بزيارتهم، لأن من والى زيارتهم فاز بقرابتهم، وإن زيارتهم تُوجب الظّفر، وتُنجي من الخطر، فاعلم ذلك واعمل به، والله يتولى هُداك. والحمد لله رب العالمين.
الخـــاتـــمة.
في الزيارة وآدابها وشروطها والوصية والدّعاء الّذي خُتِمَ به هذا الكتاب.
اعلم - وفقني الله وإياك أيها الزائر لمرضاته، وأمدنا الله وإياك من بركاته وخيراته- أن للزيارة شروط وآداب، فمن عمل بها فقد ظفر بالثواب الجسيم، وفاز الفوز العظيم، إذ قد جاء في الأثر:
(أيُّ عبدٍ زار أخاً له في الله نُودِيَ أن طبت وطاب ممشاك، وطابت لك الجنة، ويقول الله عبدي زارني عليّ قِرَاه، ولن أرضي لعبدي بقِرىً دون الجنة).
وفي حديث غيره:
(زار رجلٌ أخاً له في قرية، فأُرْصِدَ له ملكٌ على مَدْرَجته، فقال أين تريد؟ قال أخاً لي في هذه القرية، فقال لّه هل له عليك من نعمة تَرُبُّها؟ قال لا إلّا أنّي أُحبّه في الله، قال فإنّي رسولُ الله إليك، إن الله أحبك كما أحببته)،
وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:
(زُرْ أخاك في الله، فإنّ مَن زارأخا له في الله شيّعه سبعون ألفَ ملك).
وقد جاء في حديث غيره: (وُقُوفك بين يَدَيْ وليّ كحَلْب شاةٍ أو كشيِّ بيضة خيرٌ لك من أن تعبد الله حتى تتقطّع إرَباً إرَباً، فقالوا له يا رسول الله سواءٌ إن كان حيّاً أو ميّتاً؟ قال سواءٌ إن كان حيّاً أو ميّتاً).
ففي هذه الأحاديث كلّها دليل على فضل الزيارة، وبالجملة لو علم الزائر ما تحت الزيارة من الأسرار والفوائد لانقشع عنه العمى فأصاب المرمى، ولكن لها شروط وآداب، فمن الواجب أن نفوه بنبذة تحمل الزائر على الهداية، وترفع عنه ظُلَمَ العِماية، فأقول مختصراً وبالله منتصراً:
إن للزيارة سبعة شروط، فمن استكملها فقد استكمل المقصود، أولها:
التسمية، فإذا خرج للزيارة من منزله فإنه يجب عليه أن يسمّي الله تعالى.
والثاني: تقديم رجله اليمنى عند الخروج.
والثالث: الذكر في الطريق ما دام متوجهاً.
والرابع: أن يحتسب أمره إلى الله.
والخامس: ألّا يطلب تعظيماً ولا احتراماً من شيخه.
والسادس: ألّا يأخذ من دنياه شيئاً.
والسابع: ألّا يسافر بغير إذنه،
فهذه شروط الزيارة السبعة، فوالله الذي لا إله إلا هو ما استقصى أحد هذه الشروط إلا وجد المقصود، وإن حلف لا يَحْنَثُ، فالكمال بقدر الكمال، والنقص على قدر النقص،
كما حُكِي عن سيدي عبد الوهاب الشعراني – رضي الله عنه أنه قال: كنت إذا قصدت زيارة سيدي علىّ الخوّاص يتلقاني بحسب ما أخرج إليه، فإن خرجت له بكليتي يتلقاني بكليته، وإن أشركتُ معه شيئاً يتلقاني على النصف، وإن خرجت لغيره ولكن مررت عليه من جملة الطريق لم يتلقني ولو بشعرة واحدة،
فمن هنا ينبغي للزائر ألّا يشرك في زيارته شيئاً من الأشغال، ويترك جميع العلل والآمال، لكي يفوز بمقصوده في كل حال،
ومع ذلك إن الزيارة لها سر عظيم لا يوجد في غيرها، فيفوز بالفلاح من والاها ونظر إلى ما وراءها، ويبوء بالخيبة من جهلها وحُجب عمّا وراءها،
فالزيارة من استكملها بشروطها المتقدّمة خيرٌ من عبادة العابد سبعين سنة، فعليك يا أخي بزيارتهم، لأن من والى زيارتهم فاز بقرابتهم، وإن زيارتهم تُوجب الظّفر، وتُنجي من الخطر، فاعلم ذلك واعمل به، والله يتولى هُداك. والحمد لله رب العالمين.
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الوصية التي أوصى بها رضي الله عنه بعض الإخوان
وأما الوصية التي أوصى بها (الشيخ محمد بدر) رضي الله عنه بعض الإخوان فهذه:
وبعد أيّها الأخ في الله، وصل إلىّ مكتوبك بفضل الله، وقَبِلت ما فيه بلطف الله، وأجبت سؤالك بإذن الله، وكتبتُ لك هذه المقالة بعون الله، وبثثتها لك حباً في الله، فإذا وصلتْ إليك بمشيئة الله، فاسأل الله أن تكون مقبولةً عندك وعند الله، وأن تعمل بها بتوفيق الله تعالى الله، حتى تدخل زمرةُ أهل الله
عليك وأُوصيك أولاً بتقوى الله، حتى تذوق طعم حب الله، وأُوصيك بتفويض الأمور إلى الله، حتى تستريح عن العزم والاختيار والتدبير المخالف لتقدير الله، وأُوصيك بالتسليم والرضا بقضاء الله، حتى تستريح عن المخالفات وتنالَ رضاء الله،
وأُوصيك بالصبر الجميل على أذى الناس حتى تُوصَفَ بأوصاف البهائم، وتتخلّقَ بأخلاق الله، وأُوصيك بكظم الغيظ وبالعفو عن عباد الله، حتى تجد حلاوة عفو الله، وأُوصيك بستر العيوب، وبالشفقة على جميع خلق الله، حتى يستر الله عيوبك ويرحمك الله، وأُوصيك بالعزلة عن الغافلين عن الله، حتى لا يشغلونك عن التوجه إلى الله، وعن الحضور مع الله،
وأُوصيك بخلوص النية في جميع أحوالك لوجه الله، حتى لا تلتفت إلى غرض النفس، ولا إلى نظر الخلق، لئلّا تسقط عن نظر الله، وأُوصيك بكتم أحوال القلب، وستر أحوال الحب، وحفظ حدود الله، وأُوصيك بالبعد عمن لا يعرف نفسه، ولا يطلب ربه، ولا يعرف الله، حتى يطيب عيشك، ويدوم حضورك، ويحفظك الله، وتكون أمين الحق ومحرزاً أسرار الله، وأُوصيك بالتوبة والرجوع إلى الله من كل ما يُعطّلك عن الله، حتى تجد الحق مع الكل، والكل مع الله،
وأُوصيك بترك جميع ما سوى الله، حتى تشهد الوَحْدَة مع الكثَرة، والكثَرة مع الوَحْدة، والجمعَ بين حب الخلق وحب الله، فتُعامِلُ الخلْقَ بالأدب مع الله، وأُوصيك بترك حظوظ النفس، وبسفر القلب عنها إلى الله، حتى لا تُبتلى بالسّفر الظاهر لأجلها، ويصفو وقتك بالله، وأوصيك بتقليل الطعام والمنام والإهتمام بغير الله، حتى تذوق لذة الإلهام، وحلاوة الأُنس بالله،
وأُوصيك بدوام ذكر القلب بلا إله إلّا الله، حتى ينور قلبك بنور وحدانية الله، وينعكس ذلك النور على صفحات الكائنات، وتُشاهد وحدانية الوجود بنور الله، فتنال لذة الفقر الحقيقي وسعادة الغني في الله، وأُوصيك بنفي الخواطر والأفكار في ملاحظة غير الله، حتى لا يبقى حجابٌ بينك وبين الله، فيكون قلبك بيتُ الله، وأُوصيك بتجلية مرآة القلب بذكر الله، حتى تنظر به ويُظهر لك بسره معية الله، وتجد ربَّك أقربَ إليك وتكونُ من المقرّبين إلى الله، وتعرف نفسك وربّك بالله، وتملك كنز معرفة الله، وتنال السعادة الأبدية كخواصّ رجال الله،
وأُوصيك بالإعراض عنك، وبالإقبال على الله، حتى تكون ناسياً لنفسك، فتُدرك الله بمحو الوجود بالكلّية في محبة الله، حتى يُجْذبك الله بلحظته إليك، ويكون سمعُك وبصرُك بالله، وتُبصر بالله فتفنى عنك وتبقى بالله، ولا يبقى انتظارٌ ولا اختيارٌ إلّا خارجٌ عنك، ولا يشغلك مع الله غير الله، وتكون مستغنياً بالله عما سوى الله،
وأُوصيك باشتغال السر بوحدانية الله، حتى لا يخطر ببالك في جميع أحوالك غير الله، خصوصاً في مظاهر الأفعال، فلا تُشاهد الفعلَ إلا عن الله، من العطاء، والمنع، والضر، والنفع، والإيذاء، والإلمام، والإهداء، والإنعام، وسائر ما يصدر عن الأنام، فإذا ظهر إنعامٌ فلا تشكر حقيقةً إلا الله تعالى الله، واشكر ذلك المُظْهِرَ مَجَازاً لِكَونه كُلَّا من الله، ولا يعاندك ذلك الشخصُ لكونك في جميع أحوالك حاضراً مع الله غائباً عما سوى الله،
وأُوصيك بإخلاص هذه الوصايا، وهي ترك الكل ونسيان النفس والهوى في جنب ذكر الله، حتى لا يبقي في القلب غير الله، وتموت نفسك الحيوانية ويحي قلبك بالله فتكون حينئذ وليّ الله.
قال العارفون بالله من كان في قلبه الله، فعونه في الدارين الله، ومن في قلبه غير الله فخصمُه في الدّارين الله،
يا أخي في الله لا تغفل لحظةً عن الله، حتى لا تجد في قلبك غير الله، ولا تعرف إلا الله، الأوّلُ الله، والآخِرُ الله، والظّاهرُ الله، والباطنُ الله، والحيُّ الله، والباقي الله، من المحبّ في الله، إلى كافّة عباد الله.
انتهي ما حرره رضي الله عنه. والحمد لله على كل حال.
وبعد أيّها الأخ في الله، وصل إلىّ مكتوبك بفضل الله، وقَبِلت ما فيه بلطف الله، وأجبت سؤالك بإذن الله، وكتبتُ لك هذه المقالة بعون الله، وبثثتها لك حباً في الله، فإذا وصلتْ إليك بمشيئة الله، فاسأل الله أن تكون مقبولةً عندك وعند الله، وأن تعمل بها بتوفيق الله تعالى الله، حتى تدخل زمرةُ أهل الله
عليك وأُوصيك أولاً بتقوى الله، حتى تذوق طعم حب الله، وأُوصيك بتفويض الأمور إلى الله، حتى تستريح عن العزم والاختيار والتدبير المخالف لتقدير الله، وأُوصيك بالتسليم والرضا بقضاء الله، حتى تستريح عن المخالفات وتنالَ رضاء الله،
وأُوصيك بالصبر الجميل على أذى الناس حتى تُوصَفَ بأوصاف البهائم، وتتخلّقَ بأخلاق الله، وأُوصيك بكظم الغيظ وبالعفو عن عباد الله، حتى تجد حلاوة عفو الله، وأُوصيك بستر العيوب، وبالشفقة على جميع خلق الله، حتى يستر الله عيوبك ويرحمك الله، وأُوصيك بالعزلة عن الغافلين عن الله، حتى لا يشغلونك عن التوجه إلى الله، وعن الحضور مع الله،
وأُوصيك بخلوص النية في جميع أحوالك لوجه الله، حتى لا تلتفت إلى غرض النفس، ولا إلى نظر الخلق، لئلّا تسقط عن نظر الله، وأُوصيك بكتم أحوال القلب، وستر أحوال الحب، وحفظ حدود الله، وأُوصيك بالبعد عمن لا يعرف نفسه، ولا يطلب ربه، ولا يعرف الله، حتى يطيب عيشك، ويدوم حضورك، ويحفظك الله، وتكون أمين الحق ومحرزاً أسرار الله، وأُوصيك بالتوبة والرجوع إلى الله من كل ما يُعطّلك عن الله، حتى تجد الحق مع الكل، والكل مع الله،
وأُوصيك بترك جميع ما سوى الله، حتى تشهد الوَحْدَة مع الكثَرة، والكثَرة مع الوَحْدة، والجمعَ بين حب الخلق وحب الله، فتُعامِلُ الخلْقَ بالأدب مع الله، وأُوصيك بترك حظوظ النفس، وبسفر القلب عنها إلى الله، حتى لا تُبتلى بالسّفر الظاهر لأجلها، ويصفو وقتك بالله، وأوصيك بتقليل الطعام والمنام والإهتمام بغير الله، حتى تذوق لذة الإلهام، وحلاوة الأُنس بالله،
وأُوصيك بدوام ذكر القلب بلا إله إلّا الله، حتى ينور قلبك بنور وحدانية الله، وينعكس ذلك النور على صفحات الكائنات، وتُشاهد وحدانية الوجود بنور الله، فتنال لذة الفقر الحقيقي وسعادة الغني في الله، وأُوصيك بنفي الخواطر والأفكار في ملاحظة غير الله، حتى لا يبقى حجابٌ بينك وبين الله، فيكون قلبك بيتُ الله، وأُوصيك بتجلية مرآة القلب بذكر الله، حتى تنظر به ويُظهر لك بسره معية الله، وتجد ربَّك أقربَ إليك وتكونُ من المقرّبين إلى الله، وتعرف نفسك وربّك بالله، وتملك كنز معرفة الله، وتنال السعادة الأبدية كخواصّ رجال الله،
وأُوصيك بالإعراض عنك، وبالإقبال على الله، حتى تكون ناسياً لنفسك، فتُدرك الله بمحو الوجود بالكلّية في محبة الله، حتى يُجْذبك الله بلحظته إليك، ويكون سمعُك وبصرُك بالله، وتُبصر بالله فتفنى عنك وتبقى بالله، ولا يبقى انتظارٌ ولا اختيارٌ إلّا خارجٌ عنك، ولا يشغلك مع الله غير الله، وتكون مستغنياً بالله عما سوى الله،
وأُوصيك باشتغال السر بوحدانية الله، حتى لا يخطر ببالك في جميع أحوالك غير الله، خصوصاً في مظاهر الأفعال، فلا تُشاهد الفعلَ إلا عن الله، من العطاء، والمنع، والضر، والنفع، والإيذاء، والإلمام، والإهداء، والإنعام، وسائر ما يصدر عن الأنام، فإذا ظهر إنعامٌ فلا تشكر حقيقةً إلا الله تعالى الله، واشكر ذلك المُظْهِرَ مَجَازاً لِكَونه كُلَّا من الله، ولا يعاندك ذلك الشخصُ لكونك في جميع أحوالك حاضراً مع الله غائباً عما سوى الله،
وأُوصيك بإخلاص هذه الوصايا، وهي ترك الكل ونسيان النفس والهوى في جنب ذكر الله، حتى لا يبقي في القلب غير الله، وتموت نفسك الحيوانية ويحي قلبك بالله فتكون حينئذ وليّ الله.
قال العارفون بالله من كان في قلبه الله، فعونه في الدارين الله، ومن في قلبه غير الله فخصمُه في الدّارين الله،
يا أخي في الله لا تغفل لحظةً عن الله، حتى لا تجد في قلبك غير الله، ولا تعرف إلا الله، الأوّلُ الله، والآخِرُ الله، والظّاهرُ الله، والباطنُ الله، والحيُّ الله، والباقي الله، من المحبّ في الله، إلى كافّة عباد الله.
انتهي ما حرره رضي الله عنه. والحمد لله على كل حال.
عدل سابقا من قبل hsbelrasool.bdr في الأحد مايو 15, 2011 9:45 am عدل 1 مرات
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الدّعاء الذي خُتِم به الكتاب.
وهذا هو الدّعاء الذي خُتِم به الكتاب.
وهو:
اللهم فارج الهمّ، وكاشف الغمّ، ومجيبُ دعوة المضطرين، ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني برحمة تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك،
اللهم اهدنا واهد بنا، وانصرنا وانصر بنا،
إلهي بسطتُ إليك يدي بسط المتضرع الراغب، وناديتك نداء المفتقر الطالب، ووقفت ببابك وقوف المستجير الهارب، فاسرج لي من معرفتك نوراً لا يزال في روحي مصباحاً، واجعل لساني لذكرك مفتاحاً، ولا تجعلني لما أطلعتني عليه من مكنون أسرارك بوّاحاً، واحشرني في هُداة عبيدك، واحرسني في حياطة أسرار توحيدك، واجعل نظري إليك، وكلامي عنك، وانتهائي لك، ودلالتي عليك، وخشيتي منك، ومحبتي فيك، وانقطاعي لك،
إلهي فاضت الأنوار فلا غيم ولا سحاب، وانجلت الأسرار فلا ستر ولا حجاب، ولاحت الحقائق واضمحلّ سرابُ الارتياب، فأجزلت المواهب فلا قنوع منك إلا بك، ويسرت المطالب فلا رغبة فيك إلا بك، وأظهرت العجائب فلا منزّه دونك، فادخلني في زمرة من كشفت له الحجب دونك، ورفعت له الستر عن نورك، وعلّقته معلَّقات الظّافرين بك، وحفظته بك عن جميع ما يُشغل عنك،
إلهي قصّرتُ في اتّباع نبيك بغلبة الهوى على قلبي، وأسرفتُ في مسامحة النفس فتكاثفت حُجُبي، وأخلدتُّ إلى التفريط فوأسفي من بعدك يا ربي،
وها أنا استجيرك من الهوى فأجرني، واستحفظك فيما ينفعني فاحفظني، واستوهبك فيما يُقرّبني منك فقرّبني، وأعوذ بك فيما يصرفني عنك فأعذني.
إلهي حجبتني عنك بقايا الأوهام الجسمانية، ومنعتني عن النفوذ المقتضيات الهوائية، وشوّقتني إليك نفحات الأسرار القدسية، فطهرني من آثار أوهامي، ويسّر لي بالإخلاص مرامي، وثبت بك في اليقين أقدامي، وخلّصني من تَبِعات الهوى، واجعل بيني وبينها ستراً من توفيقك الأهدى، حتى لا يبقي في قلبي من أثرها، ولا يشغلني منها عنك ميل ولا وطر، فخذ بيدي واهدني إلى سبيل يوصّلني إلى معرفتك.
إلهي ظفر الصادقون منك بزلفي وحُسنَ مآب، وفازوا بالكشف عن أسرار أفعالك يا وهاب، وبقيتُ رَهْنَ علل خلف الباب، فاجعل لي من حسن هدايتك إلى عنايتك سبباً وطريقاً، وافتح لي ساحة الصدق باباً من التأييد حتى أُكتبَ عندك صديقاً، وهب لي من مواصلة ذكرك صاحباً مؤانساً ورفيقاً، واهدني هداية من وفقته، وأصلحني إصلاح من تولّيته، ولا تُناقشنى مناقشة من طردته وأهنته، فإنك أكثرتَ عليّ من النعم، وأقللتُ لك من الشكر، فكم من نعمة لا يُحصيها أحدٌ غيرُك، ما أحسنَ فعالَك إلىّ ورفقك بي، فإني لا أزدادُ فقراً إلّا إليك، ولا عزاً إلّا بك، ولا رغبةً إلّا فيما لديك.
إلهي أين الفرار إن ضاعت رغبتي فيك؟ وكيف القرار إن قطعتَ رجائي منك؟ وكيف الخلاص إن حجتني عنك؟ وكيف النّجاة إن طردتني عن بابك؟ .
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني.
اللهم اغفر لي جِدِّي وهَزَلِي، وخطئي وعمدي، وكلّ ذلك عندي.
اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المقدّم، وأنت المؤخّر، وأنت على كلّ شيء قدير.
اللهم أقِلْ عثرتي، وآمِن روعتي، وفرّج كُربتي، وامحُ حوبتي، واقبل توبتي، وثبّتَ حُجَّتي، واجعلني من خيار عبيدك التّوابين يا رب العالمين،
وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً، والحمدُ لله ربّ العالمين.
انتهي - والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
إعداد: حسب الرسول الطيب الشيخ؛ غفر الله له ولوالديه
وهو:
اللهم فارج الهمّ، وكاشف الغمّ، ومجيبُ دعوة المضطرين، ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني برحمة تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك،
اللهم اهدنا واهد بنا، وانصرنا وانصر بنا،
إلهي بسطتُ إليك يدي بسط المتضرع الراغب، وناديتك نداء المفتقر الطالب، ووقفت ببابك وقوف المستجير الهارب، فاسرج لي من معرفتك نوراً لا يزال في روحي مصباحاً، واجعل لساني لذكرك مفتاحاً، ولا تجعلني لما أطلعتني عليه من مكنون أسرارك بوّاحاً، واحشرني في هُداة عبيدك، واحرسني في حياطة أسرار توحيدك، واجعل نظري إليك، وكلامي عنك، وانتهائي لك، ودلالتي عليك، وخشيتي منك، ومحبتي فيك، وانقطاعي لك،
إلهي فاضت الأنوار فلا غيم ولا سحاب، وانجلت الأسرار فلا ستر ولا حجاب، ولاحت الحقائق واضمحلّ سرابُ الارتياب، فأجزلت المواهب فلا قنوع منك إلا بك، ويسرت المطالب فلا رغبة فيك إلا بك، وأظهرت العجائب فلا منزّه دونك، فادخلني في زمرة من كشفت له الحجب دونك، ورفعت له الستر عن نورك، وعلّقته معلَّقات الظّافرين بك، وحفظته بك عن جميع ما يُشغل عنك،
إلهي قصّرتُ في اتّباع نبيك بغلبة الهوى على قلبي، وأسرفتُ في مسامحة النفس فتكاثفت حُجُبي، وأخلدتُّ إلى التفريط فوأسفي من بعدك يا ربي،
وها أنا استجيرك من الهوى فأجرني، واستحفظك فيما ينفعني فاحفظني، واستوهبك فيما يُقرّبني منك فقرّبني، وأعوذ بك فيما يصرفني عنك فأعذني.
إلهي حجبتني عنك بقايا الأوهام الجسمانية، ومنعتني عن النفوذ المقتضيات الهوائية، وشوّقتني إليك نفحات الأسرار القدسية، فطهرني من آثار أوهامي، ويسّر لي بالإخلاص مرامي، وثبت بك في اليقين أقدامي، وخلّصني من تَبِعات الهوى، واجعل بيني وبينها ستراً من توفيقك الأهدى، حتى لا يبقي في قلبي من أثرها، ولا يشغلني منها عنك ميل ولا وطر، فخذ بيدي واهدني إلى سبيل يوصّلني إلى معرفتك.
إلهي ظفر الصادقون منك بزلفي وحُسنَ مآب، وفازوا بالكشف عن أسرار أفعالك يا وهاب، وبقيتُ رَهْنَ علل خلف الباب، فاجعل لي من حسن هدايتك إلى عنايتك سبباً وطريقاً، وافتح لي ساحة الصدق باباً من التأييد حتى أُكتبَ عندك صديقاً، وهب لي من مواصلة ذكرك صاحباً مؤانساً ورفيقاً، واهدني هداية من وفقته، وأصلحني إصلاح من تولّيته، ولا تُناقشنى مناقشة من طردته وأهنته، فإنك أكثرتَ عليّ من النعم، وأقللتُ لك من الشكر، فكم من نعمة لا يُحصيها أحدٌ غيرُك، ما أحسنَ فعالَك إلىّ ورفقك بي، فإني لا أزدادُ فقراً إلّا إليك، ولا عزاً إلّا بك، ولا رغبةً إلّا فيما لديك.
إلهي أين الفرار إن ضاعت رغبتي فيك؟ وكيف القرار إن قطعتَ رجائي منك؟ وكيف الخلاص إن حجتني عنك؟ وكيف النّجاة إن طردتني عن بابك؟ .
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني.
اللهم اغفر لي جِدِّي وهَزَلِي، وخطئي وعمدي، وكلّ ذلك عندي.
اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المقدّم، وأنت المؤخّر، وأنت على كلّ شيء قدير.
اللهم أقِلْ عثرتي، وآمِن روعتي، وفرّج كُربتي، وامحُ حوبتي، واقبل توبتي، وثبّتَ حُجَّتي، واجعلني من خيار عبيدك التّوابين يا رب العالمين،
وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً، والحمدُ لله ربّ العالمين.
انتهي - والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
إعداد: حسب الرسول الطيب الشيخ؛ غفر الله له ولوالديه
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: منتدى الكتب والبحوث والدراسات :: منتدى كتاب سراج السالكين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 1:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أبكار أبونا الشيخ ابراهيم الكباشي
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:41 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ محمد ود البخاري ساكن المدينة المنورة
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:23 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» سيرة سيدنا ومولانا الأستاذ الشيخ إدريس أب فركة
السبت مايو 07, 2016 10:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الحسين ولد صباحي المحسي ؛ راجل (شبونة الشيخ الحسين)
السبت مايو 07, 2016 10:50 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الطيب الحاج الصديق ود بدر (ود السائح)
الإثنين أكتوبر 26, 2015 12:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الجيلي يا الجيلي الآن بدرنا الساكن أم ضبان
الإثنين أكتوبر 26, 2015 11:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» لله أقـــــوام نعيمهم القرب
الإثنين أكتوبر 26, 2015 10:14 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» دلائل الخيرات في الصلوات على سيد السادات
الإثنين أكتوبر 26, 2015 9:24 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ