عفوا سيدي الشيخ حسوبة راجل سوبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اعتداء علي قبة الشيخ حسوبة وتدمير المقابر والشواهد بشرق النيل

نقلا عن جريدة الدار : بتاريخ 20-10-1431 هـ
رصد: نجم الدين قناوي
ظل ابناء السودان منذ مئات السنين يعيشون في تسامح ديني ، يوقرون الصغير ويحترمون الكبير ولم تحدث طيلة العقود السابقة أية مشاحنات بين الطوائف الدينية كما يحدث في بعض الدول وذلك بفضل الفضائل التي غرسها في دواخلنا شيوخ اجلاء ندين لهم بالفضل في ذلك..

واذكر ونحن اطفال كنا نذهب الي الاضرحة ونرتاح نفسياً عند العودة الي منازلنا .. وظل الكثيرون علي هذا الحال علي مر السنوات .. الي ان فوجئنا خلال الفترة الاخيرة بالاعتداء علي الاضرحة ..

وكان حادث الاعتداء علي احدى القباب بالمايقوما امراً محيراً وتكرر للمرة الثانية بالعثور علي مرفقات الي ان فوجئ سكان سوبا شرق بالاعتداء علي ضريح الشيخ حسوبة ليلاً حيث قام مجهولون في الساعات الاولي من الصباح بتكسير اجزاء من القبة ونزع الغطاء من داخل القبة حيث يرقد الشيخ حسوبة قبل سبعمائة عام،

كما قاموا بتهشيم الاسوار حول المقابر وتكسير الشواهد في مشهد لا يدل الا علي الهمجية ..

وبعد اكتشاف الحادثة توجه حفيد الشيخ حسوبة عبد الله محمد عبد الله الي شرطة سوبا شرق حيث قام باخطارهم بحادثة الاعتداء وتكسير المقابر .. لتقوم الشرطة بزيارة مكان الحادثة والوقوف علي حجم الدمار الذي اصاب القبة

ليتجمع ابناء سوبا شرق رجالاً ونساء واطفالا حيث نشأوا في هذه المنطقة منذ مئات السنين والشيخ حسوبة هو جدهم واجدادهم اربعة عبدالله ومحمد وابوالقاسم وعلي وهم من الاشراف المغاربة وتفرقوا في انحاء السودان المختلفة يعلّمون الناس شؤون دينهم

وعند دخولنا الي المنطقة كان تجمع الاهالي منذ الصباح الباكر وحتي مغيب الشمس .. وبعد ان قامت شرطة سوبا شرق بالاجراءات ، التقينا باهالي المنطقة من ضمنهم عبدالاله علي عبدالله ومحي الدين مصطفي حيث كانت الحيرة تسيطر علي الجميع وتحدث عبد الاله علي عبدالله ومحي الدين مصطفي عبدالله مؤكدين بأن ما حدث لا يشبه السودانيين المشهود لهم بالتآخي والتراحم والنقاش المستنير من اجل ايصال وجهات النظر والنقاش حول أي خلاف

.. واكد عبد الاله بان الامر بيد الشرطة الان وهم يتركون الامر للتحري ولا تعليق لديهم حول الحادث لان الامر الان بيد الشرطة وعمليات التخريب هذه تحدث لاول مرة من تاريخ المنطقة

والشيخ حسوبة هو ابن السيد عبدالله بن السيد ابراهيم بن السيد صالح بن السيد جعفر بن علي رضا بن موسي لكاظم بن جعفر الصادق بن علي الباقر بن الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ..

ومنطقة سوبا شرق بها حوالي خمسة عشر الف نسمة وهي انشئت قبل خراب سويا وجل اهلها من المغاربة وجدهم الشيخ حسوبة المتوفي في العام 1463

وله العديد من الاحفاد اشتهروا بنشر الاسلام في بقاع الارض.

وكان الاهالي في حالة غضب مما حدث وحتي النساء والاطفال لم يبارحوا المنطقة حتي بعد مغيب الشمس وكانت منظمة حسن الخاتمة قد بدأت في تسوير المقابر بسوبا شرق ولم تكتمل عمليات التسوير وحتي الاعمدة الموجودة بدون انارة والمقابر تحتاج الي عمليات اسعافية عاجلة ووجود خفير لحراسة المقابر ولم تسلم العديد من القبور من عمليات العبث.

بعد ذلك غادرنا المنطقة ونحن نأسف لما حدث املين ان تتمكن الشرطة من ضبط المتهمين وتقديمهم الي العدالة ..

ومازال اهالي سوبا شرق في حيرة من امرهم.. تري لماذا يحدث ذلك؟ انه سؤال يحتاج الي اجابة.

لعن الله الفتنة وكفانا شرها ونسال الله ان ينعم هذا الوطن بالسلام والعيش في امن ومحبة ولا مجال لمن اراد ايقاظ الفتنة فهذا السودان فيه متسع للجميع.. اللهم ارحمنا وارحم موتانا .. والصلاة والسلام علي نبيك الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ومن تبعه الي يوم الدين.

نقلا عن جريدة الدار
على الرابط : http://www.aldar-sd.net/modules.php?name=News&file=article&sid=298

بسم الله الرحمن الرحيم
الضريح... قبلة المريدين .. من هم أعداؤه ولماذا؟؟؟

نقلا عن صحيفة الأحداث :التاريخ: 29-نوفمبر-2010 العدد:1192

سوبا شرق: أماني عقار
حمد النيل: سليمان مصطفى- بدر الدين عبدالرحمن
كثرت في الآونة الاخيرة المناوشات بين المريدين, رجال الطرق الصوفية والحيران وبعض الجماعات الدينية الاخرى ووصل الامر حد الاشتباك ما استدعى تدخل الشرطة في اكثر من مرة لاحتواء الامر وتداركه قبل ان يستفحل اكثر واكثر.. «الأحداث» تفتح ملف هذه القضية وتكشف ما وراء الظاهرة من خلال تجوالها في عدد من الأضرحة:

ضريح الشيخ حمد النيل
كانت البداية بضريح الشيخ حمد النيل بأم درمان الذي يعد قبلة للمريدين والمحبين والحيران كما يقصده الأجانب (الخواجات) لمتابعة ما يجري ومعرفة الكثير عن الإسلام والمسلمين وفي ضريح الشيخ التقينا بالأخت هاجر بابكر عمر، وذكرت أنها (حوارة) الشيخ محمد الشيخ الريح اسحاق حمد النيل. أخذت الطريقة في العام 2002م وأول زيارة لها للشيخ حمد النيل كانت في 1998م عندما كان شقيقها يمر بمشكلة قائلة: دخلت الضريح وأنا أبكي وقد أكرمني الله برؤيته عند ما هممت بالخروج من القبة وذكرت له مشكلتي وبشرني بأنه سوف يقضي غرضي، وقد شاهدته عدة مرات في المنام، وأفادت أن يوم الجمعة يحضر عدد من الأجناس والجنسيات الاجنبية المختلفة (ألمان، إنجليز، استراليون، فرنسيون، أسبان). وقد أسلم العديد منهم ومن الاخوة الجنوبيين، وان زيارة الضريح سبعة ايام مع بعض الأذكار التي يوصي بها الخليفة الشيخ حمد النيل عدد (7) زيارات تحل المشكلة ودائما يحمل الزائر ماء البئر والرمل وكسرة التقابة. وذكرت العديد من الكرامات منها (بئر) نبعت داخل المقابر تسقي المريدين والزوار وهنالك امرأة زارت الضريح ونذرت (أن غرضها انقضى) سوف ترسل تابوتاً فخما من المملكة العربية السعودية وفعلا تحقق ما أرادته وقامت بتكليف أختها بتوصيل التابوت الى السودان ولكن الأخت خالفت الوصية مع العلم ان الاثنين كانتا تقيمان في المملكة وقزفت الاخت بالتابوت خارج منزلها فحدثت لها اشياء غريبة تمثلت في طلاقها من زوجها وإرسالها الى السودان وبعد فترة شعرت بآلام وإعياء تام في جسدها، فذهبت الى الاطباء الذين افادوها بإصابتها بمرض (الإيدز) وأتتها رؤية منامية ان تزور الشيخ حمد النيل ووعدها بالعلاج.. أتت الضريح وبعد عدة زيارات فحصت فلم يظهر المرض وتزوجت مرة اخرى واخذت الطريقة واليوم هي من المريدين المداومين على زيارة الضريح وذهبت الى الممكة العربية السعودية مع زوجها الجديد، وانه يوجد العديد من عابري السبيل يتواجدون داخل فناء الضريح والذي به نفقة طول اليوم ويوجد مسؤول منها يسمى المقدم وهنالك من يعتني بالقبة والأضرحة داخل المقابر.

وأفادت ان الشيخ محمد قد مر بالعديد من المشاكل آخرها تعرضه للقتل من قبل مريض نفسي كان يعمل في القوات النظامية عقب صلاة الصبح أتى منزل الشيخ يحمل سكينا وقابل في المنزل ابن الشيخ والذي يسمى حمد النيل وذكر للابن انه له مشكلة مع والده الشيخ وعندما ذهب الى إخطار والده وجد المتعدي قد ذهب وترك (السكين) وقام الشيخ بفتح بلاغ في قسم الشرطة.

المقدم عيد يروي تفاصيل المناوشات
المقدم – (عيد) ينادونه بها المريدون والشيخ يناديه بها الخليفة الشيخ محمد، والمقدم أحد المقامات التي يتوصل اليها المريد وهي من ارفع الرتب ومن أهم مميزاتها ان يقوم بكل واجبات الضيافة وخدمة الزوار والمريدين والإشراف على عمل التكية وإحضار كل متطلبات المسيد. وقد اشار الى ان جماعة دينية متشددة تحاربهم وتسعى لإبعاد المريدين عنهم ووصل بهم الامر ان اشتبكوا وتدخلت الشرطة عندما أرسلت ست عربات وبلغت القضية المعتمد إلا انها لم تحل.

وعن ما تجده الاضرحة من استهداف هذه الايام يقول الشيخ عبد الباقي مصطفى ان ما تتعرض له الأضرحة والابنية الدينية هو نتاج لعفوية وبساطة التعامل مع مجمل الأحداث التي يمرون بها، عكس بقية الجماعات الدينية الاخرى التي لها ترتيبات وتنظيمات تحد من تعرضهم الى تلك المشاكل. فعلى السادة المشايخ تغيير المنهج العفوي.
أدوار أخرى وتفاعل مع الأحداث

ذكر أحد المريدين ان الموقع به العديد من المشايخ والصالحين وان الشيخ محمد وابناء الطريقة مدركون ومحيطون بكل ما يدور من حولهم وهم في قلب الأحداث، مشيرا الى عملية الاستفتاء القادم وانهم أقاموا ندوة سياسية نوقش فيها العديد من المحاور التي تتعلق بالاستفتاء ومآلاته، وان الصوفية اكثر الفعاليات تأثيرا على مجريات الأحداث وهو دليل على ان إسهاماتها ودورها لا يقتصر على الجوانب الروحية فقط بل يمتد لكل مناحي الحياة.
شراكة مع المنظمات الأجنبية لرعاية الطفولة

الخليفة الشيخ محمد الشيخ الريح الشيخ إسحاق الشيخ حمد النيل، هو رئس الطريقة العركية القادرية بولاية الخرطوم ومؤسس للعديد من الجمعيات والمؤسسات الثقافية، وقد ذكر الشيخ خلال اللقاء الذي جمعنا به وقد صادفنا وفداً رفيعاً من منظمة اليونسيف مستر اونيل ميلز المنسق لبرامج الامم المتحدة بمنظمة اليونسيف ومسيز فلنتينا المسؤولة الإعلامية للمنظمة وذلك بغرض التنسيق بين المنظمة والطرق الصوفية للتعاون لوضع برامج بشأن الطفولة وبحث (دور الطرق الصوفية في تنشئة الطفل) خاصة وان الاتفاقات أشارت الى الجانب الروحي والذي يقوم به الصوفية على الوجه الامثل وكان هنالك جمع كبير من المشايخ. ومن جانبه ذكر الشيخ محمد ان أهل الطرق الصوفية هم الذين حملوا لواء التعليم قبل المدرسي في السودان واهتموا به بل جعلوه من اولويات مهامهم ويظهر ذلك جلياً عند حضور مشايخنا الكبار واسلافنا الذين لم يسكنوا المدن الكبيرة بل ذهبوا الى المناطق النائية في الشرق والغرب والجنوب واقصى الشمال وواجهوا ظروفاً صعبة وقد تصاهروا مع العديد من القبائل من اجل إيصال رسالتهم.
التقينا بالشيخ العاقب أحمد عبد الرحيم ابوعاقلة رئيس منظمة الاعراك، ابن عم الشيخ محمد والذي ذكر ان اجدادهم وجدوا القبائل في السودان تتناحر فاتبعوا طريقة بسيطة مبنية على فلسفة والدهم الشيخ عبد الله العركي القائل: (أقبل أخاك بكل عيوبه ولا تحاسبة لأن المحاسب هو الله) مما جعل القبائل والعشائر تلتف حول المشايخ. ونريد ان ندخل في الخلاوى مفاهيم عدم الغلو في الدين (التشدد) وان نؤسس الى (الخلوة المنتجة) لكي يجد الطالب بعد تخرجه العمل الذي يعينه، حتى لا يكون لقمة سائغة تتلقفها الجماعات المتشددة التي تتربص بالطرق الصوفية والمشايخ.
أشهر الذين دفنوا في المقابر الشيخ حمد النيل الذي غطت شهرته على كل المدفونين والسيدة التاية والدة الشيخ دفع الله الصايم ديمة وهنالك العديد من المشاهير منهم اللواء ابوكدوك وهنالك المخرج أسامة الجوخ، ويوجد مدافن عدد من أشهر قادة جيوش الأتراك منهم الملازم اول أحمد أفندى جوير واليوزباشي فرج الله أفندي وآخرون. وشهداء أحداث المحاولة الانقلابية 1971م منهم العميد سيد حمد أحمد الحسين والملازم أول محمد حسن عباس والملازم حسن البدري إدريس وآخرون.

يوجد بالمقابر مسجد وبها استراحة منافع ومصلى شرق المقابر ومقر للشرطة ومقر لمنظمة حسن الخاتمة ويوجد العديد من المريدين يسكنون بصورة دائمة منهم من يقوم بالإشراف على القباب وتجهيز ميدان الذكر وحلقات تلاوة القرءان، كما توجد ضيافة للزوار واحدة للنساء واخرى للرجال، ويجد عدد من القباب التي بها مشائخ أخذوا الطريق على يد الشيخ حمد النيل. في ضريح الشيخ حمد النيل المدفون معه كل من الشيخ الريح وإسحاق.

الاعتداء على ضريح الشيخ حسوبه
وتعرض ضريح الشيخ حسوبه عبد الله ود الشريف الى الاعتداء أيضاً

التقينا برئيس اللجنة المناهضة للعمل التخريبي لضريح الشيخ حسوبه واحياء ذكراه بعد الذي تعرض له الضريح.. يقول عن ذلك الخبير التربوي عمر مضوي فضل الله الذي روى لنا قصة الاعتداء والسيرة التاريخية للضريح.

تاريخ الضريح:

اسمه الشيخ حسوبه عبد الله ود الشريف ود أحمد زروق المغربي ينتمي لأصول مغربية ووالده من السياح في سبيل الله وحضر في رحله من أرض الحجاز الى السودان قبل السلطنة الزرقاء منذ حوالى السبعمائة عام تقربياً وحط الرحال في منطقة بربر وتزوج من كريمة الامير حمدان بن السويكت أمير قبيلة الجعليين ولكن غلبت عليه هواية السفر والترحال ورجع مرة اخرى الى دولة المغرب العربي تاركاً حسوبه جنيناً في بطن امه بعد ان ترك لوالدته وصية ذكر فيها اذا أنجبت ذكراً تسميه حسب النبي تيمناً برسولنا الكريم كعادة أهل السودان في تسمية أبنائهم وإذا أنجبت انثى فتختار ما تشاء من الاسماء وفعلاً أنجبت طفلاً وأسمته حسب النبي وصار الناس يطلقون عليه (حسوبه).
نشأ وتربى في كنف جده الامير حمدان بمنطقة بربر وعلمه القرءان وحاول تقلد منصب الامير خلفا له إلا ان هذا الشيء لم يرق لأهالي بربر في ذلك الزمان واعتبروه مخالفاً لعاداتهم لأنه حفيده من ابنته لذلك لا يجوز تقليده هذا المنصب الحساس.

ويقال عندما كان صغيرا كان رفاقه (الاطفال) يعيرونه بعدم وجود والده وانه لا يعلم بمكان وجوده فهذا الشيء يؤثر في نفسيته فكان شغوفا لمعرفة اصوله ودائماً يحاول الاستفسار عن اشياء تخص والده لمعرفة الحقيقة التي أحس انها مخفية عليه وفي مرحلة الصبا أصرّ على والدته لكي تحكي له القصة الحقيقية لاختفاء والده فاستجابت والدته لطلبه فأخرجت الوصية التي كتب عليها ان تسميه بالاسم الذي أوصى به اذا أنجبت ذكراً وانه من اصول عربية من دولة المغرب العربي منطقة فاس بلد الأشراف وعندما علم بالحقيقة لم يهدأ له بالا حتى سافر الى المغرب التي مكث فيها مدة من الزمن، تعلم علوم القرءان والتحق بالطريقة الزروقية المغربية ثم رجع الى السودان برفقة ثلاثة من عمومته وهم محمد وعلي وأبو القاسم وأنشأوا خلوة بمنطقة بربر ثم جاءوا الى شرق النيل قبل ستمائة عام تقريباً قاموا بتدريس القرءان وتحفيظه في المنطقة، ويقال إنه أدرك السلطنة الزرقاء في ذلك الزمان، تزوج الشيخ حسوبه وتقيم ذريته بمنطقة سوبا شرق وأنجب قبيلة الكبيدلاب وهم مواطنو سوبا حالياً والابن الاكبر يدعى الشيخ عبد الصمد وهو مدفون بجوار والده داخل الضريح الذي تعدى عليه الجناة والابن الآخر يدعى باجوري وهو جد قبيلة العبدناب والحسوباب والسوباب.

واسس الخلوة في المنطقة وتعتبر من اقدم الخلاوى بشرق النيل والضريح الذي طالته يد المخربين، أقيمت القبة منذ اكثر من اربعمائة عام تقريباً وساهم الشيخ حسوبه وأبنائه (الطريق الزروقية) في نشر الوعي الديني في شرق النيل.
ومن ابنائه أيضاً الحسوباب الذين يقطنون منطقة ود ابو صالح والعبد ناب يقيمون بولاية الجزيرة بمنطقة المناقل والحسناب الذين يقيمون منطقة الجريف شرق.

الهجوم على الضريح:
بدأت في امسية الاثنين الخامس والعشرون من سبتمبر الماضي وفي صبيحة اليوم التالي الثلاثاء شاهد مدير مدرسة الأساس آثار الاعتداء السافر على الضريح الذي يعتبر رمزاً من الرموز الدينية في هذا البلد منذ زمن الدولة المسيحية والعبادات الوثنية، فالهجوم شمل تكسير مدخل القبة وتكسير تابويي الشيخ حسوبه ونجله الاكبر الشيخ عبد الصمد وإحراقهم بعد ان قاموا بالعبث بهم وتلويثهم واحدثوا خروقات في جدار القبة من الخارج وقاموا بالعبث في قبور البعض، بالاضافة الى تكسير ضريح الشيخ ود طراف والذي تبعد ببضع كيلو مترات عن المقابر أو ضريح الشيخ حسوبه.

ويمضي ليقول إن هذا الحدث أثر على مشاعر أهالي المنطقة وسادت اجواء من الحزن وقوبل بالشجب والاستنكار من كل الطرق الصوفية بشرق النيل، وقام بزيارة موقع الحدث عدد من خلفاء هذه الطرق والمسؤلون أبرزهم الوزير عثمان الكباشي مندوب والي ولاية الخرطوم والدكتور ياسر الطيب معتمد شرق النيل والطيب الغزالي عضو المجلس الوطني وعدد من رجال الطرق الصوفية الذين شاركوا في إحياء ذكرى الشيخ حسوبه من ضمنهم الخليفة الطيب الجد (مسيد أم ضوابان) وابونا الشيخ عبد الصمد محمد الامين (ود ابو صالح) والشيخ الامين صغر البرزن (الشيخ الامين) والشيخ الفاتح قريب الله (أم درمان) والشيخ ادريس ود الارباب (العيلفون) وخلفاء المقابلي وجميعهم استنكروا ما قام به بعض الصبية.

شاهد هذا العمل التخريبي أحد المارة الذي سارع بإبلاغنا وقمنا بتكوين لجنة من (50) شخصا لمناهضة هذا العمل التخريبي وابلغنا قسم الشرطة بهذه الواقعة ولكننا لم نتمكن من كشف هوية الجناة ومازال التحقيق مستمرا ولكن اصابع الاتهام تشير الى بعض المتشددين إلا إننا لا نملك دليلاً واحداً لادانتهم لذلك قيد المحضر ضد مجهول ورأى عمر مضوي ان مثل هذا الفعل الغرض منه زرع الفتنة في وسط المسلمين والحط من قدر الشيوخ الذين جاهدوا في نشر الإسلام في وقت كان فيه هؤلاء أجنة في أرحام امهاتهم.

كرامات المشائخ
وقال بالرغم من مرارة هذا اليوم ولكن رب ضارة نافعة نظم احتفالاً كبيرا ورائعا وكان صفعة للمتطاولين على اهل التصوف وظهرت فيه كرامات للشيخ وعجائب وامتلأت الساحات بأهل الذكر وارتجت الارض من كثرت التهليل والتأم فيه شمل المسلمين وهطلت فيه امطار خفيفة وظلاهم الغمام وتعددت الفوائد حيث تكونت لجنة تحت رعاية العمدة عبد السلام التجاني وعضو المجلس الوطني الطيب الغزالي وعزموا على انشاء معهد ثانوي لتحفيظ القرءان ومدرسة قرانية تحمل اسم الشيخ حسوبه، وتبرع مجلس الذكر والذاكرين بتشييد قبة جديدة وبادرت جمعية حسن الخاتمة بإكمال سور المقابر والإنارة واقترحوا بتعيين الحراسة الدائمة كي لا تطالها يد المفسدين مرة اخرى، واضاف ان الطرق الصوفية سبقت المدارس الحديثة في تعليم القرءان في السودان وافريقيا ومن تعدى عليها فقد تعدى على الإسلام.

والتقت (الأحداث) ببعض من الزوار والحيران (رجالا ونساء) الذين ذكروا ان للشيخ كرامات كثيرة وانهم دائماً ما يقومون بزيارته وانهم يستبشرون به خيراً وعند قدومهم ينتابهم شعور بالطمأنيه، وذكر احد الحيران انه يتفاءل به، أما بالنسبة للحيران النساء يقمن بالزيارة المستمرة ويتبركن فيه بأخذ حفنة من الثرى وبقايا نيران القرءان (الرماد).

نقلا عن صحيفة الأحداث
على الرابط : http://www.alahdath.sd/details.php?type=a&scope=a&version=192&catid=4

عفوا سيدي الشيخ حسوبة راجل سوبة

عفوا سيدي الشيخ حسوبة راجل سوبة

رد: عفوا سيدي الشيخ حسوبة راجل سوبة