مرشد المبتدئين : باب الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم
مرشد المبتدئين : باب الصلاة

فصل شروط الصلاة وفرائضها وسننها وفضائلها ومكروهاتها ومبطلاتها

وللصلاة شروط وجوب وشروط صحة

فشروط وجوبها ستة:

الاسلام، والبلوغ، والعقل، ودخول الوقت، وبلوغ دعوة النبى صلى الله عليه وسلم وانقطاع الدمين،

وشروط صحتها خمسة:

طهارة الحدث والخبث واستقبال القبلة وستر العورة وترك الكلام وترك الأفعال الكثيرة،

وأما فرائضها فسبع عشرة:

النية عند تكبيرة الاحرام وتكبيرة الاحرام والقيام لها وقراءة الفاتحة والقيام لها والركوع والرفع منه والقيام له والسجود والرفع منه والجلوس له والجلسة الأخيرة بقدر السلام والسلام المعرف بالألف واللام والطمأنينة والاعتدال ونية الصلاة المعينة ونية الاقتداء بالامام وترتيب الأداء.

وأما سننها فسبع عشرة :

السورة او ما يقوم مقامها بعد الفاتحة فى الركعة الأولى والثانية والقيام لها والسر فى محله والجهر فى محله وكل تكبيرة سنة أو كلهن سنة واحدة وسمع الله لمن حمده للامام والفذ والجلوس الأول وأول الجلوس الأخير قبل السلام ورد المقتدي على امامه السلام ورده على من على يساره ان كان والسترة للامام والفذ من مرور الناس والتشهد الأول والثاني والاقامة سنة فى حق الرجل وانصات المقتدي لقراءة الامام فى الجهر، والسجود على اليدين والركبتين وأطراف الرجلين والجهر بالسلام، والصلاة على النبى بعد التشهد الأخير.

فهذه سبع عشرة ولكن المؤكدة منها التى يلزم السجود القبلي لتركها ثمانية فقط وهى منظومة فى بيت بالحروف وهى:-
سنيان شينان كذا جيمان تاءان عدد السنن الثمان
فأما السينان فهى السر والسورة، والشينان – التشهد الأول والثانى والجيمان – الجهر والجلوس، والتآن التكبير والتحميد.

فصل فضائل الصلاة

وأما فضائلها فثلاثة وعشرون وهي:

رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام
وتطويل قراءة الصبح والظهر وتقصير قراءة العصر والمغرب وتوسط قراءة العشاء
وربنا ولك الحمد للفذ والمقتدي
والتسبيح فى الركوع والسجود
وتأمين الفذ والمأموم مطلقا وتأمين الامام فى السر فقط
والقنوت وهو (اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك نثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخنع له ونخلع وترك من يكفرك اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك ان عذابك الجد بالكفرين ملحق).

ومجرد لفظ التشهد المعروف بالتحيات، وهو (التحيات لله الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)

ولبس الرداء
وسدل اليدين
وتعمير الصلاة بالتكبير قائما وقاعدا الا عند القيام من اثنتين فلا يكبر حتى يستوى قائما
وعقد أصابع اليد الثلاثة فى التشهد وبسط السبابة والابهام وتحريك السبابة فى التشهد
ويباعد الرجل فى السجود بطنه عن فخذيه ومرفقيه عن ركبتيه
وقراءة المأموم فى السر مع الامام
وصفة الجلوس المعلومة على الفخذ الأيسر وتمكين اليدين من الركبتين فى الركوع ونصب الركبتين فيه،
ووضع اليدين حذو الأذنين فى السجود،
وتقصير الجلوس الوسطى، وتقديم اليدين قبل الركبتين فى الهوي للسجود.

فصل مكروهات الصلاة

وأما مكروهاتها فثلاثة وأربعون وهي :

مدافعة البول والغائط فى الصلاة وكل الشئ الذى يشغل الانسان عن فهم الصلاة
والصلاة بالغضب والصلاة بالجوع والصلاة بالتعب وشدة الحر وكثرة الشبع وضيق الخلق
ووجود شئ بالفم
والصلاة بين الاساطين الا عند ضيق المسجد
وتنكيس القراءة
ومساواة الامام والتقديم عليه لغير ضرورة
وحمل شئ فى الجيب أو الثوب أو شبه ذلك
والصلاة فى معاطن الابل عند الشراب والصلاة فى أماكن شأنها النجاسة كالسوق والحمام والطريق وبقعة المجزرة والمزبلة وبقعة الكفار والمقبر
والصلاة على ظهر الكعبة
والصلاة فى بيت أهل الخمر وبيت تارك الصلاة وموضع الازدحام الذى لا يتمكن فيه الانسان من السجود والبقعة المغصوبة
والجهر بالتشهد والتعوذ والبسملة
والسجود على الثياب ولفت الثوب من الأرض وكفت شعر الرأس الطويل والقراءة فى الركوع والسجود والعبث باللحية والدعاء أثناء القراءة وتشبيك الأصابع وفرقعتها والتخصر وهو وضع اليد على الخاصرة
وتغميض العينين بدون عذر كرؤية محرم والتأخير بعد سلام الامام والجلوس على صدور القدمين ووضع القدم على الأخرى فى الوقوف ورفع واحدة منهما ويعتمد على الأخرى.

فصل مبطلات الصلاة

وأما مبطلاتها فأربعة عشر وهي :

النفخ عمدا أو جهلا
والكلام عمدا قل أم كثر بغير اصلاح الصلاة وبشئ يشغل الانسان عن أداء الفرض
وبالحدث
وبزيادة أربعة ركعات فى الرباعية والثلاثية وبركعتين فى الثنائية سهوا
وبالضحك عمدا أو سهوا
وبالأكل والشرب معا عمدا أم سهوا واما باحداهما سهوا فلا بطلان
وبتعهد زيادة سجدة ونحوها من الأركان
وبالقئ ان تعهده
وبتذكر الفوائت اليسيرة وهى ما دون الخمسة
وبتذكر سجود قبلى مركب من ثلاثة سنن نسيه وطال
واذا نسى فرضا فى صلاة وتذكره فى الصلاة الثانية بطلت السابقة والتى هو فيها
وبسجود السهو للفضيلة
وبسجود المسبوق للسهو القبلي مع الامام اذا لم يدرك معه ركعة والله أعلم.

فصل فى سجود السهو:

والسجود للسهو فى الصلاة على ثلاثة أوجه :

منها السجود لنقصان سنة مركبة من سنتين أو ثلاثة سنن كما تقدم فهذا يسجده قبل السلام

ومنها اذا اجتمع نقصان سنة كما ذكرنا وزيادة شئ من الأقوال أو الأفعال فهذا يسجده قبل السلام أيضا

ومنها الزيادة مطلقا فى الصلاة فيسجد لها بعد السلام،

والفضيلة لا سجود فى تركها واذا سها الانسان عن فرض فى ركعة من الصلاة كالفاتحة والركوع والرفع منه والسجود والرفع منه والسجدة الثانية فالسجود لا يجبره ولا بد من الاتيان به بذاته

فاذا تذكره قبل أن يعقد ركوع الركعة التى بعدها يرجع له ويعمله ويعيد ما بعده من ركوع وسجود ونحوه ويتم الصلاة ويسجد بعد السلام للزيادة التى حصلت فى تلك الركعة

وان لم يتذكره حتى عقد ركوع الركعة التى بعدها فلا يرجع له من هنا لأنه فات التدارك بل يلغي الركعة التي حصل فيها النقصان ويجعل التي هو فيها مكانها ويتم الصلاة ويسجد بعد السلام لزيادة الركعة الملغاة

وعقد الركوع هنا على وجهين ان كان الفرض المنسي فى الركعة ركوعا فالعقد بتمكن اليدين من الركبتين وان كان سجودا فالعقد برفع الرأس من الركعة التى تلي ركعة النقص

ومتى حصل العقد فى الركعة التى تلي ركعة النقص حتى تذكر فلا يرجع بل يلغي الركعة ويتم الصلاة بغيرها

مثال ما اذا نسي فرضا من الركعة الأولى ولم يتذكره حتى عقد ركوع الثانية فيلغي الأولى ويجعل الثانية أولى بعزم قلبه ويأتي بركعة ثانية بالفاتحة وسورة يجلس فيها وركعتين بالفاتحة فقط ان كانت الصلاة رباعية ويسجد بعد السلام

وان لم يتذكره فى الثانية وتذكره فى الثالثة قبل أن يعقد ركوعها فيلغي الأولى ويجعل الثالثة ثانية يقرأ فيها سورة ويجلس فيها ويأتي بركعين بالفاتحة فقط ويسجد بعد السلام

وان لم يتذكره حتى عقد ركوع الثالثة فيلغي الأولى أيضا ويجعل الثالثة ثانية يجلس فيها ويأتي بركعتين بالفاتحة فقط ويسجد قبل السلام لأن ثانيته كان معتمدها ثالثة ولم يقرأ فيها سورة وفات تدارك السورة بعقد الركوع واصبحت الصلاة ناقصة سورة فلذلك يسجد قبل السلام

وان كان النقص فى الركعة الثانية ولم يتذكره حتى عقد ركوع الثالثة فحكمه كذلك

وان كان النقص فى الأخيرتين فلا حاجة لسورة هنا بل يلغي الركعة التى فيها النقص اذا فات التدارك ويأتي بركعة مكانها ويسجد بعد السلام

واذا حصل النقص فى الأولتين معا وتذكره قبل أن يعقد ركوع الثالثة فيلغي الاولتين معا ويجعل الثالثة أولى يقرأ فيها سورة مع الفاتحة ويأتى بثانية بالفاتحة وسورة يجلس فيها وركعتين بالفاتحة فقط ويسجد بعد السلام

وان لم يتذكره حتى عقد ركوع الثالثة فيلغي الأوليين يجعل الثالثة أولى ويأتى بثانية بالفاتحة وسورة يجلس فيها وركعتين بالفاتحة فقط ويسجد قبل السلام لأن أولاه فاتت بلا سورة

وان لم يتذكره حتى عقد ركوع الرابعة فيلغي الأولتين معا ويجلس فى الرابعة الجلوس الوسطى ويأتي بركعتين بالفاتحة فقط ويسجد قبل السلام لأن صلاته كلها صارت بالفاتحة فقط والله أعلم.

فصل حكم المسبوق فى الصلاة مع الامام:

فالانسان اذا أتى للصلاة ووجد الامام راكعا فى الركعة الأولى فانه يكبر تكبيرة الاحرام واقفا ويركع مع الامام فهذا لحق الصلاة كلها

واذا وجد لامام رفع رأسه من الركوع فهذا فاتته الركعة الأولى لأن الركعة لا تحسب الا اذا لحق الانسان ركوعها مع الامام فهنا يكبر تكبيرة الاحرام واقفا ويدخل مع الامام فى باقي الركعة ولكن لا يحسبها فى صلاته وبعد سلام الامام يقوم بلا تكبير ويأتي بالركعة الأولى كما فاتته بالفاتحة والسورة ان كانت جهرا يأتى بها جهرا وان كانت سرا يأتى بها سرا

واذا وجد الركعة فاتته كلها فهذا ظاهر يدخل مع الامام فى الثانية ويتم الصلاة معه وبعد سلام الامام يأتى بالركعة كما فاتته وهذه الصلاة تسمى ذات الجناحين

واذا فاته الامام بركعتين ولحق مع الركعتين الأخيرتين فبعد سلام الامام يقوم بتكبير ويأتي بالركعتين الأوليين على حالتهما بالفاتحة والسورة فان كانتا جهرا فجهرا وان كانتا سرا فسرا ويسلم وهذه تسمى المنقلبة

واذا فاته الامام بثلاثة ركعات ولحق معه الرابعة فبعد سلام الامام يقوم بلا تكبير ويأتي بركعة ثانية له بالفاتحة وسورة يجلس فيها ويأتي بثالثة بالفاتحة وسورة يقوم فيها ويأتي برابعة بالفاتحة فقط ويجلس ويسلم وهذه تسمى ذات الجوف

والتى فاتته جهرا يأتى بها جهرا ولو بالنهار والتى فاتته سرا يأتي بها سرا ولو بالليل

واذا وجد الامام رفع رأسه من ركوع الركعة الأخيرة ولحقه فى القيام من الركوع أو بعده فى باقي الركعة فهذا فاتته الصلاة كلها فلا يحسب تلك الركعة فى صلاته وبعد سلام الامام يقوم بلا تكبير ويأتي بصلاته كلها كاملة أربعا كانت أو ثلاثة أو اثنين كالصبح مثلا

ولا يلزمه ما يلزم الامام من سجود قبلي ولا بعدي فاذا خالف وسجد القبلي أو البعدي معه متعمدا بطلت صلاته

واذا دخل الانسان مع الامام فى جلوس السجود القبلي ظنه جلوس الركعة الأخيرة صحت صلاته

ومن لحق مع الامام ركعة فأكثر فكأنما لحق الصلاة كلها فى الثواب ولكن بشرط أن يكون أول الصلاة فاته اضطرارا لا اختيارا ويلزمه ما يلزم الامام من سجود قبلي أو بعدي ولكن يسجد القبلي مع الامام والبعدي بعد تمام صلاته

واذا سجد البعدي مع الامام متعمدا بطلت صلاته والله أعلم.

فصل ترتيب الفوائت مع الحاضرة:

فالفوائت اما يسيرة أو كثيرة

فاليسيرة من واحدة الى أربع
والكثيرة من خمسة فصاعدا

فالانسان اذا كانت عليه فوائت يسيرة وحضر الوقت الذى هو فيه فانه يقضي اليسيرة أولا حتى يصلى الوقت الحاضر ولو أدى ذلك الى خروج وقته

واذا كانت عليه فوائت كثيرة فانه يصل الحاضرة أولا ثم يقضي الفوائت

وقضاء الفوائت مطلوب فورا يحاسب الانسان على التراخي منه

وحكمه بقدر استطاعة الانسان الذى يقضيها فى اليوم مع اكتساب معايشه

ولكن اذا مات قبل الكمال يحاسب بالباقي

واما القضاء الذى اذا مات صاحبه قبل الكمال لا يحاسب بالباقي فهو عدد خمسة وعشرون وقتا فى اليوم مع كل وقت خمسة أوقات أى صلاة يوم من الصبح الى العشاء

واعلم ان الفوائت مطلوب قضاؤها على حالتها التى فاتت بها ان كانت جهرا يأتى بها جهرا وان كانت سرا يأتى بها سرا فى ليل أو نهار وتصلى فى أى وقت كان لا لها وقت تمنع فيه لأن تعجيلها مطلوب خوف الموت

واذا سها الانسان عن الفوائت اليسيرة حتى تلبس بالحاضرة وتذكر الفوائت فانه يقطعها ما لم يعقد منها ركعة ويقضى الفوائت ويصليها وان لم يتذكر حتى عقد منها ركعة فيتمها ركعتين ويسلم منها ويقضي الفوائت ويصليها

وان لم يتذكر حتى صلى الحاضرة كلها فانه يقضي الفوائت اليسيرة ويعيد الحاضرة في الوقت واذا خرج الوقت فلا اعادة عليه

واذا تذكر الكثيرة قبل الحاضرة فانه يصلي الحاضرة كما تقدم واذا تذكرها فى حال تلبسه بالحاضرة لا يقطعها واذا تذكرها بعدها لا يعيدها

واذا سها الانسان عن وقت من الصلاة وتذكره بعد أن صلى وقتا أو وقتين أو ثلاثة أو زيادة فانه يقضي المنسي وحده ويعيد التي هو في وقتها

ومن عليه فوائت قليلة أو كثيرة لا يصح له من النفل الا الشفع والوتر والرغيبة والعيدين والكسوف والخسوف والاستسقاء ولا يصلي الضحى ولا التراويح ولا غيرها فان فعل ذلك اثم من وجه لأنه أخر الواجب للمندوب وأجر من وجه بحيث فعله طاعة

واعلم أن كثرة النفل محمودة لقوله صلى الله عليه وسلم:
عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم ومكفرة السيئات ومنهاة عن الاثم

وأفضل الليل آخره لقوله صلى الله عليه وسلم:
ينزل ربنا تبارك وتعالى الى سماء الدنيا أى تنزل رحمته وأمره حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرنى فأغفر له

والسهو فى النفل كالسهو فى الفرض الا فى خمسة مسائل :

الأولى قراءة الفاتحة فى النفل قيل مستحبة وقيل سنة ولكن لا يصح النفل الا بها
والثانية ترك الجهر لا شئ فيه فى النفل
والثالثة قراءة السر جهرا لا شئ فيه
والرابعة اذا سها الانسان وعقد ركعة ثالثة اتمها أربعة ولا شئ عليه
والخامسة اذا نسى ركنا منها وطال الزمن لا شئ عليه والله اعلم.

فصل السنن المؤكدة من النوافل:

فالسنن المؤكدة من النوافل أربعة وهي :

الوتر والعيدان والكسوف والاستسقاء

فالوتر اكد من العيدين
والعيدان أكد من الكسوف
والكسوف أكد من الاستسقاء

والوتر هو ركعة واحدة يصلى بعد عشاء صحيحة وركعتي شفع وله وقتان مختار وضروري

فالمختار من بعد العشاء الصحيحة الى شفق الفجر
والضروري من شفق الفجر الى صلاة الصبح أو عقد ركعة منها

والقراءة فيه بالفاتحة والاخلاص والمعوذتين جهرا

والقراءة فى الشفع بالفاتحة وسبح اسم ربك الأعلى فى الركعة الأولى
والفاتحة وقل يأيها الكافرون فى الركعة الثانية جهرا لفعل النبى لهن بذلك

واذا سها الانسان عن الوتر أو نام عنه فانه يصليه متى تذكره من ليله
وان لم يتذكره حتى صلى الرغيبة فانه يصليه ويعيد الرغيبة
وان لم يتذكره حتى دخل فى صلاة الصبح فانه يقطع الصلاة استحبابا ما لم يعقد منها ركعة ويصليه ويعيد الرغيبة ويصل والصبح
واذا عقد منها ركعة بوضع اليدين على الركبتين فلا يقطع بل يتم الصلاة ويفوت الوتر بصلاة الصبح ولا يقضيه

وهذا القطع المذكور مع اتساع الوقت فان ضاق الوقت عند طلوع الشمس لا يلزم القطع

واذا سها الانسان أو نام عن العشاء والشفع والوتر والرغيبة والصبح وتذكر أو انتبه من النوم عند طلوع الشمس فحكمه اذا الوقت يسع ذلك كله يصليهن على ترتيبهن المعلوم واذا الوقت لا يسع الا تسعة ركعات يترك الشفع ويصلى العشاء والوتر والرغيبة والصبح واذا الوقت لا يسع الا سبع ركعات يترك الرغيبة ليصليها لحل النافلة ويصلى العشاء والوتر والصبح واذا لا يسع الوقت الا ستة ركعات يترك الوتر ويصلى العشاء والصبح ولا يقضي الوتر ويقضي الرغيبة من حل النافلة الى الزوال

واذا تذكر الوتر بعد ان صلى الصبح لا يصليه لأنه خرج وقته، واما الرغيبة فهي ركعتان وحكمها فوق النافلة ودون السنة ووقتها من طلوع الفجر الى صلاة الصبح وتقضى مع ضيق الوقت والنسيان من حل النافلة الى الزوال كما تقدم وصلاتها قبل طلوع الفجر الصادق باطلة وتحتاج الى نية معينة لها ومن دخل المسجد ووجد الامام يصلي الصبح أو أقيمت الصلاة يتركها ويدخل مع الامام فى الصلاة ويقضيها فى النافلة والقراءة فيها بالفاتحة سرا فقط وفى رواية بألم نشرح لك صدرك والم تر كيف وفي رواية بالكافرون والاخلاص ومحمودة بالروايتين كثيرا وتجزي عن تحية المسجد عند دخول المسجد لصلاة الصبح ولا تقضى بعد الزوال واذا طلعت الشمس والانسان عليه الصبح والفجر فانه يصلي الصبح أولا وبعده الفجر والله أعلم.

فصل صلاة العيدين:

وصلاة العيدين سنة مؤكدة فى حق كل من تلزمه الجمعة الا الحاج بمنى فلا تسن فى حقه ولا تندب

وأما المرأة والعبد والصبي والمسافر فمستحبة فى حقهم

وصفتها ركعتان بلا أذان ولا اقامة

يكبر فى الأولى بعد تكبيرة الاحرام ستة تكبيرات بلا رفع يدين
وفى الثانية بعد تكبيرة القيام خمسة تكبيرات

وكل تكبيرة سنة مؤكدة والقراءة فيها جهرا بالفاتحة وسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحيها والضحى ونحوهما

ويستحب له خطبتان يجلس الامام فى أولهما ووسطهما

ويستحب قيامه للخطبتين وافتتاحهما بالتكبير والجهر بهما والانصات لهما

وأول وقتها من حل النافلة وأخره للزوال ولا تقضى بعده

وأول صلاة عيد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت صلاة عيد الفطر فى السنة الثانية من الهجرة

ويستحب المشي لها راجلا دون الرجوع

ويستحب الرجوع من طريق آخر

ويكبرون دبر كل صلاة فى عيد الأضحية فى أيام التشريق وهى ثلاثة أيام بيوم العيد والتكبير فيها عقب خمسة عشرة أو ستة عشرة فريضة أولها ظهر يوم النحر

وصلاتها فى الصحراء أفضل من المسجد

ومن فاتته مع الامام استحب له أن يصليها وحده

ويستحب لها الغسل واللباس الحسن للرجال

ولا يلزم النساء الخروج واذا خرجن لها يلزم كل من تخرج اللباس الخشن وعدم الطيب ولا تلبس حفلة ولا تتبرج هذا كله ممنوع شرعا وخروج الشباب منهن ممنوع بتاتا

وصفة التكبير على وجهين والكل جائز وهو :

الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

والوجه الثاني :

الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد

والسهو فيها حكمه اذا سها الانسان اماما كان أو فذا عن التكبير كله أو بعضه يرجع له ما لم يضع يديه على ركبتيه فى الركوع فيعمل التكبير ويعيد القراءة ويسجد بعد السلام

واذا تذكره بعد عقد الركوع يتمادى ولا يرجع ويسجد قبل السلام لنقصان التكبير وباقي السهو فيها كالصلاة والله أعلم.

فصل في صلاتي الكسوف والخسوف:

الكسوف هو ذهاب ضوء الشمس والصلاة له سنة عين مؤكدة يصليها أهل القرى الحاضرون والمسافرون الا أن يجد بهم السير والمسافر وحده أيضا والجماعة فيها مستحبة فى حق الرجال وتصليها المرأة الشابة فى بيتها والمتجالة أحسن خروجها

وهى تصلى ركعتين فى المسجد بامام وجماعة بلا اذان ولا اقامة وينادى فيها نداء يجمع الناس لم صح عنه صلى الله عليه وسلم انه صلاها بنداء

وصفتها يحرم الامام والناس جميعا بتكبيرة الاحرام ويقرأ الامام الفاتحة سرا على المشهور ومعها سورة نحو سورة البقرة ويركع قدر مدة قراءته ثم يرفع ثم يقرأ الفاتحة ونحو آل عمران ثم يركع قدر مدة قراءته ثم يرفع ثم يخر ساجدا يعمل سجدتين يفصل بينهما بجلوس ويطيلها نحو الركوع الثاني

ثم ينهض قائما يقرأ الفاتحة ونحو سورة النساء بسرعة ثم يركع نحو مدة قراءتها ثم يرفع ثم يخر ساجدا يعمل السجودين كما تقدم ويطيلهما نحو ركوع ركعتهما الثانى ويتشهد ويسلم

ويسبح الله فى الركوع كله ولا يقرأ فيه ولا يدعو

والتطويل هذا مندوب فلا سجود فى سهوه ولا بطلان فى تركه عمدا

ووقتها من حل النافلة الى الزوال فلو طلعت الشمس مكسوفة ينتظرون بها النافلة ولو كسفت بعد الزوال لا تصلى على المشهور

والركوع الأول سنة فى الركعتين والثاني فرض ولذلك من أدرك الركوع الثاني من الأولى فقد ادركها ومن أدرك الركوع الثاني من الثانية يقضي ركعة بركوعين

ومن صلاها سهوا بقيام وركوع واحد سجد قبل السلام

والفاتحة فى القيام الأول فرض فى الركعتين على قول المواق وابن ناج

وفى القيام الثاني من الركعتين مختلف فى فرضيتها وسنيتها واذا انجلت الشمس كلها قبل اتمام الركعة الأولى يصلونها ركعتين كالنوافل

وأما اذا انجلى نصفها فيتمونها كحالتها المذكورة ولا تصلى مرتين فى اليوم وتصلى غدا اذا لم تنجلي الشمس والله أعلم.

** صلاة الخسوف:

وأما صلاة الخسوف للقمر تصلى ركعتين ركعيتين أفذاذا فى البيوت من حين خسوف القمر الى أن ينجلى والقراءة فيها كسائر النوافل بالليل بالفاتحة وسورة فى كل ركعة ويكره الجمع فيها وتحصل فضيلتها بركعتين وكلما تكثر الصلاة يكثر الفضل والله أعلم.

فصل صلاة الاستسقاء:

وأما صلاة الاستسقاء فهى سنة عين مؤكدة فى حق الرجال الأحرار البالغين ومستحبة فى حق الصبيان الذين يعقلون والمتجالات وممنوعة فى حق النساء الشباب والأولاد الصغار الذين لا يعقلون

وتصلى لطلب الماء عند فقده من المطر أو البحر أو العيون

وتصلى بجماعة بامام فى الصحراء كصلاة العيد

ويصومون قبلها ثلاثة أيام ويتوبون ويستغفرون ويردون حقوق الناس لأهلها ان كانت عليهم

ووقتها من حل النافلة الى الزوال يخرج لها الامام والناس جميعا ويلبسون الثياب الممتهنة ويمشون راجلين بخشوع وسكينة ووقار

ويصلونها ركعتين بالفاتحة وسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحيها ونحوهما

والقراءة فيهما جهرا ندبا مؤكدا بلا اذان ولا اقامة

وبعد الصلاة يجلس الناس ويخطب الامام خطبتين كصلاة العيدين يجلس فى اولهما ووسطهما ويستغفر فيهما بدلا من التكبير الذى فى صلاة العيد

وبعد الخطبة يستقبل القبلة يحول رأس ردائه الذى على كتفه اليسرى على اليمنى وما على اليمنى على اليسرى والذى على ظهره على جهة السماء

ويحول الناس أرديتهم مثله ان كانت ويدعون بالدعاء المطلوب

ومن دعائه صلى الله عليه وسلم
اللهم اسق عبادك وبهيمتك وأنشر رحمتك وأحيي بلدك الميت

ويستغفر فى اثناء الخطبة يقول :
استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه وأيضا فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا الى قوله أنهارا

ولا تكرر مرتين فى اليوم الواحد وتكرر فى الأيام اذا لم يحصل المطلوب ويرجعون من طريق آخر كالعيد ويأمرهم الامام بالصدقة مع الصيام والتوبة ورد المظالم لأهلها والله أعلم.

فصل صلاة الضحى:

وأما صلاة الضحى فهى مستحبة استحبابا مؤكدا

وأكثرها ثمانية ركعات وأوسطها ستة وأقلها اثنان وتكره الزيادة على الثمانية بنية الضحى

وعن على ابن أبى طالب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى شفعة الضحى ركعتين ايمانا واحتسابا كتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائتى سيئة ورفع له مائتى درجة وغفر له ذنوبه كلها ما تقدم وما تأخر الا القصاص انتهى عن ميارة الكبرى، والله أعلم.

فصل تحية المسجد:

وأما تحية المسجد فهى مستحبة استحبابا مؤكدا وهى حق لله تعالى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس الا ان يكثر دخوله فيجزيه الركوع الأول

ولا تفوت بالجلوس ويقوم مقامها الفرض اذا صلاه ولا تلزم المار،

والداخل فى وقت موانع النفل لا يصليها بل يجلس ويقرأ سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر أربعا تقوم مقامها والله أعلم.

فصل صلاة التراويح:

وأما صلاة التراويح فهى سنة وقيل فضيلة

ففى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم :
من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

والجمع لها بالمسجد حسن والأفضل صلاتها فى البيوت اذا لم تعطل المساجد

وعددها ثلاث وعشرون ركعة فى قول

وعن مالك الذي جمع عليه الامام عمر الناس احدى عشرة ركعة بالشفع والوتر وهى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم

وعن عائشة ثلاثة عشر بالوتر

ومن فاته الامام بالعشاء ولحقه فى التراويح فانه يدخل معه فى التراويح فيصليها وبعدها يصلي العشاء فذا

ولو وجد جماعة أخرى صلاها معهم

ويؤخر الشفع والوتر الى أن يصلي العشاء وهذا ما لم يفوت الوقت المختار صلى العشاء أولا ودخل مع الامام فى باقى التراويح فيتمها معه ويأتي بالذى فاته فذا بعد سلام الامام والله أعلم.

فصل سجود التلاوة:

وأما سجود التلاوة فهو سنة وقيل فضيلة يسجده قارئ القرآن رأسا أو عينا عند احدى عشرة آية مخصوصة

ويشترط فيه طهارة الحدث والخبث واستقبال القبلة وستر العورة

وليس فيه تكبيرة احرام ولا سلام بل يكبر فى الخفض والرفع فقط

ولا يحتاج لنية

ويحرم عند طلوع الشمس وعند اسفارها واصفرارها وعند خطبة الجمعة

ويسجده مع القارئ قاصد الاستماع بشروط وهي :

أن يكون طاهراً، مستقبلا القبلة، وأن يكون قاصد الاستماع والتعلم وأن يكون القارئ صالحا للامامة وقراءته خالصة لوجه الله لا ليسمع الناس صوته

فان وجدت هذه الشروط فانه يسجدها المستمع ولو تركها القارئ

ويجوز فعلها فى الصلاة اذا صادفت

والدعاء الذى يقرأ فيها هو :

اللهم ارفع لي بها قدرا وضع عني بها وزرا واكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك دؤود عليه السلام

والآيات التى يلزم السجود عند ذكرها لمالك هي :

في آخر الاعراف : ويسبحونه وله يسجدون

وفي الرعد : وظلالهم بالغدو والاصال

وفي النحل : ويفعلون ما يؤمرون

وفي سبحان : ويزيدهم خشوعا

وفي مريم : خراو سجدا وبكيا

وفي الحج : ان الله يفعل ما يشاء

وفي تبارك الفرقان : وزادهم نفورا

وفي النمل : الله لا اله الا هو رب العرش العظيم

وفي السجدة : وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون

وفي ص : وخر راكعا وأناب

وفي فصلت : ان كنتم اياه تعبدون،،.

وأما المستحب من النفل فهو :

أربعة قبل الظهر وأربعة بعدها لقوله صلى الله عليه وسلم :
من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرم الله عظامه على النار

وقال صلى الله عليه وسلم :
رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا

وقال صلى الله عليه وسلم :
من صلى ستة ركعات بعد المغرب لم يحدث نفسه فيهن بسوء وفى رواية لم يتكلم بينهن بسوء عدلن له عبادة اثنتى عشرة سنة

وكل ركعتين بعد الوضوء فضيلة والله أعلم.

فصل صلاة الجنازة:

وصلاة الجنازة فرض كفاية أي اذا قام به البعض من الناس سقط عن الباقين وكذلك الغسل والكفن والدفن

فاما الصلاة فشروط صحتها خمسة :

الأولى النية وهى أن ينوي صلاة جنازة واحدة أو اثنتين أو أكثر فان نوى على رجل ووجدا امرأة أجزأت وكذلك العكس وان نوى على اثنتين ووجد واحدة أجزأت وان نوى على واحدة وعينها ووجدت معها ثانية تعاد الصلاة على الثانية وان لم يعين واحدة منهما تعاد الصلاة عليهما معا،

الثانى القيام فلا تصلى قعودا

ويقف الامام للرجل عند نصفه وللمرأة عند منكبيها،

الثالث التكبير وهو أربعة تكبيرات بتكبيرة الاحرام

ولا ترفع اليدان الا فى تكبيرة الاحرام فقط واذا زاد الامام خامسة لا ينتظره المأمون بل يسلمون واذا نقص سهوا سبحوا له فان لم يفهم صبروا يسيرا ليرجع وإلا كبروا وسلموا

والامامة فيها مستحبة وفى رواية شرط من شروطها أي فان صلو عليها افذاذا مع وجود الامام تعاد الصلاة ما لم تدفن الجنازة،

الرابع الدعاء بعد كل تكبيرة وهو قليل وكثير

فقليله اللهم اغفر له وارحمه

وكثيره اللهم انه عبدك وابن عبدك وابن امتك كان يشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك وأنت اعلم به اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله

وفى رواية أخرى أكثر من ذلك

وفى الانثى يؤنث الدعاء كله يقول اللهم انها امتك الى آخره

واذا ترك الامام الدعاء يعيد الصلاة لأنه ركن من اركانها،

الخامس السلام بعد الأربعة تكبيرات فان سلم بعد ثلاثة سهوا بنى ما لم يطل فان طال بطلت الصلاة وتعاد ولو على القبر،،.

وأما الغسل فصفته كغسل الجنابة ولا يحتاج لنية وتغسل الرجل زوجته ويغسلها فان لم تكن له زوجة فيغسله الرجال وحكمها فى هذا الأقرب فالأقرب ولا يباشرون عورته بأيديهم بل يعلمون فيها حائلا كالكيس ونحوه ولا ينظرونها بأعينهم بل من تحت الثوب

وان لم يوجد رجل من أقاربه فالأجنبي يغسله كذلك ، وان لم يوجد رجل قط فالمرأة من محارمه وان لم توجد الا نساء أجانب فقط ييممنه فى وجهه ويديه الى المرفقين ويدفن

وحكم غسل المرأة مثل ذلك الأول زوجها وبعدمه اقاربها من النساء الأقرب فالأقرب وبعدمهن النساء الأجنبيات وبعدمهن محارمها من الرجال وبعدمهم الرجال الأجانب ييممونها فى وجهها وكفيها فقط وتدفن،

وأما الكفن فالساتر للعورة منه فرض والباقي سنة

وأقله ثوب واحد يستر الجنازة كلها وتجزئ ثلاثة وخمسة وأكثرها سبعة ثياب والأحسن خمسة وهى عمامة ومئزر وقميص وثوبان

والبياض مستحب فيه

ويستحب الحنوط بكل طيب طاهر ومحله مواضع السجود ومغابن البدن كلها والمنافذ كلها وبين الأكفان والقطن أيضا يجعل فيه ويعمل فى المنافذ

وأما الدفن فهو فرض كفاية كما تقدم وعمقه يكون بقدر ما يحبس الرائحة

واللحد فيه أفضل

وتوضع الجنازة على جنبها الأيمن ووجهها الى القبلة ويقال عند وضعها بسم الله على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم تقبله بأحسن قبول

ويستحب حل الرباط الذى بالكفن،

واما المحتضر للموت عند شخوص بصره يستحب أن يجعل وجهه للقبلة اما مضطجعا على جنبه الأيمن أو على ظهره ووجهه ورجلاه الى القبلة.

ويستحب أن لا تقربه حائض ولا جنب

ويستحب أن يقال عند رأسه لا اله الا الله محمد رسول الله

ولا يقال له قل

ويدعى له بالمغفرة والرحمة وفى رواية تقرأ عند رأسه سورة يسين،

وأما الدعاء للأطفال فى الصلاة عليهم فهو:

اللهم انه عبدك وابن عبدك وابن امتك انت خلقته ورزقته وأنت امته وأنت تحييه اللهم اجعله لوالديه سلفا وذخرا وفرطا وثقل به موازينهما وعظم به أجورهما ولا تحرمنا واياهم أجره ولا تفتنا واياهم بعده الله الحقه بسلف صالح المؤمنين فى كفالة أبينا ابراهيم وابدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وعافه من فتنة القبر ومن عذاب جهنم

وان كانت انثى تقول اللهم انها امتك الى آخر الدعاء والله أعلم.

فصل صلاة الجمعة:

صلاة الجمعة فرض عين على كل حر مكلف

ولها شروط وجوب وشروط صحة وفرائض ومستحبات وممنوعات ومكروهات ومفسدات وأعذار تبيح التخلف عنها

فأما شروط وجوبها فعشرة :

العلم بدخول الوقت، والاسلام والبلوغ والعقل والذكورية والحرية والاقامة فى حق المسافر والاستيطان والقرب لمكان الصلاة والصحة

واما شروط صحتها فأربعة :

الجامع فلا تصح بغير جامع ويشترط فيه البنيان المعتاد للمساجد فى البلد

والجماعة وعددهم اثنا عشر بشرط الاستيطان غير الامام عند مالك باقين لتمامها فاذا انتقض وضوء واحد منهم أثناء الصلاة أو خرج بطلت الصلاة كلها

والامام وشروطه أن يكون الخطيب الا لعذر فيستخلف وأن ينوي الامامة وتشترط فيه الاقامة وشروط الامام كلها والمستخلف أيضا ينوي الامامة

والخطبة وشروطها خطبتان بقيام يجلس الامام فى أولهما ووسطهما وان يكونا قبل الصلاة وأن يكونا بحضور الجماعة الذين عقدت يهم الجمعة

ومن فرائضها المختصة بها السعى لها وترك اللغو فيها والطهارة لها والانصات للخطبة وصلاتها ركعتين والأذان لها وقيل سنة

ومن سننها الغسل عند الذهاب اليها والطيب والسواك والتجمل باللباس والجهر بقراءتها وقراءة سورة الجمعة فى الركعة الاولى والثانية وقص الشارب ونتف الابط والاستحداد وتقليم الأظافر والتوكؤ للامام على عصا أو سيف أو رمح وترك الركوب فى السعى اليها وكثر الذكر والدعاء

وممنوعاتها البيع والشراء عند الأذان الثاني الذى عند المنبر والتنفل عند دخول الامام والتنفل بعدها فى المسجد فى حق الامام والمأموم والكلام عند الخطبة والاشتغال بقول أو فعل يمنعك أو يمنع غيرك من الانصات وتخطي الرقاب من حين جلوس الامام على المنبر والسفر يومها قرب الصلاة الا لمحل تقام فيه جمعة فيباح

ويكره للجالس التنفل عند الاذان الأول

ويكره حضور الشابة للجمعة ويحرم ان كانت يخشى منها الفتنة

ويكره السفر بعد الفجر يوم الجمعة

ومفسداتها هى نقص فرض من فرائضها وان تصلى أربعا وانفضاض الناس عن امامهم فيها وتركه يخطب وحده أو يصلي وحده أو بجماعة لا تقام بهم الجمعة وخروج وقتها وهو من الزوال الى الغروب وقيل الى دخول وقت العصر وقيل الى الاصفرار وان يصلي غير الخطيب بغير عذر وأن يكون بين الخطبة والصلاة مدة طويلة

وأما الأعذار التى تبيح التخلف عنها هي :

المطر الشديد والوحل الكثير والجذام الذى تضر رائحته وشبهه من الأمراض والمرض الذى لا يستطيع صاحبه الحضور والكبر ومن عنده مريض لا يجد له ملازما غيره أو مريض محتضر ومن يخاف على نفسه من ضرب ظالم أو حبسه أو أخذ ماله والمعسر الذى يخشى من صاحب دينه والأعمى الذى لا يجد قائدا له ولا يهتدي الى الجامع وحده وعدم وجود الشئ الذى يستر العورة وقاتل النفس الذى يرجو بالتخلف العفو وأكل الرائحة الكريهة ،

الحديث : قال عليه الصلاة والسلام من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه ومس من طيب ان كان عنده ولم يتخط اعناق الناس ثم صلى ما كتب الله عليه ثم انصت اذا خرج امامه حتى يفرغ من الصلاة كانت له كفارة لما بينها وبين الجمعة التى تليها والله أعلم.

فصل أوقات الصلاة:

أول الصلوات صلاة الظهر لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم فأول وقتها المختار يبتدئ من زوال الشمس من كبد السماء بعد ظل الزوال وآخره الى أن يصير ظل كل شئ مثله وضروريها من نهاية المختار الى غروب الشمس

ومختار العصر يبتدئ من نهاية مختار الظهر الى أن يصير ظل كل شئ مثله وضروريه من هنا الى غروب الشمس

ومختار المغرب من غروب الشمس بقدر ما يسع الطهارة والأذان لها والصلاة فقط وضرورية الى طلوع الفجر

ومختار العشاء يبتدئ من مغيب الشفق الأحمر الى نهاية ثلث الليل الأول وضروريه الى طلوع الفجر

ومختار الصبح يبتدئ من طلوع الفجر الصادق المتعارض الى أن يعرف الانسان وجه المار بقربه أى الى الاسفار البين وضروريه الى طلوع الشمس

ويلزم كل مكلف توقيع الصلاة فى الوقت المختار ولا يصح له تأخيرها للضروري الا بعذر كالحائض تطهر والمغمى عليه يفيق والصبي يبلغ والكافر يسلم وهكذا

واذا أخر الانسان الصلاة للوقت الضروري وصلاها فيه بدون عذر فهي حاضر ولكن يحاسب على التأخير

وهاك رجزة تعرف بها الفاسد من الظل فى وقت الظهر فى السودان بالشهور الافرنجية (1 - 12) وهى هذه:

أربعة لهن دجبا ونصف القدم وأربعة لا لهن ظل ينتمى
وأربعة لهن بجده فى باقي الشهور وضبط ذا بذا الى مدى الدهر يدور

معناها شهر واحد الظل الفاسد فيه لوقت الظهر أربعة أقدام ونصف وشهر اثنين ثلاثة أقدام ونصف وشهر ثلاثة قدمين ونصف وشهر أربعة قدم ونصف وخمسة وستة وسبعة وثمانية ليس فيهن فاسد وتسعة الفاسد فيه قدمين وعشرة الفاسد فيه ثلاثة أقدام واحد عشر أربعة أقدام واثنا عشر خمسة أقدام وتضيف على ذلك سبعة أقدام فى كل زمن يدخل العصر والله أعلم.

فصل الأذان والاقامة :

الأذان سنة واجبة فى حق المساجد والجماعة الراتبة التى تطلب غيرها

واما الرجل فى خاصة نفسه فان اذن فحسن

وتعتريه خمسة أحكام وهي :
الوجوب كفاية فى المصر
والسنة كفاية فى كل مسجد وجماعة تطلب غيرها
ومستحب لمن كان فى فلاة من الأرض سواء كان واحد أو جماعة لا تطلب غيرها
ويكره للفائتة وفي الوقت الضروري ولفرض الكفاية
ولكل وقت أذان واحد الا الصبح فيؤذن له مرتين مرة فى سدس الليل الأخير ومرة مع طلوع الفجر الصادق

وصفته :

الله أكبر الله اكبر ثم تقول بصوت غير عال أشهد أن لا اله الا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ثم بصوت عال اشهد أن لا اله الا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين حى على الصلاة مرتين حى على الفلاح مرتين الله أكبر مرتين لا اله الا الله مرة واحدة وتزيد فى أذان الصبح الأخير الصلاة خير من النوم مرتين بعد حى على الفلاح

وله شروط صحة وشروط كمال

فاما شروط صحته في أن يكون المؤذن مسلما ذكرا عاقلا بالغا والصبي المميز يؤذن باعتماده على غيره من مؤذن قبله أو آمر له

وشروط الكمال هى أن يكون المؤذن عارفا بالأوقات صيتا طاهرا مستقبل القبلة قائما وأن لا يكون صلى الصلاة التى أذن لها

ويستحب تكملة الصوت فى الأذان لأمر النبي صلى الله عليه وسلم به لعبد الله بن زيد فقال له:
اذا كنت فى غنمك أو باديتك فاذنت بالصلاة فأرفع صوتك بالنداء فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن انس ولا جن الا شهد له يوم القيامة انتهى عن أبى سعيد الخدرى فى الموطأ والله أعلم.

** الاقامة:

الاقامة سنة عين فى حق كل رجل بالغ يصلي فذا أو يؤم نساء

وسنة كفاية فى حق الجماعة رجالا كانوا أو معهم نساء

ومستحبة فى حق المرأة وحدها

ويلزم اتصالها بالصلاة واذا حصل انفصال بينهما لانتظار مصل أو نحوه استؤنفت ثانيا والله أعلم.

فصل الامامة:

من شروط صحة الامام أن يكون ذكرا مسلما عاقلا بالغا عالما بأحكام الصلاة غير فاسق بجارحة قادر على أداء الأركان كلها غير لاحن وأن لا يكون صلى الوقت الذى يريد أن يؤم فيه غيره

ويشترط فى الجمعة أن يكون مقيما وحرا وعارفا بيومها،

وتكره امامة الاقطع والأشل والاعرابي فى القرى وصاحب السلس ومن به قروح للصحيح ومن يكرهه أولو الفضل من الناس وأن تكون الكراهية فى الدين أو أكثرهم والخصي والأغلف والمأبون ومجهول الحال والعبد فى الفريضة

وتكره امامة المتيمم للمتوضئ وماسح الجبيرة لغير ماسحها الا اذا تعينت عليه والتمتام والأعجمي والمبتدع وابن الزنا

ويكره لامام المسجد ان يصلي بلا رداء

وتجوز امامة الأعمى والمخالف فى المذهب والعنين والمجذم خفيفا والالكن،

وتلزم الامام نية الامامة فى الجمعة والجمع والاستخلاف وصلاة الخوف وفضل الجماعة،

ولا يجوز للامام العلو على المأموم الا بالشئ اليسير كالشبر ونحوه

ويستحب تقديم السلطان على رعيته ثم رب المنزل ثم المستأجر ثم الزائد فى الفقه ثم الزائد فى الحديث ثم الزائد فى القراءة ثم الزائد فى العبادة ثم المسن فى الاسلام ثم ذو النسب ثم جميل الخلق ثم حسن الخلق ثم حسن اللباس

ويلزم المأموم نية الاقتداء بامامه وتعيينه ان كان بقربه والتفويض لامام الجماعة ان كان بعيدا أو لا يعرفه

وأن يتفقوا فى الوقت الذى هم فيه

وأن لا يكون فرض خلف نفل

وأن لا يسبق المأموم الامام فى الاحرام والسلام فان سبقه بواحد منهما بطلت صلاته

ومن أدرك مع الامام ركعة كاملة فلا يعيد هذه الصلاة مع جماعة اخرى

ومن صلى فذا ووجد جماعة يعيد معهم كل الأوقات الا المغرب والعشاء بعد الوتر

ويستحب للرجل الواحد مع الامام ان يقف عن يمينه والرجلين فأكثر خلفه والنساء خلفهم

والصبى المميز الذى يعرف قدر الصلاة حكمه حكم الرجل الكبير فى الوقوف مع الامام وحده أو معهم رجل واحد واذا كثر الرجال فالصبى يقف خلفهم وهذا كله مستحب فقط وأما فى الأجزاء فكيفما وقفوا أجزأهم

والامام الراتب اذا صلى فى المسجد وحده يقوم مقام الجماعة فلا يعيد فى جماعة أخرى

ويكره جمع الصلاة مرتين بامام فى مسجد واحد

ومن صلى صلاة وحده فلا يصح له أن يؤم فيها ثانيا كما تقدم فى شروط الامامة

ولا يفعل أحد من المأموين شيئا من افعال الصلاة كالركوع والرفع والسجود والقيام قبل الامام ولا يساويه بل يفعل كل شئ بعهده لمنع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك

ويستحب للمأموم القراءة مع الامام فى السر قريبا كان أو بعيدا وانصاته فى الجهر قريبا كان او بعيدا واذا سلم الامام يندب له ان يصرف وجهه عن القبلة الى جهة اليمين أى يجعل يمينه الى جهة الصف وشماله الى القبلة

وكل سهو يحصل للمأموم فى الصلاة فالامام يحمله عنه الا الفرائض فلا يحمل فيها الا الفاتحة فقط

وصلاة الجماعة فرض كفاية فى القرى والمصر وسنة فى كل مسجد ومستحبة للرجل فى خاصة نفسه

واذا تركها أهل القرى قوتلوا عليها وأهل الحارة اجبروا عليها وأكرهوا والله أعلم.

نقلا عن كتاب مرشد المبتدئين لمؤلفه الخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

مرشد المبتدئين : باب الصلاة

مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة

رد: مرشد المبتدئين : باب الصلاة