ترجمة الشيخ أحمد ود الجبيل (معد كتاب سراج السالكين)

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الشيخ أحمد الجبيل (معد كتاب سراج السالكين)

هو الفقيه أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد المشهور بود الجبيل، نسبة إلى جبيل أم علي المنطقة المعروفة بشمال السودان، والتي يسكن فيها الوليّ الصالح الشيخ حامد أبو عصا الذي يُعتبر من جدود المؤلّف.

فالمؤلِّفُ تقطن أصوله بتلك المنطقة، وهو من الجعليين العمراب، الذين ينتمون لجدّهم عمر ود بلال جد العمراب، ووالد الشيخ حامد أبو عصا.

أتى المؤلّف للأستاذ الشيخ محمد بدر من كترانج زائراً، وقد استقر به المقام مع شيخه الشيخ العبيد، فمكث معه بقية عمره إلى أن توفي الأستاذ – رضي الله عنه، وعاش بعده المؤلّف في خلافة الخليفة أحمد بلاّع الإبن الأكبر للأستاذ ، وأول خلفائه،

توفى المؤلّف ودفن في مقابر أم ضواً بان المعروفة بالحصاية، والتي تقع شمال المسيد، ولم أقف على تاريخ ميلاده ولا وفاته، والراجح أنه من العلماء الذين تخرّجوا من مسجد كترانج، ذلك المسجد العريق الذي كان زاخراً بالعلماء في تلك الفترة.

هذا- وللمؤلّف أخت اسمها فاطمة، تزوجها الفكي سعد الجمري شقيق الأستاذ الشيخ محمد بدر.

ومن أحفاد المؤلّف السنّي بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد ود الجبيل، وهو من مواطني أم ضواً بان، ويقع منزله شمال غرب المسيد، ويقترب جداً منه، ووالدته هي ريّا بنت موسى من قبيلة العسيلات بقرية (أم تكالي).

ومن أقارب المؤلف الجبيلاب الذي يوجدون في قرية المسيد، وقرية النوبة، ومدينة الأبيض، وصاقرير، وهم جميعاً ينتسبون لجبيل أم علي كما قدمنا.

وجــــــدُّ المؤلف محمد بن أحمد المشهور بالجبيل كان من العلماء الذين يُشار إليهم بالبنان، فقد درس القرآن في بلده، وحفظه صغيراً، وقدم إلى الشيخ أحمد بن عيسى بن بشارة الأنصاري بقبة خوجلي حين إقامته بها، ودرس عليه العلم فيها وفي سنار، وعليه حصل، وأجازه في التدريس، وزوّجه ابنته، ومكث بقبة خوجلي مدرساً للعلوم الشرعية، وانتفع به كثيرون، ثم ارتحل بعد ذلك إلى كترانج.

وقـــــد ورد اسمه مشاركاً في القضاء والحكم في بعض وثائق تمليك الأرض في عهد الفونج، كما ذكر ذلك الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم، وذلك في الوثيقة الخامسة والعشرين، وفي آخر الوثيقة الثالثة والعشرين جاء ما يلي:

(وأنا فقير الله محمد بن أحمد المعروف بالجبيل، موافق على هذا الحكم، وهذا خطي بيدي).

ومن أبرز تلاميذه الشيخ إبراهيم بن عبد الدافع الذي درس عليه العلم وانتفع، والذي ذكر شيخه ود الجبيل في منظومته لطبقات ود ضيف الله قائلاً:
ومنهمُ أيضاً أتي في الزّيْلِ أستاذُنا محمدُ الجُبيــلي

هــــــذا – ومما يُذكر أنّ ود ضيف الله لم يترجم للشيخ أحمد بن عيسى بن بشارة الأنصاري في الطبقات، وذلك لسبب مناظرة فقهية بين ود ضيف الله ومحمد ود الجبيل تلميذ الشيخ أحمد بن عيسى بن بشارة الأنصاري، وذلك مع أنه ترجم لتلامذته الذين درسوا عليه، وإنما ذكره عرضاً فقط.

وقـــــد انتدب الشيخ أحمد بن عيسى بن بشارة بعد ذهابه لسنار ابنه إبراهيم وتلميذه محمد بن أحمد ود الجبيل العمرابي للتدريس بكترانج، وكانت للشيخ محمد الجبيل مكانة عظيمة عند العامة والخاصة، قال فيه الشاعر الصديق عمر الأزهري في قصيدته الدالية:

حَيِّ الجُبيلِ وأبناءِ الجُبيلِ فهـــــم كـــانـــــوا جبــالاً وللأرْضِـينَ أوتـــادا
وقبله الأبيات التالية:
نالــواْ بأحمـــدَ عِــــــزّاً لا يطــــاولُــهُ عِــــزٌّ وســـادواْ بإبراهيمَ مَن ســــادا
هما فقيهانِ معروفانِ عيشُــــهما عيشُ القناعـــة كالأصحاب زُهّـــادا
بثّيا المعارفَ في السودان وانتدبا وأجهدا النّفْسَ في العرفانِ إجهادا

ويعني بذلك الشيخ أحمد بن عيسى وابنه إبراهيم الذي أسس قرية المسيد المعروفة ، وإبراهيم ود عيسى هذا هو الذي أدركه الشيخ العبيد – رضي الله عنه، وعكف عليه في دروس العلم الشرعي.

توفي الشيخ محمد ود الجبيل جد المؤلّف بكترانج في خامس شعبان، سنة 1239هـ ودفن بها، وقبره ظاهر يزار.

إعداد: الدكتور عوض محمد أحمد كمبال