ترجمة الخليفة يوسف عمر بدر

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الخليفة يوسف عمر بدر

والده الفقيه عمر الشيخ محمد بدر، المشهور بالصلاح والورع والانفاق ومحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم والاكثار من الصلاة عليه؛ حيث أشار إليه الشيخ حياتي الحاج حمد بذلك في ابيات من مدائحه قال فيها مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم :

يا العلي قدرك
ذو الصبابة عمر ختو فوق حكرك
أسقي من خمرك
زوجوا حورا طائعات أمرك

إلى آخر ما ذكر......

ولد الخليفة يوسف في حوالي العام 1912م

وواكب ميلاده العمل في تشييد قبة وضريح جده الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بدر؛ حيث كان الشريف يوسف محمد الأمين الهندي حاضرا يشارك أبناء الأستاذ محمد بدر؛ فسمي عليه تكريما له وتفاؤلا بشرفه، وحينما أخبر بذلك سر سرورا عظيما وتنبأ للمولود الجديد بالجلوس على كرسي خلافة جده الأستاذ الشيخ محمد بدر

قرأ القرآن على عمه الخليفة حسب الرسول الشيخ محمد بدر ومن ثم أخذ عليه عهد الطريق الصوفي

عمل بالزراعة والتجارة وعرف عنه العصامية والزهد والتعفف وقوة الشخصية والشكيمة

هاجر من موطنه الأول بقرية المحيريبا بالجزيرة المروية لاعتراضه على شرب الخمر من قبل العمالة الوافدة للعمل بالمشروع حيث حاول منعهم فاحتج عليه أصحاب المزارع فتركهم وهجرهم لذلك

أسس قرية النخيرة وأسس بها المسجد والخلوة لتعليم القرآن الكريم

بعد وفاة عمه الخليفة مصطفى الشيخ محمد بدر 1948م وقع عليه الاختيار ليكون خليفة لجده الشيخ محمد بدر؛ وذلك من بين أربعين حفيدا؛ حيث تم الإختيار من قبل الحفيد الأكبر أحمد الخليفة كرار بدر، وبايعه بقية الأحفاد ليبايعه عامة المريدين بعد ذلك

كان له اتصال بعامة أهل الشأن في السودان والخارج، وجمعته الصداقة بالزعيم اسماعيل الأزهري ومولانا السيد محمد عثمان المرغني

لجأت إليه أسرة الرئيس جعفر نميري في أحداث إنقلاب 1972م فطمأنهم بعودة الرئيس، فجمعته بعد ذلك أواصر الصداقة بالرئيس نميري

كان يؤمه الكثيرون من قادة الرأي والمجتمع من داخل البلاد أو على المستوى العالمي من الرؤساء والوزراء والعلماء وغيرهم

رفض البيعة التي اقترحها عليه صديقه الرئيس نميري بلطف موضحا له عرف البيت البدري في عدم القدوم على السلاطين، وأنه بايع عمه الخليفة حسب الرسول على العهد الصوفي والبيعة لا يجوز تكرارها في أدب القوم

كانت مدة خلافته 37 عاماً؛ فكانت كلها خيرا عميما وبركة

استطاع في فترة خلافته احداث نقلة نوعية لمدينة امضوابان؛ حيث تم توصيل الكهرباء العامة للمدينة وتوفير مولد ضخم للطوارئ خاص بالمسيد، كما تم تمديد شبكةالمياهـ العامة وتوفير شبكة خاصة بالمسيد امتدت منها خطوط لترفد أجزاء وأحياء عديدة داخل الحلة

قام في عهده بتحديث بناء المســـــــجد وكثير من المرافق التابعة له من الخلاوي والمنازل وبيت الضيافة

قام في عهده ببناء نصب تذكاري لشهداء الجردة الذين شاركوا في حصار الخرطوم مع الامام المهدي بقيادة ابناء الشيخ محمد بدر واحفاده ومريدوه

كذلك قام على تأسيس كثير من المرافق الحكومية بامضوابان وغيرها، نذكر منها ولا نعددها:

بناء المدرسة الثانوية للبنات وألحق بها داخلية للمعلمات
مباني مجلس أم ضواً بان للحكم المحلي (المحلية الآن)
مكاتب البوستة
مجمع المحكمة القضائية الشرعية والمدنية
مستشفى أمضوابان (حيث افتتحه الرئيس نميري)
المدرسة التكميلية (لاستيعاب الحفاظ بالتعليم المدني)
معهد الخليفة يوسف ود بدر العلمي للقران الكريم وعلومه (الشهادة الأهلية)
قسم شرطة أمضواًبان
ألآبار الارتوازية وغيرها

وأخيرًا بدأ مشروع طريق الإسفلت -الخرطوم-العيلفون-أم ضواًبان (أكتمل الآن ليصبح شريانا للبطانة)

توفى الى رحمة مولاه فى يوم 6/6/1986م ، في 29رمضان 1406هـ مع ساعة الافطار
حيث صام معنا وأفطر عند مولاه، فعم الحزن الآفاق وتم نعيه على مستوى العالم الاسلامي وبكاه طلاب القرآن الكريم من كل لون وجنس

رضي الله عنه وأرضاه وجعل البركة في ذريته

حسب الرسول الطيب الشيخ