مرشد المبتدئين : الطهارة

فصل الطهارة:
فالطهارة على قسمين طهارة الحدث وطهارة الخبث –

فطهارة الحدث تنقسم الى قسمين صغرى كالوضوء وكبرى كالجنابة وسيأتى شرحها عند موجبات الغسل-

وطهارة الخبث هى ازالة النجاسة من البدن والثوب والمكان وهى كل شئ نجس كالبول والغائط والدم والميتة والمنى وشبهها

فاذا قطر من المذكورات شئ على الجسم أو الثوب أو كان فى المكان الذى يصلى فيه فان كان النجس دما وكان أقل من الدائرة الزرقاء التى داخل ذراع البقل فمعفو عنه لا يمنع الصلاة وان كان قدر الدائرة المذكورة أو أكثر فلا بد من ازالتها من الثوب والبدن والمكان لصحة الصلاة

وأما البول والغائط والمنى وشبهها فالقليل منهن نجاسة

وحكم ازالة النجاسة على قولين قولا بالوجوب وقولا بالسنية فالذى قال بالوجوب قال واجبة مع الذكر والقدرة ساقطة مع العجز والنسيان

فالمعنى ان الانسان اذا صلى بالنجاسة عالما بها قادرا على ازالتها يعيد الصلاة أبدا

واذا صلى بها ناسيا أو عاجزا عن ازالتها يعيد ندبا فى الوقت واذا خرج الوقت فلا اعادة عليه –

والذى حكم بالسنة قال من صلى بها عامدا صلاته صحيحة ويأثم بترك السنة وان كان ناسيا فلا شئ عليه ويعيد فى الوقت – وهذا هو الراجح –

ويدخل فى النجاسة الجمار وحكمه بعد استخراجه نجاسة على البدن تزال بالماء أو الحجارة فى حالة عدم انتشار البول أو الغائط على الجسم، وأسماؤها ثلاثة استبراء – واستجمار- واستنجاء-

فالاستبراء هو نقاء المخارج الاثنان من البول والغائط ، فالانسان ينتظر قاعدا حتى يكمل ما فيهن بالمرة. فهذا الاستبراء والاستجمار هو نظافة المخارج بالحجارة من باطنها على شرط ألا تنتشر النجاسة عن المخرج على البدن فالانسان إذا حكم نظافة المخارج بالحجارة أغناه عن الماء ولو كان موجودا معه ولكن اذا انتشرت النجاسة على البدن فلا بد من الماء –

والاستنجاء هو غسل المخارج بالماء الطهور غسلا جيدا يزيل النجاسة واوعب وأحكم مما قبله، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يستعمل الحجارة والماء سويا.

** السهو فى الجمار:

حكمه بعد استخراجه ليس له تعلق بالوضوء انما هو من باب ازالة النجاسة عن البدن فقط فلو بال الانسان أو تغوط وسها عن غسل المخرجين بالماء أو الحجارة أو سها عن واحد منهما وتذكر بعد الوضوء فالوضوء صحيح ويلزمه غسل المخرجين أو المخرج الذى سها عنه لازالة النجاسة عن البدن للصلاة، فيغسل الدبر بيده مباشرة على شرط أن لا تخرج منه ريح ولا غائط فاذا خرج شئ بطل الوضوء ويجعل بيده خرقة يغسل بها ذكره بالماء على شرط ألا تخرج منه نقطة بول ولا يمس ذكره بيده مباشرة فلو حصل مس أو خروج بول بطل الوضوء وان لم يتذكره حتى صلى فيفعل بالوضوء مثل ما تقدم ويعيد الصلاة فى الوقت- والله اعلم-

** فصل المياه:

الماء على ثلاثة أنواع – ماء طهور – وماء طاهر وماء متنجس،

فالماء الطهور هو الماء الذى لم يخالطه شئ طاهر ولا نجس سواء نزل من السماء أو نبع من الأرض ولم يتغير لونه ولا طعمه ولا رائحته بشئ لا بشئ من أجزاء الأرض أو بشئ لا يمكن الاحتراز منه كورق الأشجار الذى تلقيه الرياح فى الماء، أو بما هو دباغ للجلد كالقرض والقطران وشبههما فهذا هو الماء الذى يستعمل فى العبادات من وضوء وازالة نجاسة من الثوب والبدن، ولعدم هذا الماء ينتقل الى التيمم ويعتبر التغير بطول المكث بدون مخالط.

والماء الطاهر هو الماء المطلق الذى خالطه شئ طاهر مما يمكن الاحتراز من كاللبن والعجين وشبههما وغير لونه أو طعمة أو رائحته فصار بذلك طاهرا فى نفسه ولكنه لا يطهر غيره فهذا يستعمل فى العادات كالأكل والشرب لا غير

والماء المتنجس – هو الماء المطلق الذى خالطه شئ نجس كالبول والدم والعذرة والميتة وشبههما وغير لونه أو طعمه أو رائحته فهذا لا يستعمل فى العبادات ولا العادات أبدا. والله أعلم

نقلا عن كتاب مرشد المبتدئين لمؤلفه الخليفة أحمد الشيخ النظيف

بسم الله الرحمن الرحيم
مرشد المبتدئين : فصل الوضوء

فصل الوضوء:

الوضوء هو طهارة مائية لأعضاء مخصوصة لاباحة الصلاة برفع الحدث وهو فرض بقوله تعالى –

يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم الى الكعبين.

وله شروط وجوب وفرائض وسنن وفضائل ومكروهات ومبطلات

فشروط وجوبه – احدى عشرة

– الاسلام – والعقل- والبلوغ- ودخول الوقت- وذكر الغائبة وبلوغ الدعوة- وامكان الفعل- ووجود ما يكفى من الماء الطهور وارتفاع الدمين- وعدم النوم- والسهو- وثبوت حكم الحدث.

وفرائض الوضوء : سبعة،

النية عند غسل الوجه- وغسل الوجه- وغسل اليدين الى المرفقين ومسح جميع الرأس وغسل الرجلين الى الكعبين والفور والدلك

ويجب تخليل أصابع اليدين اتفاقا على ظهورهما.

وسنن الوضوء : ثمانية

– غسل اليدين أولا الى الكوعين والمضمضة والاستنشاق والاستنثار- ورد مسح الرأس- ومسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما وتجديد الماء لهما وترتيب الفرائض-

وفضائل الوضوء كثيرة ولنذكر منها ما يسهل-

أولها التسمية والموضع الطاهر وقلة الماء بلا حد ووضع الاناء المفتوح على اليمين والغسلة الثانية والثالثة اذا حكمت الأولى والبدء بالميامن قبل المياسر والبدء بمقدمة الرأس والسواك وتخليل أصابع القدمين- والسكوت الا عن ذكر الله وترتيب السنن مع الفرائض

وأما نواقض الوضوء فعدها بعضهم عشرين وهى :

البول والودي والمذي، والمني فى بعض احواله والغائط والريح:

-وشرط الخوارج هذه أن تكون خارجا معتادا من مخرج معتاد-

والردة ومس الذكر المتصل ببياض اليد كله مباشرة والاغماء والسكر والجنون والشك فى الحدث والشك فى السبب الذى يتأتى من الحدث كالنوم وأمثاله والنوم فى صورتين طويل وثقيل وقصير ثقيل ولمس أى امرأة يحل لك زواجها بأى شئ منها أو منك كطرف ثوب أو شعرة أو ظفر أو عود أو شبه ذلك فى ثلاثة صور وهي :

أن قصد اللذة ووجدها- وان قصدها ولم يجدها- وان وجدها بدون قصد

والهادي من المرأة الحامل وقيل ان أدخلت المرأة أصبعها فى فرجها فعليها الوضوء

ومكروهات الوضوء ستة:

الزيادة على حد المغسول والمسموح شرعا وكثرة الماء والاقتصار على الغسلة الواحدة الا لعالم والزيادة على الثلاثة فى المغسول والوضوء بأواني الفضة والذهب والوضوء بماء ولغ فيه كلب

– وأما سهوه- فحكمة اذا سها الانسان عن فرض من فرائض الوضوء وتذكره بالقرب فيؤديه ويعيد مايليه استحبابا الى آخر الوضوء

واذا تذكره بعد طول فانه يؤدي العضو المنسي فقط ويصلي

واذا تذكره بعد أن صلى قريبا أو بعيدا بطلت الصلاة فيعمل العضو المنسي فقط ويعيد الصلاة
وان كان الترك عمدا فانه يعمل العضو المتروك ويعيد ما يليه استحبابا فى القرب وان طال بطل الوضوء
وان صلى به قبل عمل العضو المتروك أعاد الصلاة أبدا

وأما من سها عن النية فوضوءه باطل وان سها عن سنة فانه يؤديها متى تذكرها وان صلى قبل أن يتذكرها فصلاته صحيحة ويؤديها وحدها لمستقبل الصلوت ان كان حافظا وضوءه لصلاة أخرى –

والساهي عن الفضيلة فى كل العبادات لا شئ عليه – وفاعل المكروه فى كل العبادات لا تبطل عبادته ولكن الكراهة تنافي الثواب والعبادة صحيحة والله أعلم.

نقلا عن كتاب مرشد المبتدئين لمؤلفه الخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب مرشد المبتدئين : فصل التيمم

فصل التيمم:

التيمم هو طهارة ترابية لأعضاء مخصوصة خص الله بها الأمة المحمدية دون سائر الأمم تستعمل عند فقد الماء أو ضرره للانسان وعند ضيق الوقت بالغفلة والنوم

ففاقد الماء له ثلاث حالات :

الأولى أن يكون يائسا من وجود الماء فيتيمم أول الوقت المختار ويصلي
والثانية أن يتردد فى وجود الماء وعدمه فينتظر وسط الوقت المختار اذا لم يجد ماء حتى يتيمم ويصلي
والثالثة أن يكون راجيا وجود الماء فينتظر اخر الوقت المختار فاذا لم يجده تيمم وصلى

والذي يضره الماء اذا مسه أى يحدث له مرضا لا يزول الا بعلاج أو عنده مرض يزيده الماء أو دواء يفسده فهذا يجوز له التيمم

والحالة الثالثة اذا انتبه من نوم أو غفلة ووجد الوقت لا يسع الوضوء أو الغسل ان كان به جنابة فيجوز له التيمم ليلحق الوقت ويغتسل للصلاة الآتية ان كان جنبا ولا يعيد التى تيمم لها.

وللتيمم فرائض وسنن وفضائل ومكروهات ونواقض

اما فرائضه فستة :

أولها النية أى ينوي استباحة الصلاة من الحدث الأصغر أو الأكبر ان كان ولا ينوي رفع الحدث الأكبر.
وثانيها تعميم وجهه بالمسح كله
وثالثها مسح يديه الى كوعيه
ورابعها الضربة الاولى
والخامس الصعيد الطاهر،
والسادس الفور،

وشرط التيمم أن يكون متصلا بالصلاة فاذا حصل فصل بينهما طويلا يعاد ، فالأحسن أن يكون عند اقامة الصلاة ولا يصلى به فرضين بل يتيمم لكل فرض وحده ولو كانا فى وقت واحد،
ويصلى به ما شاء من النفل بعد الفرض مباشرة.

وسننه ثلاثة:

الضربة الثانية،
والمسح من الكوعين الى المرفقين،
وترتيب المسح.

وفضائل التيمم ثلاثة:

التسمية
والبدء باليمين
والتيمم على التراب الغير منقول.

ومكروهات التيمم اربعة:

التنكيس
والتيمم على غير التراب مع وجوده
والزيادة على الواحدة فى المسح
وان يتيمم كاشف العورة.

ونواقض التيمم مثل نواقض الوضوء ويزيد وجود الماء قبل الصلاة

وحكم سهوه اذا سها الانسان عن فرض منه وطال يعيده كله لأنه مطلوب موالاته واتصاله بالصلاة فورا

واذا صلى به يعيد الصلاة والتيمم

واذا تذكره قريبا يعيد المنسي وما يليه كالوضوء ويصلى واذا سها عن سنة وتذكرها قبل الصلاة يؤديها ويصلى واذا تذكرها بعد الصلاة يعيد الصلاة فى الوقت بتيمم ثان واذا خرج الوقت فلا شئ عليه.

وله صفة كمال وصفة إجزاء –

أما صفة كماله فهى:

أن يستقبل القبلة ويسمي الله
ثم ينوي استباحة الصلاة من الحدث الأصغر أو الأكبر ان كان
ثم يضع كفيه على الصعيد الطاهر ويمكن رؤوس اصابعه من التراب
ثم يرفعهما غير قابض بهما شيئا فان تعلق بهما شئ نفضها نفضا خفيفا بأن يضربهما مع بعض خفيفا
ثم يمسح بهما وجهه من أعلاه ويذهب بهما الى آخر الوجه ويتعهد الوترة وظاهر الشفتين ونحوهما
ثم يضعهما ثانيا على الشئ الذى يتيمم عليه
ثم يرفعهما ثانيا بنفس الطريقة الأولى :

فيمسح يمناه بيسراه جاعلا أصابعه وكفه اليسرى على ظاهر أصابعه اليمنى بادئا من رؤسهما ويحنى أصابع اليسرى كأنه قابض بهما اليمنى ويمر بهما الى المرفق ينتهي عند حد الوضوء ثم يرجع بهما بباطن ذراعه قابضا بهما ويمر بهما الى الكوع فيمسح ظاهر ابهام اليمنى ثم يمسح كف اليمنى بكف اليسرى ثم يخلل أصابع اليمنى بباطن أصابع اليسرى ثم يفعل باليسرى مثل ذلك تماما

وهذا هو الأكمل والا فكيف مسح الوجه واليدين أجزأه. والله اعلم ..

أما الصعيد الذى يجوز التيمم عليه فهو وجه الأرض أو جزء منها تكون كما خلقها الله تعالى ولا تدخلها صنعة شئ ولا تتغير بشئ ولا تخالطها نجاسة. والله أعلم

نقلا عن كتاب مرشد المبتدئين لمؤلفه الخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب مرشد المبتدئين : فصل الغسل

فصل الغسل:

موجبات الغسل خمسة وهي :

انقطاع دم الحيض والنفاس والولادة بلا دم والموت ودخول الاسلام، والجنابة وهى تحصل باحدى شيئين اما بمغيب الحشفة من ذكر البالغ أو بقدرها من مقطوعها فى فرج حي أو ميت أو بخروج المني بلذة معتادة فى اليقظة أو النوم

– وفرائض الغسل خمسة :

- النية – وتعميم الجسد بالماء كله، ودلك جميع الجسد والفور وتخليل الشعر-

وسنن الغسل أربعة – غسل اليدين أولا الى الكوعين والمضمضة والاستنشاق ومسح صماخ الأذنين-

وفضائل الغسل ستة-

البدء بازالة الأذى عن جسده ثم اكمال أعضاء وضوءه وغسل الأعالي قبل الأسافل وتثليث الرأس بالغسل والبدء بالميامن قبل المياسر وقلة الماء مع احكام الغسل –

ومكروهات الغسل ثلاثة عشر

– الغسل بموضع النجاسة – وبلا استنثار- والغسل بالماء المشمس والغسل بماء ولغ فيه كلب وباقي ماء شرب منه كافر وباقى ماء شرب منه شارب الخمر وما أدخل يده فيه وباقي شرب الخنزير وتنكيس الغسل وتكرار المغسول وكثرة الماء المتفاحش والماء الراكد اذا سبق فيه اغتسال والكلام فى اثنائه

واما سهوه فحكمه اذا سها الانسان عن النية فغسله باطل يعيده واذا سها عن لمعة فى جسده لم يكن عمها بالماء أو لم يدلكها فانه يغسلها متى تذكرها قريبا أو بعيدا وحدها فقط بنية الغسل ولا يعيد ما يليها ويعيد الصلاة التى أدها بها

واذا شك فى مكان اللمعة فيعيد الغسل كله وان كانت عضوا من أعضاء فرائض الوضوء وحصل توضأ بعد الغسل وغسلها في الوضوء أجزأه ذلك لأنه فرض ناب عن فرض

وان كانت اللمعة فى محل سنن الوضوء لا يجزي غسلها فى الوضوء الا غسلها بنية الفرض يقصد بها تكملة الغسل

وله صفة كمال وصفة إجزاء :

فصفة الكمال:

أن يضع الاناء عن يمينه ان كان مفتوحا
ثم يسمي الله عز وجل ويكون فى موضع طاهر
ثم يغسل يديه الى كوعيه ثلاث قبل ادخالهما فى الاناء
ثم يزيل ما على فرجه وجسمه من الاذى ان كان
ثم ينوي رفع الحدث الأكبر واستباحة الصلاة او فرض الغسل
ثم يغسل ذكره وما قاربه
ثم يقدم أعضاء وضوءه ولا يعيد غسل اليدين الى الكوعين على المعتمد
ثم عند الرأس يبل يديه بالماء أولا ويخلل أصول شعره يبدأ من مؤخره عكس الوضوء
ثم يفيض على رأسه ثلاثة غرفات بكفيه فيحكم غسل رأسه جيدا
ثم يغسل ظاهر أذنيه وباطنهما
ثم ما تحت ذقنه وجميع رقبته وعضديه
ثم ما تحت ابطيه
ثم يفيض الماء على جنبه الايمن فيغسله ظاهرا وباطنا على المعتمد
ثم يغسل الجنب الأيسر كذلك
ثم ركبة الايمن الى القدم
ثم ركبة الأيسر كذلك

وله أن يصلي بهذا الغسل بدون وضوء اذا لم يحصل منه ناقض

واذا ترك تقديم أعضاء الوضوء والترتيب وغسل فرجه أولا وعمم جسده بالماء ودلكه ولم يحصل منه ناقض فله أن يصلى به أيضا.

وأما صفة الاجزاء : ان ينوي ويعمم سائر جسده بالماء كله ويدلكه كله فيجزؤه ذلك ان اقتصر عليه وما قل من ذلك فلا يجزؤه اتفاقا والله أعلم.

نقلا عن كتاب مرشد المبتدئين لمؤلفه الخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

مرشد المبتدئين : الطهارة

مرشد المبتدئين : الطهارة

رد: مرشد المبتدئين : الطهارة

رد: مرشد المبتدئين : الطهارة

رد: مرشد المبتدئين : الطهارة