مقدمة الخليفة الطيب الجد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد فإن أهل الشريعة والحقيقة السادة الصوفية الذين صاموا نهارهم وقاموا ليلهم ، تبتلا وتضرعا إلى الله سبحانه وتعالى، بصفاء وإخلاص، قال الله تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)، السجدة 17،18،

ومن بين هؤلاء الشيخ الجليل والعالم الفذ الشيخ صالح ابن الشيخ تاج الدين أحمد الطريفي ابن الشيخ عبد الرازق ابن الشيخ تاج الدين (تمساح الهرفة) ابن الشيخ صالح ابو نائب ابن الشيخ عبد الرازق ابو قرون ، وينتهي نسبهم إلى الحسين بن علي بن ابي طالب كرَّم الله وجهه ورضي عنه وعن السابقين

وقد أحضر الشيخ تاج الدين ابنه الشيخ صالح منذ نعومة أظفاره إلى الشيخ محمد بدر رضي الله عنه، فحفظ القرآن بمسيد الشيخ، وبعد أن حفظ درس العلم على الشيخ أحمد ود عيسى الأنصاري بمسيد ود عيسى، وعاد إلى أمضبان بحياة والده، وسلمه والده للشيخ العبيد رضي الله عنه، وقد حضر مجالس العلم مع الشيخ العبيد رضي الله عنه.

وللشيخ صالح مؤلفات عديدة منها المدائح النبوية، كما ألف مولداً في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتب في قصة الاسراء والمعراج، كما مدح الشيخ العبيد بقصائد كثيرة، وله كتاب قلائد الدر في تأريخ وكرامات الشيخ ابن بدر، الذي نكتب عنه هذه المقدمة؛ والذي اشتمل على تأريخه وكراماته

ولمكانة الشيخ صالح وأدبه وسلوكه وسيره إلى الله، رغب الشيخ رضي الله عنه في مصاهرته فزوجه بابنته العابدة الناسكة رقية، وقد جاء بأولاده المشائخ تاج الدين وبان النقاء وعبد القادر المشهور بالجيلي وعبد الرازق والعبيد والتقا وصفية؛ وقد كان كل واحد منهم علما

وكان صائما وناسكا وزاهدا وورعا، وقد حدثني الفكي محمد النوير الذي كان يلازمه ان الشيخ بان النقاء حضر من سفر وسأل والده عن أحواله وساعتها لم يكن بحوزته شيء من المال، فما كان منه إلا أن حمد الله ولم يشك من ضيق ذات اليد، وعندما خرج ابنه الشيخ بان النقاء قال الفكي محمد النوير قلت له هذا ابنك فقال لي تريدني ان أشكو الخالق للمخلوق.

وقد كان صديقا للشيخ العباس والخليفة حسب الرسول ابني الشيخ محمد بدر، وكانت بينهم مودة وصلة حميمة، أثنى عليهما في حياتهما ورثاهما بعد وفاتهما.

ولو عاش (الشيخ صالح) خارج هذه المدينة (أمضبان)، لكان له شأن وأي شأن، ولكن مكانة الشيخ (ودبدر) رضي الله عنه قطعت عليه ذلك.

رحمه الله بقدر ما قدم من أعمال جليلة، وأنزله منزل صدق عنده في جوار الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجعل البركة في عقبه وسيرهم بسيره، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخليفة الطيب الجد الشيخ العباس بدر
https://omdoban.yoo7.com/t240-topic