تأييد الشيخ بابكر ولد الشيخ علي ولد النور المسلمي،

بسم الله الرحمن الرحيم

ولما بلغ (الشيخ محمد بدر) تسعاً وستين سنة موافقاً 1294هـ، أيد الشيخ بابكر ولد الشيخ علي ولد النور المسلمي، وسلكه وارشده

وكان يحفظ كتاب الله

وقد قال لي:

خدمت الأستاذ رضى الله عنه عشر سنين وأظبته ولم أفارقه ووقعت لي منه وقائع كثيرة فلا نطيل بذكرها إذ ليس الغرض الكرامات وإنما القصد التاريخ ولو تتبعنا كرامات الأستاذ ونقائبه لفاتنا الأمر الذي نحن بصدده

وقد حكي لي حكاية قال لي:

ذات يوم كنت جالساً عند حوض الشراب الذي يشرب منه الفقراء فرأيت رجلأً يحمل قربة على كتفه ملآنه ووقف عند الحوض وفتح فم القربة وملأ فمه منها ومجه وأعاده للقربة وفض القربة في الحوض دماً عبيطاً فقمت لأساله فغاب عني طرفة عين ولم أجده فذهبت للأستاذ وعرفته، فقال لي:

أرجع سريعاً وأخرج الماء من الحوض وأغسله وأحذر أن تترك أحداً يشرب من هذا الماء

فرجعت على أثري فوجدت بعض الفقراء أدخل فمه يريد الشراب فرفعت له رأسه وقلت له مج هذا الماء الذي بفمك فمجه وغسل فمه لكن فات منه شئ قليل إلى حلقه ففي الحال ارتعدت فرائصّه وأخذته الحمى ومرض سنة حتى انسلخ جسمه ثم شفى.

وقد روي عنه أنه قال كانت امرأتين من الكبابيش بجوار الأستاذ رضى الله عنه ولهما ولدين يرعيان الغنم فذات يوم جاءت إحداهما للأستاذ بعد صلاة العشاء وقالت له يا سيدي إن ابني هذا قتل ابن فلانة ولم تشعر أم المقتول بذلك فسكت عنها الأستاذ ولم يخاطبها فرقدت هي وابنها عند عنقريب الأستاذ رضى الله عنه حتى أصبح الصباح فقام وناداها هي وابنها وأنا معه حامل الركوة وتوجهت معهم لمحل المقتول ومنع الناس من القدوم معه إلا أنا وحدي فلما قربنا من محل المقتول قال للمرأة وابنها:

قفا هنا

وتوجهنا أنا وهو حتى وقفنا عند رأس الابن الميت فوجدناه انتفخ فجلس الأستاذ عند رأسه وقال بسم الله قل يحييها الذي أنشاها أول مرة الآية ومس على بطنه وجسده فكلما مست يده محلاً من جسده ينفش من الورم شيئاً ثم قال لي:

صب لي الماء من الركوة

فصرت أصبه له وهو يغسل جسده ويعصر رقبته ويقول له:

ما هذا النوم الثقيل

حتى فتح عينه ثم جلس ثم نهض قائما فقال له:

الم اقل لكم لا تناموا في ظل السرح

فأخذناه وتوجهنا به إلى المسجد فعاش سنة كاملة فلدغته عقرب ومات بعدها.

وقد توفى الشيخ بابكر سنة 1329هـ.

يتبع: https://omdoban.yoo7.com/t260-topic