الرئيسيةبحـث
المواضيع الأخيرة
الباب الرّابع : في أقواله الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها
2 مشترك
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: منتدى الكتب والبحوث والدراسات :: منتدى كتاب مفتاح البصائر
صفحة 1 من اصل 1
الباب الرّابع : في أقواله الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها
من طرف hsbelrasool.bdr الإثنين مايو 30, 2011 3:28 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الرّابع
في أقواله(الشيخ محمد بدر) الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها.
كان(الشيخ محمد بدر) رضي الله عنه، يقول:
إن نفس العبد لا زالت تطلب التوجه إلى الله تعالى، وتشتاق إلى الجنة، ولكن يتبعها أربعة كلاب يصدّونها عن ذلك، وهم:
إبليس، والنفس، والدنيا، والهوى.
وكان رضي الله عنه، يقول العرب يقولون:
(جرادة في كفّ ولا ألف طائر)،
فالجرادة التي في الكفّ هي عمل الآخرة، والألف طائر هو عمل الدنيا،
وما يؤيد هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي، ثم قال الحمد لله، لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله).
وكان رضي الله عنه، يقول:
اجتنبواْ الدَّيْن، فإنه يشين الدِّين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (نفس العبد مرتَهنة بدَيْنِها حتى يوفى)، فمتى عمل العبد عملاً من أعمال البر شاركه فيه صاحب الدين، ولولا أن الدَّين تعامل بين الناس لحرّمته، لما فيه من العوائق والقواطع، إذ أن المدين إذا سأل الله شيئاً يقول لا استجيب لك حتى توفِّيَ عبدي دينه، وأنه يسدُّ باب الرحمة على الذي يقدر على الوفاء ولا يوفّي، وبالجملة فلا شيء أمرّ منه على المريد المتوجِّه إلى الله تعالى.
وكان رضي الله عنه، يقول عَيْنُ الحقيقة كالسُّوق، فإذا عمر السُّوق فكل أحد يقصده ليشتري منه مقصوده.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن السفر في أول الليل،
ويقول الثلث الأول للشياطين واللصوص ودواب الأرض: من الحيات والعقارب والسباع،
والثلث الثاني لأهل الفساد،
والثلث الثالث تنزل فيه الرحمة والملائكة وأهل الله.
وكان رضي الله عنه، يقول:
ثلاثة يُخشى عليهم من سوء الخاتمة:
رجل يدّخر الغلال ويتمنى غلاءه،
ورجل يُطفّف المكيال،
ورجل يشتري الثياب وينتظر بها موت المسلمين.
وكان رضي الله عنه، يقول الحكمة ضاّلة المؤمن، يأخذها حيث وجدها ولو من السفيه.
وكان رضي الله عنه، يقول إن طريق أهل الله يدخل فيه الزَّاني والسارق وقاتل النفس ما عدا الكاذب، فإنه لا يشمّ منه رائحة، فإياكم أن تؤذوني بالكذب، فإني أشمّ رائحته كدخان الطّندب، وتحصل لي منه أذية كبيرة، وإذا كان ليلاً أَراه كالسراج في البيت المظلم.
وكان رضي الله عنه، يقول إذا أخذ الفقير العهد من شيخه يَخْرج من هُدْبِ عينيه شيء أبيض مثل الدقيق، ويدخل في جوف الفقير، فإن خدم فقهراً يقدح فيه زناد المعرفة، وإلاّ فتخمد أنواره ولا ينال شيئاً.
وكان رضي الله عنه، يقول التلميذ له أبوان: أبو طهارة وأبو نجاسة، فأبو الطهارة يُربّي الروح بالعمل الصالح والدرجات، وأبو النجاسة يُربّي الجسم بالأكل والشرب، وأبو الطهارة عند الله آكد من أبي النجاسة.
وكان رضي الله عنه، يقول حقيقة الرجل يكون شوكة لمن يطؤه، وبطّيخة لمن يأكله، وحنظلة لمن يعتدي عليه.
وقد جاءه مرة رجل من العلماء، وقال له يا سيدي: إن الناس جميعهم أعطيتموهم الطريقة، من يستحق ومن لا يستحق، وجعلتم منهم مشايخ، من يستحق ومن لا يستحق، فقال له الأستاذ: وعزة ربي ما أخذت على أحد العهد إلا بعد أن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شيّخت أحداً إلا بعد أن يؤيده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن شاء الله تعالى يوم القيامة أجمعهم الجميع، وأسلّمهم للنبّي صلى الله عليه وسلم فما شاء يعمله فيهم.
وكان رضي الله عنه، يحثّ على تلاوة القرآن، ويقول زينوا بيوتكم بتلاوة القرآن، فما من موضع يُتْلَى فيه القرآن إلا وتزوره الملائكة في كل ساعة سبعمائة مرة.
وكان رضي الله عنه، يقول عليكم بالمذاكرة بأحوال الأولياء وكراماتهم، فإنها تُحيي القلوب كما قِيلَ بذكرهم تنزل الرّحمات، فإذا جلس الإخوان يتذاكرون بكرامات الأولياء وأحوالهم تخرج من أفواههم نورانية، وتكون سحابة بإذن الله، وتقصد بلاد الكفرة وتمطر بها، فكل من مسّته قطرة ينطق بالشهادة ويكون أجره لهم، وتزور الملائكة ذلك الموضع أربعين صباحاً.
وكان رضي الله عنه، يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لي في الطُرُق الأربعة: الجيلانية، والسمانية، والشاذلية، والختمية، فمن أراد منكم أيها أعطيتها له.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن الدخول في حلقة الذّكر، ويقول لا يدخلها إلا أربعة: إما مقّدم، أو مأذون له، أو من يقود الذكر، أو صاحب حال لا يَعِي نفسه، وأما ما عدا هؤلاء فلا يصح له الدخول، فإن دخلها فإن كان من أهل القّوة يخرج بما دخل من غير زيادة، وإن كان من أهل الضّعف يخرج عابر سبيل من البركة.
وكان رضي الله عنه، يقول من علامة السعادة أربعة: وجه مطروح، وكف سخيّ، ولسان صادق، وقلب رءوف، وعلامة الشقاوة بالضد من ذلك أعاذنا الله تعالى.
وكان رضي الله عنه، يقول إياكم والتّبذير في نعم الله تعالى، فمن بذّر في نعمة من نعم الله ابتلاه الله بفقدها.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن حِرْفة الحِدَادة، والنّجارة، والنِّساجة، ويأمر بالحِرَاثة، والتّجارة، والسِّعاية،
ويقول كلّ واحدة لها شروط:
أما الحِرَاثة فلا تزد في بلاد جارك ولو شبراً، فمتى زدتّ شيئاً فقد حرمت البركة،
وأما التّجارة فَتصْدقُ فيها بالقسط في الكيل والوزن، فإن خُنت في أقّل شيء فقد حُرمت بركتها،
وأما البهائم فمتى ألمّت بك ضاّلة تحفظها، وإن ولدت عندك تُوسّم نتاجها، فإذا أتاك صاحبها تسلّمها له بنتاجها،
فبتلك الشروط تَسْري البركة، ويَنْمَى الرزق.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن التصدّر في المجالس، ويقَول إذا كنت بمجلس والتبسَتْ على أهله مسألة وأنت عارف بها فلا تقل فيها شيئاً ما لم تُسأل عنها، ولو أرسلوا في طلبها الجمال، وإذا كنت مع قوم واتّفقوا على رأي فلا تُخالفهم فيه واتبعهم عليه.
وكان رضي الله عنه، يقول إذا صحّت عُبوديةُ العبد لله حقاً فإنه يصبر على البلاء كما يفرح بالعطاء.
وكان رضي الله عنه، يقول مَنْ قال أنا، وضرب صَدْره، لُقّب بشيطانٍ قَدْره.
وكان رضي الله عنه، يقول ثلاثة إن أحبوك فأحبّهم، وإن لم يحَبّوك فأحبّهم، وهم شيخك، ووالدك، والسلطان، وثلاثة إن أحبّوك فحبهم، وإلاّ فلا، وهم الجار، والعبد، والزوجة.
وكان رضي الله عنه، يقول لا يبلغ الرّجل درجة الصّدّيقين حتى يشهد عليه أربعون رجلاً من الصادقين أنه زنديق ويرضى بذلك.
وكان رضي الله عنه، يقول مَن خرج من بيته ابتغاء مرضاة الله فإن الله يوكل به عشرين ملكاً: عشرة بالليل، وعشرة بالنهار، يسدّدون أمره، ويقومون بحوائجه، ويُخلِفُونه في أهل بيته حتى يرجع.
وكان رضي الله عنه، يقول:
الحسود لا يسود أبداً ولو على نسائه،
والكنود يموت كمداً،
والكريم لا يُضام أبداً.
وكان رضي الله عنه، يقول عليكم بالزّاد والزّناد، والرفيق، والرّيّ الوثيق، والزِّمِل الشُّداد. ويفسرهم ويقول:
أما الزّاد فتقوى الله،
وأما الزّناد، فذكر الله،
وأما الرفيق فالعمل الصالح،
وأما الرّيّ الوثيق فالقلب الوكيع،
والزّمل الشّداد اتّباع الشريعة.
وكان رضي الله عنه، إذا أتته النساء لبيعة الطريق يقول لهن بيعتي لكُنّ هي السكوت، ولزوم البيوت، والطاعة، وحفظ البضاعة.
وكان رضي الله عنه، يقول احذروا من حروف الفساد الخمسة، وهي قولك للشّيء ظننتُهُ، وظَّنيتْ، وأحسِبه، ويبقَى، وقُلتُ، لأن هؤلاء الكلمات الخمسة من الشّكّ، والرجل الحاذق لا يتكلم بالشّكّ، إنما يتكلم بالحقيقة.
وكان رضي الله عنه، يقول للإنسان ثلاثةُ أصحاب: الأبناء، والمال، والعمل الصالح، ولكن الصاحب الموصِّل هو العمل الصالح، وأما الأثنان الأوّلان فينقطعان منك في الدنيا، وهذا يوصّلك للآخرة.
وكان رضي الله عنه، يقول السُّنَّة في آخر الزّمان تكون كالبدعة، والبدعة تكون كالسُّنّة.
وكان رضي الله عنه، يحُثُّ التلامذة على الاجتماع في المواسم الأربعة، وهم العيدان، والمولد، والمعراج، ويقول إنّ الله سبحانه وتعالى يبُثّ الرحمة فيهم بّثاً.
وكان رضي الله عنه، يمنع عن السّفر في يوم الأحد، ويقول مَن خَرجَ مُسافراً يوم السّبت، وَقدَّم رجله اليمنى خارجاً من منزله، وقبل أن يتبعها باليسرى غابت الشمس فليرجع ولا يسافر.
وكان رضي الله عنه، يحثّ على التفرغ مع الله في وقتين:
عند اصفرار الشّمس إلى وقت دخول العشاء،
وعند طلوع الصبح إلى وقت النافلة،
ويقول من داوم على الاعتكاف مع الله في هذين الوقتين لم يكن للشيطان عليه سبيل، ويكون كمن دخل حصناً وأغلق بابه عليه وصار في أمن من عدوّه.
وكان رضي الله عنه، يقول اثنان لم يتحلى الإنسان بشيء مثلهما في الخصال، وهما الكرم، والمروءة، أما الكرم فحقيقته :
قضاء حوائج المسلمين حيث كانت،
والباقي كالفروع التي تتبع الأصل،
وأما المروءة فحقيقتها :
ملازمة الصلوات الخمس،
والباقي كالفروع التي تتبع الأصل.
وكان رضي الله عنه، يقول لا يخدم الأولياء إلا سعيد، فمن خدم ولياً لوجه الله تعالى يبعث يوم القيامة يتبختر يميناً وشمالاً، لأن أبواب الأولياء رحمة، فمن أدّى حقوقها بالصفاء والوفاء يُجبر جَبراً إلى يوم القيامة، ومن خانها أدّته إلى النّكال والوبال أعاذنا الله.
وكان رضي الله عنه، كثيراً ما يحثّ على التعفف والاستغناء عن الخلق، يقول أبنائي: استغنوا بالله عن دنيا الملوك، فإنهم مستغنون بدنياهم عن الدين، واسترزقوا الله ما في خزائنه، لأن أمره بين الكاف والنون.
وكان رضي الله عنه، يقول تواضع لله تعلو كالنجوم على ظهر الماء رفيعاً، ولا تعلو كالدخان في طبقات الهواء وتنتكس وضيعاً.
وكان رضي الله عنه، يقول إذا أردت أن تشاور فشاور صاحب صفاء ونية، وعقل وافر، أو صاحب باطن يعرف الحقيقة.
وكان رضي الله عنه، يقول يا بني اسلك الطريق، وفارق المعيق، فإن لم تفارق المعيق، فلست للطريق تليق.
وكان رضي الله عنه يقول مِلْك النفوس، خير من شراب الكئوس، لأن من شرب الكأس، قبل أن يتطهر من الأدناس، فلا بد له من الانتكاس، ومن شرب الكأس، بعد التطهر من الأدناس، فالكأس شاربُه، والعطاء نائله.
وكان رضي الله عنه، يقول كل علم لا يورثك الخشوع، ولا يمكنك من الخضوع، ولا يزهّدك في الدنيا، ويرغبك في الآخرة، فهو جارّ للهلاك، وآمرك عنه بالإنفكاك.
وهذا آخر ما انتهى إلينا من بعض مناقب الأستاذ، وكراماته، وأفعاله، وأحواله، ولكنه بالنسبة لكماله كأنه نفثة من بحر، أو قطرة من مطر، فكم رضي الله عنه، أغاث ولهاناً، وكم كسى عُرياناً، وأشبع جوعاناً، وأروى ظمآناً، وأسدى إحساناً، وبالجملة إن مزاياه لا تُحصى، وسجاياه لا تعدّ وتُستقصى،
الباب الرّابع
في أقواله(الشيخ محمد بدر) الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها.
كان(الشيخ محمد بدر) رضي الله عنه، يقول:
إن نفس العبد لا زالت تطلب التوجه إلى الله تعالى، وتشتاق إلى الجنة، ولكن يتبعها أربعة كلاب يصدّونها عن ذلك، وهم:
إبليس، والنفس، والدنيا، والهوى.
وكان رضي الله عنه، يقول العرب يقولون:
(جرادة في كفّ ولا ألف طائر)،
فالجرادة التي في الكفّ هي عمل الآخرة، والألف طائر هو عمل الدنيا،
وما يؤيد هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي، ثم قال الحمد لله، لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله).
وكان رضي الله عنه، يقول:
اجتنبواْ الدَّيْن، فإنه يشين الدِّين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (نفس العبد مرتَهنة بدَيْنِها حتى يوفى)، فمتى عمل العبد عملاً من أعمال البر شاركه فيه صاحب الدين، ولولا أن الدَّين تعامل بين الناس لحرّمته، لما فيه من العوائق والقواطع، إذ أن المدين إذا سأل الله شيئاً يقول لا استجيب لك حتى توفِّيَ عبدي دينه، وأنه يسدُّ باب الرحمة على الذي يقدر على الوفاء ولا يوفّي، وبالجملة فلا شيء أمرّ منه على المريد المتوجِّه إلى الله تعالى.
وكان رضي الله عنه، يقول عَيْنُ الحقيقة كالسُّوق، فإذا عمر السُّوق فكل أحد يقصده ليشتري منه مقصوده.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن السفر في أول الليل،
ويقول الثلث الأول للشياطين واللصوص ودواب الأرض: من الحيات والعقارب والسباع،
والثلث الثاني لأهل الفساد،
والثلث الثالث تنزل فيه الرحمة والملائكة وأهل الله.
وكان رضي الله عنه، يقول:
ثلاثة يُخشى عليهم من سوء الخاتمة:
رجل يدّخر الغلال ويتمنى غلاءه،
ورجل يُطفّف المكيال،
ورجل يشتري الثياب وينتظر بها موت المسلمين.
وكان رضي الله عنه، يقول الحكمة ضاّلة المؤمن، يأخذها حيث وجدها ولو من السفيه.
وكان رضي الله عنه، يقول إن طريق أهل الله يدخل فيه الزَّاني والسارق وقاتل النفس ما عدا الكاذب، فإنه لا يشمّ منه رائحة، فإياكم أن تؤذوني بالكذب، فإني أشمّ رائحته كدخان الطّندب، وتحصل لي منه أذية كبيرة، وإذا كان ليلاً أَراه كالسراج في البيت المظلم.
وكان رضي الله عنه، يقول إذا أخذ الفقير العهد من شيخه يَخْرج من هُدْبِ عينيه شيء أبيض مثل الدقيق، ويدخل في جوف الفقير، فإن خدم فقهراً يقدح فيه زناد المعرفة، وإلاّ فتخمد أنواره ولا ينال شيئاً.
وكان رضي الله عنه، يقول التلميذ له أبوان: أبو طهارة وأبو نجاسة، فأبو الطهارة يُربّي الروح بالعمل الصالح والدرجات، وأبو النجاسة يُربّي الجسم بالأكل والشرب، وأبو الطهارة عند الله آكد من أبي النجاسة.
وكان رضي الله عنه، يقول حقيقة الرجل يكون شوكة لمن يطؤه، وبطّيخة لمن يأكله، وحنظلة لمن يعتدي عليه.
وقد جاءه مرة رجل من العلماء، وقال له يا سيدي: إن الناس جميعهم أعطيتموهم الطريقة، من يستحق ومن لا يستحق، وجعلتم منهم مشايخ، من يستحق ومن لا يستحق، فقال له الأستاذ: وعزة ربي ما أخذت على أحد العهد إلا بعد أن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شيّخت أحداً إلا بعد أن يؤيده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن شاء الله تعالى يوم القيامة أجمعهم الجميع، وأسلّمهم للنبّي صلى الله عليه وسلم فما شاء يعمله فيهم.
وكان رضي الله عنه، يحثّ على تلاوة القرآن، ويقول زينوا بيوتكم بتلاوة القرآن، فما من موضع يُتْلَى فيه القرآن إلا وتزوره الملائكة في كل ساعة سبعمائة مرة.
وكان رضي الله عنه، يقول عليكم بالمذاكرة بأحوال الأولياء وكراماتهم، فإنها تُحيي القلوب كما قِيلَ بذكرهم تنزل الرّحمات، فإذا جلس الإخوان يتذاكرون بكرامات الأولياء وأحوالهم تخرج من أفواههم نورانية، وتكون سحابة بإذن الله، وتقصد بلاد الكفرة وتمطر بها، فكل من مسّته قطرة ينطق بالشهادة ويكون أجره لهم، وتزور الملائكة ذلك الموضع أربعين صباحاً.
وكان رضي الله عنه، يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لي في الطُرُق الأربعة: الجيلانية، والسمانية، والشاذلية، والختمية، فمن أراد منكم أيها أعطيتها له.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن الدخول في حلقة الذّكر، ويقول لا يدخلها إلا أربعة: إما مقّدم، أو مأذون له، أو من يقود الذكر، أو صاحب حال لا يَعِي نفسه، وأما ما عدا هؤلاء فلا يصح له الدخول، فإن دخلها فإن كان من أهل القّوة يخرج بما دخل من غير زيادة، وإن كان من أهل الضّعف يخرج عابر سبيل من البركة.
وكان رضي الله عنه، يقول من علامة السعادة أربعة: وجه مطروح، وكف سخيّ، ولسان صادق، وقلب رءوف، وعلامة الشقاوة بالضد من ذلك أعاذنا الله تعالى.
وكان رضي الله عنه، يقول إياكم والتّبذير في نعم الله تعالى، فمن بذّر في نعمة من نعم الله ابتلاه الله بفقدها.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن حِرْفة الحِدَادة، والنّجارة، والنِّساجة، ويأمر بالحِرَاثة، والتّجارة، والسِّعاية،
ويقول كلّ واحدة لها شروط:
أما الحِرَاثة فلا تزد في بلاد جارك ولو شبراً، فمتى زدتّ شيئاً فقد حرمت البركة،
وأما التّجارة فَتصْدقُ فيها بالقسط في الكيل والوزن، فإن خُنت في أقّل شيء فقد حُرمت بركتها،
وأما البهائم فمتى ألمّت بك ضاّلة تحفظها، وإن ولدت عندك تُوسّم نتاجها، فإذا أتاك صاحبها تسلّمها له بنتاجها،
فبتلك الشروط تَسْري البركة، ويَنْمَى الرزق.
وكان رضي الله عنه، ينهى عن التصدّر في المجالس، ويقَول إذا كنت بمجلس والتبسَتْ على أهله مسألة وأنت عارف بها فلا تقل فيها شيئاً ما لم تُسأل عنها، ولو أرسلوا في طلبها الجمال، وإذا كنت مع قوم واتّفقوا على رأي فلا تُخالفهم فيه واتبعهم عليه.
وكان رضي الله عنه، يقول إذا صحّت عُبوديةُ العبد لله حقاً فإنه يصبر على البلاء كما يفرح بالعطاء.
وكان رضي الله عنه، يقول مَنْ قال أنا، وضرب صَدْره، لُقّب بشيطانٍ قَدْره.
وكان رضي الله عنه، يقول ثلاثة إن أحبوك فأحبّهم، وإن لم يحَبّوك فأحبّهم، وهم شيخك، ووالدك، والسلطان، وثلاثة إن أحبّوك فحبهم، وإلاّ فلا، وهم الجار، والعبد، والزوجة.
وكان رضي الله عنه، يقول لا يبلغ الرّجل درجة الصّدّيقين حتى يشهد عليه أربعون رجلاً من الصادقين أنه زنديق ويرضى بذلك.
وكان رضي الله عنه، يقول مَن خرج من بيته ابتغاء مرضاة الله فإن الله يوكل به عشرين ملكاً: عشرة بالليل، وعشرة بالنهار، يسدّدون أمره، ويقومون بحوائجه، ويُخلِفُونه في أهل بيته حتى يرجع.
وكان رضي الله عنه، يقول:
الحسود لا يسود أبداً ولو على نسائه،
والكنود يموت كمداً،
والكريم لا يُضام أبداً.
وكان رضي الله عنه، يقول عليكم بالزّاد والزّناد، والرفيق، والرّيّ الوثيق، والزِّمِل الشُّداد. ويفسرهم ويقول:
أما الزّاد فتقوى الله،
وأما الزّناد، فذكر الله،
وأما الرفيق فالعمل الصالح،
وأما الرّيّ الوثيق فالقلب الوكيع،
والزّمل الشّداد اتّباع الشريعة.
وكان رضي الله عنه، إذا أتته النساء لبيعة الطريق يقول لهن بيعتي لكُنّ هي السكوت، ولزوم البيوت، والطاعة، وحفظ البضاعة.
وكان رضي الله عنه، يقول احذروا من حروف الفساد الخمسة، وهي قولك للشّيء ظننتُهُ، وظَّنيتْ، وأحسِبه، ويبقَى، وقُلتُ، لأن هؤلاء الكلمات الخمسة من الشّكّ، والرجل الحاذق لا يتكلم بالشّكّ، إنما يتكلم بالحقيقة.
وكان رضي الله عنه، يقول للإنسان ثلاثةُ أصحاب: الأبناء، والمال، والعمل الصالح، ولكن الصاحب الموصِّل هو العمل الصالح، وأما الأثنان الأوّلان فينقطعان منك في الدنيا، وهذا يوصّلك للآخرة.
وكان رضي الله عنه، يقول السُّنَّة في آخر الزّمان تكون كالبدعة، والبدعة تكون كالسُّنّة.
وكان رضي الله عنه، يحُثُّ التلامذة على الاجتماع في المواسم الأربعة، وهم العيدان، والمولد، والمعراج، ويقول إنّ الله سبحانه وتعالى يبُثّ الرحمة فيهم بّثاً.
وكان رضي الله عنه، يمنع عن السّفر في يوم الأحد، ويقول مَن خَرجَ مُسافراً يوم السّبت، وَقدَّم رجله اليمنى خارجاً من منزله، وقبل أن يتبعها باليسرى غابت الشمس فليرجع ولا يسافر.
وكان رضي الله عنه، يحثّ على التفرغ مع الله في وقتين:
عند اصفرار الشّمس إلى وقت دخول العشاء،
وعند طلوع الصبح إلى وقت النافلة،
ويقول من داوم على الاعتكاف مع الله في هذين الوقتين لم يكن للشيطان عليه سبيل، ويكون كمن دخل حصناً وأغلق بابه عليه وصار في أمن من عدوّه.
وكان رضي الله عنه، يقول اثنان لم يتحلى الإنسان بشيء مثلهما في الخصال، وهما الكرم، والمروءة، أما الكرم فحقيقته :
قضاء حوائج المسلمين حيث كانت،
والباقي كالفروع التي تتبع الأصل،
وأما المروءة فحقيقتها :
ملازمة الصلوات الخمس،
والباقي كالفروع التي تتبع الأصل.
وكان رضي الله عنه، يقول لا يخدم الأولياء إلا سعيد، فمن خدم ولياً لوجه الله تعالى يبعث يوم القيامة يتبختر يميناً وشمالاً، لأن أبواب الأولياء رحمة، فمن أدّى حقوقها بالصفاء والوفاء يُجبر جَبراً إلى يوم القيامة، ومن خانها أدّته إلى النّكال والوبال أعاذنا الله.
وكان رضي الله عنه، كثيراً ما يحثّ على التعفف والاستغناء عن الخلق، يقول أبنائي: استغنوا بالله عن دنيا الملوك، فإنهم مستغنون بدنياهم عن الدين، واسترزقوا الله ما في خزائنه، لأن أمره بين الكاف والنون.
وكان رضي الله عنه، يقول تواضع لله تعلو كالنجوم على ظهر الماء رفيعاً، ولا تعلو كالدخان في طبقات الهواء وتنتكس وضيعاً.
وكان رضي الله عنه، يقول إذا أردت أن تشاور فشاور صاحب صفاء ونية، وعقل وافر، أو صاحب باطن يعرف الحقيقة.
وكان رضي الله عنه، يقول يا بني اسلك الطريق، وفارق المعيق، فإن لم تفارق المعيق، فلست للطريق تليق.
وكان رضي الله عنه يقول مِلْك النفوس، خير من شراب الكئوس، لأن من شرب الكأس، قبل أن يتطهر من الأدناس، فلا بد له من الانتكاس، ومن شرب الكأس، بعد التطهر من الأدناس، فالكأس شاربُه، والعطاء نائله.
وكان رضي الله عنه، يقول كل علم لا يورثك الخشوع، ولا يمكنك من الخضوع، ولا يزهّدك في الدنيا، ويرغبك في الآخرة، فهو جارّ للهلاك، وآمرك عنه بالإنفكاك.
وهذا آخر ما انتهى إلينا من بعض مناقب الأستاذ، وكراماته، وأفعاله، وأحواله، ولكنه بالنسبة لكماله كأنه نفثة من بحر، أو قطرة من مطر، فكم رضي الله عنه، أغاث ولهاناً، وكم كسى عُرياناً، وأشبع جوعاناً، وأروى ظمآناً، وأسدى إحساناً، وبالجملة إن مزاياه لا تُحصى، وسجاياه لا تعدّ وتُستقصى،
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
رد: الباب الرّابع : في أقواله الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها
من طرف hsbelrasool.bdr الإثنين مايو 30, 2011 3:59 pm
مرثية الشاعر ابوبكر الشكري:
ولله درّ أبي بكر الشُّكريّ حيث رثاه بقصيدته التي قال فيها:
على المشهد المعمور مني تـحـيـــــة
يقارنها وجدٌ به الدمع ســـــــــــــابل
*********
يقول أبو بكر الشكريُّ قائلُ
نَقُصُّ حديثَ البدر فالبدرُ راحلُ
*********
ألا إن هذا البدرَ للفوز قافلُ
مجيبٌ لداعي الحق لا هو آفلُ
********
وفي كلّ أمر شاءه الله حكمةٌ
كما أنه ما شاء لا شكّ فاعلُ
*******
ولكنّ فقدانَ الكرامِ مصيبةٌ
ومنها عظيمٌ ثم أعظمُ هائلُ
**********
ومن ذا فقلِ الله أكبرُ فجعةً
بموت ابن بدرٍ والليالي زلازلُ
********
وذلك رِزْءٌ وقعُه غيرُ ساهلٍ
ولكنْ على العبد الرضا والتساهلُ
**********
فخذْه بعذْبٍ سَلْسلٍ ومؤرَّخٍ
برمْزٍ أَنيسٍ لفظُه متداوَلُ
**********
ليسلو به القلبُ الأسيفُ من الأسى
وفي الشعر للقلب الأسيفِ تشاغلُ
**********
فقل ذاك في(غَبْشٍ) بل الغبشُ جزؤُها
خميسٌ وعاشورا وعامٌ يُقابِلُ
********
قضى نحبَه البدرُ المنيرُ مرابطاً
فلم ينقطع بالموت ما هو عاملُ
********
كذا أدرك الوقتُ الذي هو قطعةٌ
مِنَ أوقات مختارِ الخليقةِ فاضلُ
*************
لِذا أهلُه كالصّحْبِ أجراً ورفعةً
فحدّث بهذا لا يُرِبْك التنازلُ
*********
ويا ليته كابنيْهِ فازَ بهجرةٍ
وأرجى له النّاوي كذي الفعل واصلُ
*********
وذكريَ عاشـوراءَ أكبرُ أسوةٍ
وأكبرُ فالٍ نِعم ذلك التفاؤلُ
*********
به استشهد السبط الحسينُ فديتُه
عليه من الله الرضا المتواصلُ
*********
وإنا لربي راجعون لحكمهِ
ونرجوه جبر الكسر هذا ونأملُ
*********
بتعويضِ خيِّرٍ فيه خيرٌ لنفسهِ
وخيرٌ لخلق الله كالشيخ وابلُ
**********
أأبناءَ بدر كلّكم ولزيمَكم
محلّ فلاحٍ والفلاحُ منازلُ
*********
فلا تجزعوا من فقد بدرٍ وأنتمو
بدورٌ هداةٌ مسعدون تفاءلوا
*********
وهذا إمامُ المهتدين يمدكم
بنور رشدٍ والرضا منه حاصلُ
********
وذخركم من بعدِ ذاك ملاحَظٌ
يرى أمركم والواردات نوازلُ
*********
وفي حِجركم إخوانُ صِدْقٍ يلونكم
بلِ الناسُ طُرّاً والقرى والقبائلُ
*********
ولله درّ أبي بكر الشُّكريّ حيث رثاه بقصيدته التي قال فيها:
على المشهد المعمور مني تـحـيـــــة
يقارنها وجدٌ به الدمع ســـــــــــــابل
*********
يقول أبو بكر الشكريُّ قائلُ
نَقُصُّ حديثَ البدر فالبدرُ راحلُ
*********
ألا إن هذا البدرَ للفوز قافلُ
مجيبٌ لداعي الحق لا هو آفلُ
********
وفي كلّ أمر شاءه الله حكمةٌ
كما أنه ما شاء لا شكّ فاعلُ
*******
ولكنّ فقدانَ الكرامِ مصيبةٌ
ومنها عظيمٌ ثم أعظمُ هائلُ
**********
ومن ذا فقلِ الله أكبرُ فجعةً
بموت ابن بدرٍ والليالي زلازلُ
********
وذلك رِزْءٌ وقعُه غيرُ ساهلٍ
ولكنْ على العبد الرضا والتساهلُ
**********
فخذْه بعذْبٍ سَلْسلٍ ومؤرَّخٍ
برمْزٍ أَنيسٍ لفظُه متداوَلُ
**********
ليسلو به القلبُ الأسيفُ من الأسى
وفي الشعر للقلب الأسيفِ تشاغلُ
**********
فقل ذاك في(غَبْشٍ) بل الغبشُ جزؤُها
خميسٌ وعاشورا وعامٌ يُقابِلُ
********
قضى نحبَه البدرُ المنيرُ مرابطاً
فلم ينقطع بالموت ما هو عاملُ
********
كذا أدرك الوقتُ الذي هو قطعةٌ
مِنَ أوقات مختارِ الخليقةِ فاضلُ
*************
لِذا أهلُه كالصّحْبِ أجراً ورفعةً
فحدّث بهذا لا يُرِبْك التنازلُ
*********
ويا ليته كابنيْهِ فازَ بهجرةٍ
وأرجى له النّاوي كذي الفعل واصلُ
*********
وذكريَ عاشـوراءَ أكبرُ أسوةٍ
وأكبرُ فالٍ نِعم ذلك التفاؤلُ
*********
به استشهد السبط الحسينُ فديتُه
عليه من الله الرضا المتواصلُ
*********
وإنا لربي راجعون لحكمهِ
ونرجوه جبر الكسر هذا ونأملُ
*********
بتعويضِ خيِّرٍ فيه خيرٌ لنفسهِ
وخيرٌ لخلق الله كالشيخ وابلُ
**********
أأبناءَ بدر كلّكم ولزيمَكم
محلّ فلاحٍ والفلاحُ منازلُ
*********
فلا تجزعوا من فقد بدرٍ وأنتمو
بدورٌ هداةٌ مسعدون تفاءلوا
*********
وهذا إمامُ المهتدين يمدكم
بنور رشدٍ والرضا منه حاصلُ
********
وذخركم من بعدِ ذاك ملاحَظٌ
يرى أمركم والواردات نوازلُ
*********
وفي حِجركم إخوانُ صِدْقٍ يلونكم
بلِ الناسُ طُرّاً والقرى والقبائلُ
*********
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
رد: الباب الرّابع : في أقواله الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها
من طرف hsbelrasool.bdr الإثنين مايو 30, 2011 4:22 pm
ويا أحمدُ أحمِدْ مَن بقيت بفضله
خليفةُ خيرٍ والخليفةُ فاضلُ
*********
تناولت من بين الكرام وظيفةً
وعونُك إخوانٌ تقاةٌ أفاضلُ
*********
وأيّهـم كـفـؤٌ كـريمٌ مباركٌ
يقوم مقاماً لا يُرى فيه عاطلُ
*********
وعمُّك سعدُ الآملين رئيسُكم
فكم منه بالدعوات هانت مسائلُ
**********
وأيضاً تَسمّعْ ما أقول مذاكراً
فلا أنت ذو وهْنٍ ولا أنت غافلُ
*********
رأوك هُماماً لا تكلّ لثِقْلهم
ولا يحمل الأثقال إلا البوازلُ
*********
خصوصاً بنو بدر رأوك مُقدّماً
وكل رئيسٍ والملا والمحافلُ
*********
فكن حاذقاً في شأن قومك يا فتى
وعن فاعل العوراءِ فيك تغافلُ
*********
تربّيتَ دهراً تحت عارفِ وقتِهِ
فكن مثلَه قُدوة وفيك التماثلُ
***********
وشمّر أخي عن ساعدِ الجدِّ واجتهد
فأكبرُ أسبابِ الكسادِ التكاسلُ
**********
وجانِسْ جميعَ الناسِ حسْب طباعِهم
فإن رفيقَ الخلقِ لا يتثاقلُ
*******
ولا تشتغل بالحزن شغلُك غيره
فشغلُك أمر الناس وعْرٌ وساهلُ
***********
فهمُ كَفَوْكَ الحزْنَ فاكفلْ شئونَهم
كشيخكمُ يا مأمولُ والعونُ سابلُ
*********
وقدّم خيار القوم شاورْ عريفَهم
وساوهم في الحكم لا ساد مائلُ
**********
إذا سرت فيهم سَيرَ شيخك حقّه
رأيت قبولاً فوق ما أنت آملُ
**********
برفقٍ ورِفْدٍ والنصيحةُ ديدنٌ
وحلمٌ وإكرامٌ تلته نوافلُ
**********
فأجلسْ قريباً واسترحْ وكيف حالكم
وما السببُ الداعي وبعضُ التساؤلُ
**********
ونفسَك فابكِ إن رأوك مقصّراً
ودعْهم وربّ الناس للناس كافلُ
********
وأكبرُ من ذا أن يروك تراهمُ
كلا شيءَ عَمْري إن ذاك التعازلُ
**********
وما القصدُ من هذا الخليفةُ وحدَه
وكلُّ تقيٍّ عارفٌ ثم عاقلُ
***********
فقوموا جميعاً في سداد أموركم
وإن تركنوا للخُلْفِ يأتي التفاشلُ
**********
وهـذا بعيـدٌ أيّـد الله أمرَكـم
وإن شئتمُ الذكرَ الجميلَ تحاملوا
****
خليفةُ خيرٍ والخليفةُ فاضلُ
*********
تناولت من بين الكرام وظيفةً
وعونُك إخوانٌ تقاةٌ أفاضلُ
*********
وأيّهـم كـفـؤٌ كـريمٌ مباركٌ
يقوم مقاماً لا يُرى فيه عاطلُ
*********
وعمُّك سعدُ الآملين رئيسُكم
فكم منه بالدعوات هانت مسائلُ
**********
وأيضاً تَسمّعْ ما أقول مذاكراً
فلا أنت ذو وهْنٍ ولا أنت غافلُ
*********
رأوك هُماماً لا تكلّ لثِقْلهم
ولا يحمل الأثقال إلا البوازلُ
*********
خصوصاً بنو بدر رأوك مُقدّماً
وكل رئيسٍ والملا والمحافلُ
*********
فكن حاذقاً في شأن قومك يا فتى
وعن فاعل العوراءِ فيك تغافلُ
*********
تربّيتَ دهراً تحت عارفِ وقتِهِ
فكن مثلَه قُدوة وفيك التماثلُ
***********
وشمّر أخي عن ساعدِ الجدِّ واجتهد
فأكبرُ أسبابِ الكسادِ التكاسلُ
**********
وجانِسْ جميعَ الناسِ حسْب طباعِهم
فإن رفيقَ الخلقِ لا يتثاقلُ
*******
ولا تشتغل بالحزن شغلُك غيره
فشغلُك أمر الناس وعْرٌ وساهلُ
***********
فهمُ كَفَوْكَ الحزْنَ فاكفلْ شئونَهم
كشيخكمُ يا مأمولُ والعونُ سابلُ
*********
وقدّم خيار القوم شاورْ عريفَهم
وساوهم في الحكم لا ساد مائلُ
**********
إذا سرت فيهم سَيرَ شيخك حقّه
رأيت قبولاً فوق ما أنت آملُ
**********
برفقٍ ورِفْدٍ والنصيحةُ ديدنٌ
وحلمٌ وإكرامٌ تلته نوافلُ
**********
فأجلسْ قريباً واسترحْ وكيف حالكم
وما السببُ الداعي وبعضُ التساؤلُ
**********
ونفسَك فابكِ إن رأوك مقصّراً
ودعْهم وربّ الناس للناس كافلُ
********
وأكبرُ من ذا أن يروك تراهمُ
كلا شيءَ عَمْري إن ذاك التعازلُ
**********
وما القصدُ من هذا الخليفةُ وحدَه
وكلُّ تقيٍّ عارفٌ ثم عاقلُ
***********
فقوموا جميعاً في سداد أموركم
وإن تركنوا للخُلْفِ يأتي التفاشلُ
**********
وهـذا بعيـدٌ أيّـد الله أمرَكـم
وإن شئتمُ الذكرَ الجميلَ تحاملوا
****
hsbelrasool.bdr- عضو شرف المنتدى
- عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
رد: الباب الرّابع : في أقواله الّتي كلّها درر ومواعظ وغيرها
من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ الإثنين مايو 30, 2011 5:06 pm
ولو صحّ في الشرع الرّثا لبسطتُه
وقلتُ بديعاً لم يُحَبِّرْه قائلُ
*******
وأبكيـتُ كـلَّ النائحـات بعَبرةٍ
يرقّ لها الجافي ويعذر عاذلُ
*******
وأغريتُ غيري غاص بحر ورودهم
ولا سيّما أيتامهم والأراملُ
*********
بكاءً له الخنساء تندُب صخرَها
وتبكي هديلاً وُرْقَها والبلابلُ
**********
وتـنـدُب كـلُّ الثاكلات فقيـدَها
بزفرةِ وجدٍ صدعُه متداخِلُ
*********
على من تحلّى بالنصيحة والتّقي
وأفعاُلهُ نفعٌ ومعْ ذا دلائلُ
*********
وأقوالُـه رُشْـدٌ وبـاهرُ حكـمةٍ
يقارنها نورٌ إلى القلب داخلُ
*********
وأضيافُه شوقٌ يَحِيرُ لوُسعه
وأكثـرُ منـهم مستجيرٌ وسائلُ
*********
أبو أحمدٍ قطبُ المحامدِ كلِّها
وبحرٌ به كلُّ الجهات نواهلُ
**********
فسلْ عنه علياءَ الصفات وأهلَها
يقولانِ فردٌ قدرُه لا يُعادَلُ
*********
تـقـيٌّ نـقـيٌّ عـارفٌ مـتواضعٌ
له باعُ فضلٍ مثلُه لا يُطاوَلُ
***********
فروِّحْ إلهي بالرضا منك رُوحَه
ونزّل عليه رحمةً تتهاطلُ
**********
لقد عمّ جُلّ النّاسِ منه مراحِمٌ
ورُشْدٌ كما عمّ الجميعَ وسائلُ
*********
وبوَّأهُــمْ أمْنـاً ويـُمـناً بقُـربِهِ
ولا سيّما جارٌ به الشهرَ نازلُ
**********
وخوّلهـم بالوعْظِ أنـوارَ حكمةٍ
لشاردِهَا ضَرْبُ المثالِ حبائلُ
**********
وأمُّ ذِبّـانٍ ظـهْـرُها وفُـؤادُها
تدفّقَ نُوراً واللَّحَدُّ مَعاقلُ
**********
هنـيـئاً لأهليـها ونحـنُ جِـوارُهم
بها مشهدٌ تَعْنُو إليه القوافلُ
*********
فخذْ يا سميعُ النّزرَ واقنعْ بمثله
وفكّر وقل إني من البدر سافلُ
***********
وما تمَّ فـي مـدْح الكرام شُويعِرٌ
ولكنْ بما يُجدِي الكمالُ يُعامَلُ
********
أتت كفؤُها الحوراءُ تطلُب أجرَها
وذاك قَبولٌ إن أُتِيحَ التقابلُ
********
وإلا فحسبي لحظةٌ حشوُ طيِّها
رضاً يقتضيه الحاذِقُ المتناوِلُ
انتهي ؛ إلى آخر ما قال.
وقد توفي رضي الله عنه، وله من العمر أربع وسبعون سنة - نفعناً الله ببركاته، وأمدنا بنفحاته، نحن وجميع المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
وقد تم كتاب (مفتاح البصائر) في كرامات وأحوال قطب الأكابر، سيدي وسندي الشيخ محمد بدر، تغمده الله برحمته، وأفاض علينا من فيوضاته. آمين -على يد كاتبه- الراجي من الله عفو ذنوبه - ابراهيم الجبيل، لسيده ووسيلته، ومربي روحه، الشيخ الخليفة حسب الرسول، ابن أبي البركات القطب الأكبر، ذي المعارف، سيدي الشيخ محمد بدر، نفعناً الله به والمسلمين أجمعين.
وكان الفراغ من رسمه يوم الثلاثاء: اثني عشر، الموافق من شهر الله شعبان، من شهور سنة 1337، من هجرة من له العزّ والشرف، سيد الثقلين، وجد الحسين، سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم.
تحرير: حسب الرسول الطيب الشيخ؛ غفر الله له ولوالديه
حسب الرسول الطيب الشيخ- Admin
- عدد المساهمات : 598
تاريخ التسجيل : 23/05/2010 -
مواضيع مماثلة» ترجمة الشيخ حسن ود حسونة في طبقات ود ضيف الله
» الباب الثالث: في الأسئلة التي سُئل عنها رضي الله عنه
» الباب الثالث: في الأسئلة التي سُئل عنها رضي الله عنه
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: منتدى الكتب والبحوث والدراسات :: منتدى كتاب مفتاح البصائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» أبكار أبونا الشيخ ابراهيم الكباشي
» ترجمة الشيخ محمد ود البخاري ساكن المدينة المنورة
» سيرة سيدنا ومولانا الأستاذ الشيخ إدريس أب فركة
» ترجمة الشيخ الحسين ولد صباحي المحسي ؛ راجل (شبونة الشيخ الحسين)
» ترجمة الشيخ الطيب الحاج الصديق ود بدر (ود السائح)
» الجيلي يا الجيلي الآن بدرنا الساكن أم ضبان
» لله أقـــــوام نعيمهم القرب
» دلائل الخيرات في الصلوات على سيد السادات