مقدمة المؤلف الشيخ صالح تاج الدين

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مقدمة المؤلف:

الحمد لله الذي جعل التاريخ تأنيساً للقلوب، وتنفيساً للنفوس من مجال الكروب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جاء بالهدى، ودين الحق وتمحيص الذنوب، وعلى آله وأصحابه الذين نصروه في ميادين الحروب، أما بعد:

فإنه لما كانت النفوس تشتاق إلى أخبار المتقدمين، ومعرفة أحوال السابقين، وخصوصاً الأولياء منهم والصالحين فقد طلب مني بعض الأخوان تدوين تاريخ ميلاد أستاذي ووالدي ومربي روحي، سيدي ووسيلتي إلى خالقي الأستاذ الشيخ محمد أحمد بدر رضى الله عنه، ونشأته وسيرته وبداية شأنه إلى نهاية عصره فأجبتهم إلى ذلك مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه ومعتصماً به ومنيباً إليه

فطفقت أسال عن ذلك أهل عصره الذين شاهدوا حال بدايته وعصره فجمعت هذا التاريخ من أولى الدراية والفطنة والرواية واستخلصته من البداية إلى النهاية.

فأقول أنه ولد رضي الله عنه سنة 1226هـ، وهذا العام عند العرب يسمى عام جبص وقد روينا عن من روى عن والدته رضي الله عنها أنها قالت:

كنت زرت سيدي الشيخ حسن ود حسونة رضى الله عنه، فلما جلست تجاه ضريحه سألت الله سبحانه وتعالى أن يرزقني إبناً يكون مثله

فسمعت هاتفاً يقول آمين

فلما تزوجت وحملت به رأيت نوراً يخرج من بطني أضاءت له السموات والأرض وكسفت له الشمس

ومنذ ولدته ونشأ ما رأيته قد مال إلى هوى قط.

يحب الصالحين ويواصلهم ويبغض المنافقين ويعاذلهم،

نشأ على طاعة مولاه وعكف عليها في سره ونجواه وهو كما قال البصيري رحمة الله:
ألف النسك والعبادة والخلوة
طفلاً وهكذا النجباء
وإذا حلت الهداية قلباً
نشطت للعبادة الأعضاء

وقد جاءني (الحديث لأم الشيخ محمد بدر) ذات يوم وهو صغير كان يرعى الأغنام وقال له يا أمه جاءني رجل وصفته كذا وكذا وقال لي: يا هذا إني أريد أن أتخذك إبناً

فمسح على رأسي وضمني إليه وذهب عني وغاب ولم أدر أين ذهب فقالت (أمه له) هذا وصف سيدي الشيخ حسن بن حسونة رضى الله عنه

إعداد: حسب الرسول الطيب الشيخ
يتبع: https://omdoban.yoo7.com/t241-topic