كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

أم ضبان في 15/12/1962م
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فيقول العبد الحقير المعترف بالذل والجهل والتقصير، المضطر إلى رحمة لاربه الغني القدير، أحمد بن الخليفة الشيخ بن الأستاذ الأعظم الخليفة أحمد بن الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بدر، نفعنا الله بهم والمسلمين أجمعين آمين. لقد ألفت هذا الكتاب من خمسة كتب وهي : شرح أبي الحسن على الرسالة، وشرح الزرقاني على العزية، وشرح مبيارة الكبري على ابن عاشر، وشرح الفتى على العشماوية، وشرح التتاي على ابن رشد. وسميته بمرشد المبتدئين إلى الضروري من علوم الدين، وجعلته مختصرا واضحا لكل من يرغب البداية في التعليم، أسأل الله أن ينتفع به كل من تناوله، مع انني لست أهلا لذلك ولكني مجتهد أسأل الله أن يهديني إلى الصواب، ويتقبل مني والمسلمين، وأن يغفر الخطأ والنسيان بحق من جاء رحمة للانسان، وان يرحم من وجد خطأ فأصلحه أو نقصا فأتمه.

تحرير : حسب الرسول الطيب الخليفة الشيخ النظيف

بسم الله الرحمن الرحيم
فصل : الواجب والمستحيل والجائز في حق الله تعالى

فالواجب هو الأمر الذي لا يقبل الانتفاء، كوجود الله سبحانه وتعالى، والمستحيل هو الأمر الذي لا يقبل الثبوت؛ كوجود شريك لله تعالى، والجائز هو الأمر الذي يقبل الوجود والعدم؛ كأن يخلق الله هذا جميلا وهذا قبيحا، ويغني هذا ويفقر هذا، ويعطي هذا ويمنع هذا ... وهكذا، فكل ذلك جائز في حق الله جلَّ جلاله – وبعد فأول واجب على المكلف أن يعرف الله والرسل، كما قال ابن عاشر :-

أول واجب على من كلفا ** ممكنا من نظر ان يعرفا
الله والرسل بالصفات ** مما عليه نصب الآيات
وكل تكليف بشرط العقل ** مع البلوغ بدم أو حمل
أو بمنيٍّ أو بإنبات الشعر ** أو بثمان عشرة حولا ظهر

فأقول مختصرا وبالله منتصراً يجب لمولانا جل جلاله عشرون صفة وهي :

الوجود، والقدم. والبقاء، ومخالفته تعالى للحوادث، وقيامه تعالى بنفسه، والإرادة، والعلم، والحياة،، والسمع. والبصر، والكلام،

وكونه تعالى قادراً ومريداً، وعالماً، وحياَ، وسميعاً، وبصيراً ومتكلماً.

فهذه العشرون الواجبة في حق الله تعالى

ولنذكر بعدها العشرون المستحيلة في حقه وهي :

العدم، والفناء، والمماثلة للحوادث، والاحتياج للمحل والمخصص، والتعدد في الذات والصفات والأفعال، والعجز، والإكراه، والجهل، والموت، والعدم، والعمى، وإلبكم،

وكونه تعالى عاجزاً، ومكرها، وجاهلاً، وميتاً، وأصماً وأعمى وأبكم فهذه العشرون المستحيلة في حقه تعالى

والجملة كلها واحد وأربعون عقيدة

عشرون واجبة
وعشرون مستحيلة
وواحدة جائزة

فيجب على المكلف تحصيلها

وإليك شرح العشرة الواجبة كما يلي:-

**(الوجود) : ومعناه أن الله سبحانه وتعالى موجود، والدليل على وجوده حركات هذه الكائنات التي نشاهدها، فلو كان محركها معدوماً لما كانت تتحرك وتدور فحركاتها تدل على وجود محركها كما قال تعالى:-

(ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو ومعهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) المجادلة7

** (القدم) : ومعناه أن الله سبحانه وتعالى قديم لا أول له وليس حادثاً والدليل على قدمه إيجاده للمخلوقات من العدم ولابد أن يكون خالقها لا أول له ولا آخر، كما قال تعالى:

(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) الحديد3

** (البقاء) : ومعناه أن الله سبحانه وتعالى باقي لا يفنى أبداً والدليل على ذلك قوله تعالى :
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) الرحمن26.

** (مخالفته تعالى للحوادث) : ومعناها انه سبحانه وتعالى مخالفاً للحوادث كلها لأنه هو الذي أوجدها من العدم كما تقدم وليس ممكناً أن يكون صانعها مثلها كمال قال تعالى:
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى11.

** (قيامه تعالى بنفسه) : ومعناها أن الله سبحانه وتعالى قائم بنفسه لا يحتاج إلى شيء أبداً لأنه خالق الأشياء كلها وليس ممكناً أن يخلقها ويحتاج إليها كما قال تعالى:
(يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) فاطر15

**(الوحدانية) : ومعناها انه سبحانه وتعالى واحد لا شريك له الدليل على ذلك ترتيب نظام العالم على هيئة واحدة، فلو كان له شريك لاختلفا، كما قال تعالى:
(لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون) الانبياء22

**(القدرة) : ومعناها أن الله سبحانه وتعالى قادراً ليس عاجزاً والدليل على ذلك خلق هذه المخلوقات على اختلاف ألوانها وأشكالها وهيئتها البديعة بإتقان كافٍ فليس ممكنا أن يكون موجد هذه الأشياء عاجزاً كما قال تعالى:
(ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) الروم22

** (الارادة) : ومعناها ان الله سبحانه وتعالى فاعل كل شيء بارادته لا يفعله مكرها ولا مخاطرا ولا يجب عليه شيء ابدا كما قال تعالى : (ذو العرش المجيد فعال لما يريد) البروج15،16

**(العلم) : ومعناه أن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء والدليل على ذلك جوده صنعه كما ترى وليس ممكناً أن يكون صانع هذا العالم على هذا الشكل البديع جاهلاً فجودة الصنع تدل على علم الصانع كما قال تعالى:
(إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدريب نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) لقمان34

** (الحياة) ومعناها ان الله سبحانه وتعالى حي لا يموت أبداً والدليل على حياته حركات مخلوقاته لو كان محركهاً ميتاً لوقفت هذه الحركات كما قال تعالى:
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم) البقرة 255

** (السمع والبصر والكلام) : ومعانيها هي ان الله سبحانه وتعالى متصف بصفات السمع والبصر والكلام
وذلك بذاته لا بجارحه فلا له إذن ولا عين ولا فم وكلامه ليس بحرف ولا صوت ولاتصافه بها فلا يتصف بضدها واتصافه بضدها نقص والنقص محال عليه كما قال تعالى:
(وكلم الله موسى تكليماً) النساء 164

وقال تعالى:
(وهو السميع البصير) الشورى11

فهذا شرح ثلاثة عشرة صفة وتبقى سبعة من العشرين فيؤخذ شرحها من شرح السبعة التي قبلها ويجب علينا أن نعتقد أنه يجب لله تعالى كل كمال ويستحيل عليه كل نقص ويجوز في حقه فعل كل ممكن أو تركه كما تقدم.

كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

رد: كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

رد: كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف

رد: كتاب مرشد المبتدئين للخليفة أحمد بن الشيخ النظيف