تأييد الشيخ محمد عبد الرحمن الرازقي

بسم الله الرحمن الرحيم

ولما بلغ الاستاذ ثلاثاً وسبعين سنة 1298، أيد الشيخ محمد الشيخ عبدالرحمن الرازقي،

وكان في بدايته عزيز النفس غليظ الطبع لا يألف أحداً.

حدثني رحمه الله قال لي :

كنت بعد وفاة والدي جئث للأستاذ وهو حينئذ بالنخيرة واشتغلت بقراءة القرآن فقابلني رضي الله عنه بكل بشاشة وأكرمني غاية الإكرام وكان يفرش لي الفرش الوطيئة ويطعمني الأطعمة اللذيذة ويقوم بطلباتي كلها كائنة ما كانت.

وذات يوم جئته وقلت له:

إني أريد التوجه لكردفان لمقابلة أعمامي بها

فقال لي:

يا محمد ألك أهل غيري؟

فغضبت غضباً شديداً وقلت هذا الرجل استخفني، حيث جئت عنده عشيراً، ويجعلني طفيلياً لا أهل لي ثم قلت له لابد لي من السفر فقال لي:

أنا وانت والله لا نفترق بمثل هذه الحالة

فقمت وسافرت بغير إذنه فمن يوم ما سافرت لا زلت أراه معي ليلاً ونهاراً تارة أمامي وتارة خلفي متى قلت قال معي ومتى بت بات معي حتى وصلت إلى كردفان وقابلت أعمامي فتعلق قلبي بالرجوع وولهت بالأستاذ وتمكنت محبته مني وصرت أحن إلى لقائه كحنين الثاكلات إلى فقيدها

فقمت حالاً ورجعت على اثري حتى وصلت إليه ومكثت معه حيناً من الزمن فذات يوم أنا واقفاً في حلقة الذكر وراء الفقراء فجاء الأستاذ في حلقة الذكر ونظر إلي وأشار إلى الفقراء الذين بيني وبينه فانكشفوا وكان من عادته إذا دخل في الذكر يمشي أمامه أربعة فقراء فأخذني وجعلني وسطهم وأمسك واحداً منهم يميني والثاني شمالي ومشوا بي أمام الأستاذ كعادتهم حتى انتهى الذكر وسط النهار فخرجت بحمد الله تعالى منسلخاً من جميع الأحوال الذميمة وانكرت الاحوال التي كنت آلفها سابقاً

فأعطاني الطريق ولقنني الأوراد وأمرني بالعزلة،

فأحمد الله ولا فخر رأيت ما رأيت من العجائب وبرئت من جميع الصفات الرذيلة ورجعت إلى الله بعد الابان

ولقد رأيناه وهو على قدم الخير والصلاح يلازم الأوراد ويدلي عدد السبعين كل ليلة.

توفي (الشيخ محمد عبد الرحمن) رحمه الله تعالى سنه 1335هـ

يتبع: https://omdoban.yoo7.com/t264-topic