بحـث
المواضيع الأخيرة
الفصل العاشر: فيما يُفترض على المريد الصادق
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: منتدى الكتب والبحوث والدراسات :: منتدى كتاب سراج السالكين
صفحة 1 من اصل 1
الفصل العاشر: فيما يُفترض على المريد الصادق
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل العاشر
فيما يُفترض على المريد الصادق وهو من جملة فوائد الصبر.
قــال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه: يُشترط على المريد الصادق شروط، وتترتب له حقوق، منها ألاّ يطّلع على حالة من أحوال شيخه، سواء إن كان في العبادات أو العادات، لأن الإطّلاع على أحوال الشيخ يكون سبباً لضعف المحبة.
ومن شروطه أيضاً إذا أطلعه الله على حالة من أحوال شيخه لا تنقص محبته، ولا يختل اعتقاده، فإنّ من اختلّ اعتقاده ونقصت محبته بوجود حالة رآها فهو كاذب لا يصلح للطريق أبداً، لأن الشيخ لا يعمل عملاً إلّا على أصله.
ومن شروط التلميذ الصادق أن يكون مِحْفَظَةَ شيخه، وأن يكون كاتماً لسره.
ومن شروطه التعظيم لشيخه ظاهراً وباطناً، وعدم الاعتراض عليه في شيء من أحواله ولو كان ظاهره حراماً، ويؤوِّلُ ما أشكل عليه، ولا يلتجئ لغيره من الصالحين، ولا يزور صالحاً إلا بإذنه في محلّ الضرورات، ولا يُكثر الكلام بحضرته ولو بَاسَطَه، ولا يجلس على سجّادته، ولا يسبّح بسبحته، ولا يجلس في المكان المعدّ له،
ولا يفعل فعلاً من الأمور المهمة إلا بإذنه ، ولا يُمسك يده للسلام وهى مشغولة بشيء، ولا يمشي أمامه، ولا يساويه في مشيه إلا بليلٍ مظلمٍ ليكون مشيه أمامه صوناً له، ولا يذكره عند أعدائه،
وأن يلاحظه بقلبه في جميع أحواله، ويرى كل نعمة وصلت له ببركته، ولا يُعاشرْ من كان الشيخ يكرهه، وأن يلازم الورد الذي رتبه له، فإنّ مدد الشيخ في ورده، فمن تخلّف عنه حُرم المدد،
وأن يُقدّم محبته على محبة غيره ما عدا الله ورسوله فإنها المقصود بالذات، ومحبة الشيخ هي الواسطة بين التلميذ وشيخه، وقد أنشدوا في هذا المعني شعراً:
أمرُّ على الدّيار ديار ليـلــى ** أُقبِّل ذا الجدارِ وذا الجدارا
وما حبُّ الدّيار شغفْنَ قلبي ** ولكن حبُّ من سكن الديارا
وقال غيره:
أموتُ إذا رأيتُك ثم أَحْيَــا ** فكم أحيا عليك وكم أموتُ
ومن شروطه الصبر عند اختبار شيخه له بأمر تكرهه نفسُه، لأنه لولا أنه رأي فيه خيراً لما اختبره، وكذلك يجب على الشيخ أن يكون صبوراً على زلّات المريد، ويعالجُه شيئاً فشيئاً بحسب حاله وقوّته ومشربه، فيأمره وينهاه ويُعاتبه على كلّ هفوة، ولكن لا يغضب عليه باطناً، لأن غضبه إعراض وفساد وسبب لغضب الله تعالى، أعاذنا الله من ذلك.
ومن شروطه أن يعتقد أن الطرق كلها على حق، وأن طريقته أشرف الطرق، فمن نظر لشـــــيـخــــــه بعين الكمــال فـلابــدّ له من الوصـال،
قال صــاحب الرائية:
أُحِبّهُم وأُداريهـم وأُوثرُهـم ** بمُهجتي وخُصُوصاً منهمُ نفرا
ومن شروطه ألّا تميل نفسه إلى شيخ غير شيخه، فمن مالت نفسه إلى شيخ غير شيخه لم ينل منه شيئاً، لأن من لم يكن مشهده واحداً ومتعلقاً بواحد لم يشم من رائحة طريق الله شيئاً.
ومن شروطه أن يعتقد أن شيخه جاسوس قلبه، يدخل في جوفه ويعلم ما في نفسه، فمن لم يكن كذلك فليس لنفسه مالك، ولا ناجياً من المهالك،
فقلت له يا سيدي: كيف يدخل في جوف الإنسان ويعلم ما فيه؟ لأن الإنسان إذا دبّت عليه الذرة يحسّ لها أثراً؟ فقال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه: هذا دخول معنوىّ لا يفهمه إلا أهله.
ومن شروطه أن يقبض قلب شيخه عنده، ويعرف ما فيه من شدة السياسة والمحبة، وإذا تغيّر عليه شيخُه وانقبض منه فليفرح بذلك، فلولا أنه ما رأى فيه خيراً ما انقبض عليه، فإذا رأى المريد الشيخ انبسط معه فليكن على حذر ولا ينبسط بانبساطه، لأنه متى انبسط معه يُخشى عليه أن يهتك حرمته فيُحْرَم بركتُه، لأن حضرة الشيخ من حضرة الله تعالى، فإن لم يفرح المريد بالقبض، وينقبض بالبسط، فليس من الصادقين.
ومن شروطه ألاّ يعترض على شيخه في فعل من الأفعال، لأن الإعتراض حرامٌ على المريدين ولو كان الحقّ بيدهم، فالإعتراض من تعضيل الأمراض، وعدم الإعتراض يكون سبباً لتبليغ المراد، ولأن خطأ الشيخ خيرٌ من صواب المريد كما وقع لبعض المريدين، قال كنتُ ذات يوم أُوضِّئُ شيخي، فلما شرع الشيخ في الوُضُوءِ غسل يده إلى مِرْفَقه قبل وجهه، فلما رأي المريد شيخه فعل ذلك تاقت نفسه إلى أن يُعلمه فعجز عن الكلام معه، فلم تستطع نفسُه الصبر على ذلك خوفاً من الشيخ أن يُعاتبه على السكوت على ذلك، وكانت عادةُ شيخه ألاّ يتكلم ما دام في الوُضُوء، فلما كثُر التردد عليه تكلم معه، فقال له: يا سيدي سبحان من لم يسه؟ فلم يخاطبه، ثم قال له ثانياً فلم يُخاطبه، ثم بعد ذلك فهم خطابه رضي الله عنه، فرجع وغسل وجهه إلى أن استكمل الوُضُوء، فلم يزل المريد في الخوف مما حصل له من تلك المراجعة، حتى رأي نفسه كالذي وقع في الحرام، وحصل ما حصل له من الندم، فلما رأى نفسه في تلك الحالة طلب من الشيخ أن يعفو عنه، فعفا عنه وسامحه، ولم يزل المريد في ضجر ونكد وتوبة واستغفار.
ومن شروطه أن ينسب كل ما حصل له من خير أو شر لشيخه، قال بعضُهم كلّ مريد ادّعى الصدق مع شيخه واعتقد أنه آذاه شيء في الوجود بغير واسطة شيخه من ظالم أو جائر أو عدوّ أو سَبُعٍ فهو كاذب في اعتقاده.
قال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه: من صدق معهم صدقوا معه، فمن صدق مع شيخه صدق مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن صدق مع النبي صلى الله عليه وسلم صدق مع الله تعالى، ومن عامل الله بالصدق سهُل عليه كامل الرزق، لأن صفاء النية مع الربّ يكون سلّمَ الوصول إلى العبد.
ومن شروطه أن يحترم شيخه في الغيب والشهادة، فمن لم يحترم شيخه في الغيب والشهادة فهو ناقص العزيمة لا يجيء بشيء،
وقد أنشدواْ في معنى ذلك :
ما حرمةُ الشّيخ إلّا حرمةُ الله ** فـــــقـــــــــم بهــــــــا أدبـــــــــاً لله باللهِ
هم الأدلّاءُ والغراء تؤيّـدُهــــم ** على الدَّلالــــة تأيـــيـــــداً مـن اللهِ
الوارثون لرسل الله أجمعِهِمْ ** فــمـــــا حديثُـــهـــُـــمُ إلّا عـــــن اللهِ
كالأنبياءِ تراهم في محاربهم ** لا يسألون من الله ســـوى اللهِ
فإن بدا منهمُ حـــــالٌ تُوَلِّهِـــــمُ ** عن الشّريعة فاتـــركهـــم مـع اللهِ
لا تتّبعْهُم ولا تسلْك لهم أثـَـراً **فإنهم ذاهــلــون العـقـــــل فـي اللهِ
لا تقتدِي بالّذي زالت شريعتُه ** يوماً ولو جـــاءَ بالأنبـــا عن اللهِ
قــال بعضُهم ينبغي عليك أيها المريد أن تحفظ حرمة شيخك في الغيب والشهادة، بأن تخدمه ولا تُبالي، وتُعادي لأجله وتُوالي، ويقابلك الشيخ ببذل المجهود في تحصيل المنافع العينية والغيبية، بألاّ يدّخر عنك مالاً ولا جاهاً ولا همة ولا غير ذلك، ليكون لك كما أنك له، فليحفظك بهمته، ويُعينك بدعوته، ويؤيدك بعزيمته، ولا يدعُ عنك عورة إلّا سترها، ولا خَلّة إلا سدّها، ولا حسنة إلا عدّها إلى غير ذلك.
قــال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه : أربعةٌ فرض على الشيخ للمريد،
الأول: يحضره عند الموت يلهمه الشهادة.
الثاني: عند سؤال الملكين يلهمه الجواب.
الثالث: عند الميزان يُرجّح له حسناتُه.
الرابع: عند الصراط يُسهّل له الجواز.
ومن شروط التليمذ الصادق ألاّ يكتم على شيخه مليحة كانت أو قبيحة ، إلا فيما لا يصحّ تفسيره، لأن الشيخ طبيبٌ والمريدُ مريض، فإذا وافق المريضُ الطبيبَ حصل له البرء، وإن خالفه تعطّل الداء وقلّ الدواء.
ومن شروطه أنه إذا دخل على شيخه كأنه دخل على سلطان جائر يخاف سطوته، فبالمخافة تقرب المسافة، وبالاحترام يبلغ المرام.
ومن شروطه المتابعة في السر والجهر وتفويض الأمور.
والله الموفق للصواب، والصلاة والسلام على من أُوتي الحكمةَ وفصل الخطاب. ِ
الفصل العاشر
فيما يُفترض على المريد الصادق وهو من جملة فوائد الصبر.
قــال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه: يُشترط على المريد الصادق شروط، وتترتب له حقوق، منها ألاّ يطّلع على حالة من أحوال شيخه، سواء إن كان في العبادات أو العادات، لأن الإطّلاع على أحوال الشيخ يكون سبباً لضعف المحبة.
ومن شروطه أيضاً إذا أطلعه الله على حالة من أحوال شيخه لا تنقص محبته، ولا يختل اعتقاده، فإنّ من اختلّ اعتقاده ونقصت محبته بوجود حالة رآها فهو كاذب لا يصلح للطريق أبداً، لأن الشيخ لا يعمل عملاً إلّا على أصله.
ومن شروط التلميذ الصادق أن يكون مِحْفَظَةَ شيخه، وأن يكون كاتماً لسره.
ومن شروطه التعظيم لشيخه ظاهراً وباطناً، وعدم الاعتراض عليه في شيء من أحواله ولو كان ظاهره حراماً، ويؤوِّلُ ما أشكل عليه، ولا يلتجئ لغيره من الصالحين، ولا يزور صالحاً إلا بإذنه في محلّ الضرورات، ولا يُكثر الكلام بحضرته ولو بَاسَطَه، ولا يجلس على سجّادته، ولا يسبّح بسبحته، ولا يجلس في المكان المعدّ له،
ولا يفعل فعلاً من الأمور المهمة إلا بإذنه ، ولا يُمسك يده للسلام وهى مشغولة بشيء، ولا يمشي أمامه، ولا يساويه في مشيه إلا بليلٍ مظلمٍ ليكون مشيه أمامه صوناً له، ولا يذكره عند أعدائه،
وأن يلاحظه بقلبه في جميع أحواله، ويرى كل نعمة وصلت له ببركته، ولا يُعاشرْ من كان الشيخ يكرهه، وأن يلازم الورد الذي رتبه له، فإنّ مدد الشيخ في ورده، فمن تخلّف عنه حُرم المدد،
وأن يُقدّم محبته على محبة غيره ما عدا الله ورسوله فإنها المقصود بالذات، ومحبة الشيخ هي الواسطة بين التلميذ وشيخه، وقد أنشدوا في هذا المعني شعراً:
أمرُّ على الدّيار ديار ليـلــى ** أُقبِّل ذا الجدارِ وذا الجدارا
وما حبُّ الدّيار شغفْنَ قلبي ** ولكن حبُّ من سكن الديارا
وقال غيره:
أموتُ إذا رأيتُك ثم أَحْيَــا ** فكم أحيا عليك وكم أموتُ
ومن شروطه الصبر عند اختبار شيخه له بأمر تكرهه نفسُه، لأنه لولا أنه رأي فيه خيراً لما اختبره، وكذلك يجب على الشيخ أن يكون صبوراً على زلّات المريد، ويعالجُه شيئاً فشيئاً بحسب حاله وقوّته ومشربه، فيأمره وينهاه ويُعاتبه على كلّ هفوة، ولكن لا يغضب عليه باطناً، لأن غضبه إعراض وفساد وسبب لغضب الله تعالى، أعاذنا الله من ذلك.
ومن شروطه أن يعتقد أن الطرق كلها على حق، وأن طريقته أشرف الطرق، فمن نظر لشـــــيـخــــــه بعين الكمــال فـلابــدّ له من الوصـال،
قال صــاحب الرائية:
أُحِبّهُم وأُداريهـم وأُوثرُهـم ** بمُهجتي وخُصُوصاً منهمُ نفرا
ومن شروطه ألّا تميل نفسه إلى شيخ غير شيخه، فمن مالت نفسه إلى شيخ غير شيخه لم ينل منه شيئاً، لأن من لم يكن مشهده واحداً ومتعلقاً بواحد لم يشم من رائحة طريق الله شيئاً.
ومن شروطه أن يعتقد أن شيخه جاسوس قلبه، يدخل في جوفه ويعلم ما في نفسه، فمن لم يكن كذلك فليس لنفسه مالك، ولا ناجياً من المهالك،
فقلت له يا سيدي: كيف يدخل في جوف الإنسان ويعلم ما فيه؟ لأن الإنسان إذا دبّت عليه الذرة يحسّ لها أثراً؟ فقال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه: هذا دخول معنوىّ لا يفهمه إلا أهله.
ومن شروطه أن يقبض قلب شيخه عنده، ويعرف ما فيه من شدة السياسة والمحبة، وإذا تغيّر عليه شيخُه وانقبض منه فليفرح بذلك، فلولا أنه ما رأى فيه خيراً ما انقبض عليه، فإذا رأى المريد الشيخ انبسط معه فليكن على حذر ولا ينبسط بانبساطه، لأنه متى انبسط معه يُخشى عليه أن يهتك حرمته فيُحْرَم بركتُه، لأن حضرة الشيخ من حضرة الله تعالى، فإن لم يفرح المريد بالقبض، وينقبض بالبسط، فليس من الصادقين.
ومن شروطه ألاّ يعترض على شيخه في فعل من الأفعال، لأن الإعتراض حرامٌ على المريدين ولو كان الحقّ بيدهم، فالإعتراض من تعضيل الأمراض، وعدم الإعتراض يكون سبباً لتبليغ المراد، ولأن خطأ الشيخ خيرٌ من صواب المريد كما وقع لبعض المريدين، قال كنتُ ذات يوم أُوضِّئُ شيخي، فلما شرع الشيخ في الوُضُوءِ غسل يده إلى مِرْفَقه قبل وجهه، فلما رأي المريد شيخه فعل ذلك تاقت نفسه إلى أن يُعلمه فعجز عن الكلام معه، فلم تستطع نفسُه الصبر على ذلك خوفاً من الشيخ أن يُعاتبه على السكوت على ذلك، وكانت عادةُ شيخه ألاّ يتكلم ما دام في الوُضُوء، فلما كثُر التردد عليه تكلم معه، فقال له: يا سيدي سبحان من لم يسه؟ فلم يخاطبه، ثم قال له ثانياً فلم يُخاطبه، ثم بعد ذلك فهم خطابه رضي الله عنه، فرجع وغسل وجهه إلى أن استكمل الوُضُوء، فلم يزل المريد في الخوف مما حصل له من تلك المراجعة، حتى رأي نفسه كالذي وقع في الحرام، وحصل ما حصل له من الندم، فلما رأى نفسه في تلك الحالة طلب من الشيخ أن يعفو عنه، فعفا عنه وسامحه، ولم يزل المريد في ضجر ونكد وتوبة واستغفار.
ومن شروطه أن ينسب كل ما حصل له من خير أو شر لشيخه، قال بعضُهم كلّ مريد ادّعى الصدق مع شيخه واعتقد أنه آذاه شيء في الوجود بغير واسطة شيخه من ظالم أو جائر أو عدوّ أو سَبُعٍ فهو كاذب في اعتقاده.
قال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه: من صدق معهم صدقوا معه، فمن صدق مع شيخه صدق مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن صدق مع النبي صلى الله عليه وسلم صدق مع الله تعالى، ومن عامل الله بالصدق سهُل عليه كامل الرزق، لأن صفاء النية مع الربّ يكون سلّمَ الوصول إلى العبد.
ومن شروطه أن يحترم شيخه في الغيب والشهادة، فمن لم يحترم شيخه في الغيب والشهادة فهو ناقص العزيمة لا يجيء بشيء،
وقد أنشدواْ في معنى ذلك :
ما حرمةُ الشّيخ إلّا حرمةُ الله ** فـــــقـــــــــم بهــــــــا أدبـــــــــاً لله باللهِ
هم الأدلّاءُ والغراء تؤيّـدُهــــم ** على الدَّلالــــة تأيـــيـــــداً مـن اللهِ
الوارثون لرسل الله أجمعِهِمْ ** فــمـــــا حديثُـــهـــُـــمُ إلّا عـــــن اللهِ
كالأنبياءِ تراهم في محاربهم ** لا يسألون من الله ســـوى اللهِ
فإن بدا منهمُ حـــــالٌ تُوَلِّهِـــــمُ ** عن الشّريعة فاتـــركهـــم مـع اللهِ
لا تتّبعْهُم ولا تسلْك لهم أثـَـراً **فإنهم ذاهــلــون العـقـــــل فـي اللهِ
لا تقتدِي بالّذي زالت شريعتُه ** يوماً ولو جـــاءَ بالأنبـــا عن اللهِ
قــال بعضُهم ينبغي عليك أيها المريد أن تحفظ حرمة شيخك في الغيب والشهادة، بأن تخدمه ولا تُبالي، وتُعادي لأجله وتُوالي، ويقابلك الشيخ ببذل المجهود في تحصيل المنافع العينية والغيبية، بألاّ يدّخر عنك مالاً ولا جاهاً ولا همة ولا غير ذلك، ليكون لك كما أنك له، فليحفظك بهمته، ويُعينك بدعوته، ويؤيدك بعزيمته، ولا يدعُ عنك عورة إلّا سترها، ولا خَلّة إلا سدّها، ولا حسنة إلا عدّها إلى غير ذلك.
قــال الشيخ محمد بدر رضي الله عنه : أربعةٌ فرض على الشيخ للمريد،
الأول: يحضره عند الموت يلهمه الشهادة.
الثاني: عند سؤال الملكين يلهمه الجواب.
الثالث: عند الميزان يُرجّح له حسناتُه.
الرابع: عند الصراط يُسهّل له الجواز.
ومن شروط التليمذ الصادق ألاّ يكتم على شيخه مليحة كانت أو قبيحة ، إلا فيما لا يصحّ تفسيره، لأن الشيخ طبيبٌ والمريدُ مريض، فإذا وافق المريضُ الطبيبَ حصل له البرء، وإن خالفه تعطّل الداء وقلّ الدواء.
ومن شروطه أنه إذا دخل على شيخه كأنه دخل على سلطان جائر يخاف سطوته، فبالمخافة تقرب المسافة، وبالاحترام يبلغ المرام.
ومن شروطه المتابعة في السر والجهر وتفويض الأمور.
والله الموفق للصواب، والصلاة والسلام على من أُوتي الحكمةَ وفصل الخطاب. ِ
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: منتدى الكتب والبحوث والدراسات :: منتدى كتاب سراج السالكين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 1:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أبكار أبونا الشيخ ابراهيم الكباشي
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:41 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ محمد ود البخاري ساكن المدينة المنورة
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:23 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» سيرة سيدنا ومولانا الأستاذ الشيخ إدريس أب فركة
السبت مايو 07, 2016 10:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الحسين ولد صباحي المحسي ؛ راجل (شبونة الشيخ الحسين)
السبت مايو 07, 2016 10:50 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الطيب الحاج الصديق ود بدر (ود السائح)
الإثنين أكتوبر 26, 2015 12:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الجيلي يا الجيلي الآن بدرنا الساكن أم ضبان
الإثنين أكتوبر 26, 2015 11:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» لله أقـــــوام نعيمهم القرب
الإثنين أكتوبر 26, 2015 10:14 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» دلائل الخيرات في الصلوات على سيد السادات
الإثنين أكتوبر 26, 2015 9:24 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ