بحـث
المواضيع الأخيرة
الشيخ مختار بن الشيخ بدر بن الشيخ سلمان العوضي
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: الأئمة والعلماء والأولياء والصالحين
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ مختار بن الشيخ بدر بن الشيخ سلمان العوضي
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الشيخ مختار بن الشيخ بدر بن الشيخ سلمان العوضي
هو الشيخ مختار بن الشيخ بدر بن الشيخ سلمان العوضي،
ولد بقرية الصلوعاب مركز شندي وذلك فـي سنة 1869م
كان والده الشيخ بدر من حملة كتاب الله وله خلوة يدرس فيها القرآن.
عندما شب الشيخ مختار ترك خلوة أبيه وهاجر إلى قرى الكتياب المشهورة بتدريس القرآن فحفظ القرآن على يد الشيخ عبد الله الكتيابي رحمه الله وعاد إلى والده يحمل مصحفا قد خطه بيده.
قام الشيخ مختار فـي شبابه برحلة إلى بربر وهناك تزوج بنت الشيخ محمود العجمي التي توفيت بعد مدة قصيرة معه، فعاد إلى أهله وتزوج بنت عمه الشيخ صالح الأمين المادح المشهور بقوز بدر
وبعد ذلك قفل راجعا إلى مسقط رأسه الصلوعاب حيث تزوج هناك من بنت الحاج حسن ود أرتولي. وفتح خلوة لتدريس القرآن جلب إليها عددا من الشيوخ والفقهاء.
وعندما كان العداء محتدما بين الحكومة الانجليزية والسلطان علي دينار سنة 1914م قام الشيخ مختار برحلة إلى ديار الغرب وهناك قبض عليه بتهمة التجسس للحكومة. ولما اتضحت براءته لعلي دينار قام بإطلاق سراحه ومنحه مائة رأس من البقر ومائة طاقة دمورية فعاد إلى مركز شندي
وبعد فترة من ذلك عثر مفتش مركز شندي على خطابات متبادلة بين الشيخ مختار والسلطان علي دينار، فساوره الشك فـي الشيخ مختار، وقوى ذلك عنده الـهـيبة والنفوذ اللذين كان يتمتع بهما الشيخ مختار وسط سكان إقليمه فقبض عليه وأرسل إلى مصر إلى سجن اللمان "طرة" حيث سجن هناك لمدة سنة وكتب استغاثة توسل فيها بسور القـرآن الكريـم وبالنبي (ص) وبأوليـاء مصـر والسـودان إلى الله تعـالى لينقـذه مـن محنته لأنه كان يعلم أن كل صغيرة وكبيرة فـي الكون بيد الله المدبر الأعلـــى فأرســل الشيخ مختار إلى مالطا وبعــدها إلى سجن أبو زعبل ثم نفي إلى الجزر البريطانية وكان معه الشيخ محمد بن الشيخ طلحة البطحاني ومعه منفي مصري اسمه أمير العطار، فكتب قصيدة أخرى متضرعا إلى الله عز وجل يقول فـي مطلعها:
إلـهـي يـا إلـهـي امـنن علـــي متــى يأتـــي العفــــو مــن العــلي
وعند التحقيق معه بفضل الله لم تثبت عليه تهمة ولم تجد السلطات الانجليزية إليه سبيلا فأطلقت سراحه،
فطالب السلطات بتبرير حبسه لفترة ستة أعوام بدون ذنب،
وبعد ذلك أرسل إلى أرض الوطن عن طريق مصر وفـي الخرطوم طلب منه حاكم عام السودان أن يمنحه جنيهاً واحداً عن كل قضية جنائية تفصل فـي مركز شندي فأجابه رافضا فـي لـهجـة الرجل السوداني:
"أنا لا آكل الدم"
قاصدا مال الجنايات، وطلب منه أن يوافق على منحه عشرين فدانا بجزائر شندي فرفض فـي شجاعة رافعـا رأسه وقال للحاكم العام :
"عجبت من أجنبي يمنـح صاحب الحق فـي أرضه"
ولم يزل مطالبا بتبرير سجنه موضحا أن حجزه قد أثر على أسرته وعائلته، ومرة أخرى حددت إقامته لمدة شهرين بالخرطوم وعين له حرسا يراقبه,
وقد أشاد سليمان كشة فـي جريدة "صوت السودان" بعد الاستقلال بموقف الشيخ مختار البطولي أمام حاكم السودان.
قام الشريف يوسف الـهندي الذي كان صديقا شخصيا له بتوقيع ضمانة عليه بمبلغ ألف جنيه، فأخلت الحكومة سبيله وذهب إلى شندي وعاش بين أهله مجددا نشاطه فـي تدريس القرآن وفتح المزيد من الخلاوي لإكرام الضيوف ووفـادة الحيران وانقطـع للعبـادة.
وقد حدثني ابنه الشيخ أحمد المختـار أنه كان يختم القرآن فـي ركعتين من الليـل
وأنه كان يخـتم القـرآن فـي رمضـان ثلاثين مرة
وحدثني من رآه أنه كان رجلا مهيبا تظهر عليه أنوار الذكر وجلال العبادة يتمتع باحترام المسئولين من قضاة وشيوخ ونظار
وكان على صلة وثيقة بالسيد علي الميرغني
كما كان وثيق الصلة بالشريف يوسف الـهندي وقد ذكره فـي مديحه وطلب منه الشريف يوسف تزويجه ابنته آمنة بنت الشيخ مختار التي كانت تحفظ كتاب الله مثل والدها
وفى آخر أيامه حاول السفر إلى الحبشة ولكن ظروفاً عديدة حالت دون ذلك
وظل متنقلا فـي أنحاء البلاد يحيي ليالي الذكر والمديح
وكان زاده فـي الحياة ومنهجه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
وقبل وفاته بأيام كتب على باب داره قول الله تعالى :
{قل متاع الدنيا قليل}
كما أخبرني ابنه أحمد بذلك وكان فـي رحلة إلى أم درمان يوم الجمعة 16 من رجب 1359 هـ الموافق 9/8/1940 م
وبعد أن صلى الجمعة بدأ يتنفل كعادته وأكرمه الله بأن أخذ روحه وهو ساجد بين يديه تعالى، ولم يرفع رأسه من سجوده فوجدوه وقد أسلم الروح لباريها
ودفن فـي مقابر البكري بأم درمان
ولم يخلف من متاع الدنيا سوى مصحفين مخطوطين إلى جانب كتاب دلائل الخيرات مخطوط وكتاب تفسير الجلالين وغيره من كتب السنة والفقه بحوزة أبنائه
ألا رحم الله الشيخ مختار رحمة واسعة واسكنه جنة الرضوان مع عباد الرحمن المقربين فـي حضرة العز والتمكين والحمد لله رب العالمين.
(1) جلال الدين مختار أحمد، القوم، العدد الثامن، مارس 1986 م
نقلا عن موقع القوم
ترجمة الشيخ مختار بن الشيخ بدر بن الشيخ سلمان العوضي
هو الشيخ مختار بن الشيخ بدر بن الشيخ سلمان العوضي،
ولد بقرية الصلوعاب مركز شندي وذلك فـي سنة 1869م
كان والده الشيخ بدر من حملة كتاب الله وله خلوة يدرس فيها القرآن.
عندما شب الشيخ مختار ترك خلوة أبيه وهاجر إلى قرى الكتياب المشهورة بتدريس القرآن فحفظ القرآن على يد الشيخ عبد الله الكتيابي رحمه الله وعاد إلى والده يحمل مصحفا قد خطه بيده.
قام الشيخ مختار فـي شبابه برحلة إلى بربر وهناك تزوج بنت الشيخ محمود العجمي التي توفيت بعد مدة قصيرة معه، فعاد إلى أهله وتزوج بنت عمه الشيخ صالح الأمين المادح المشهور بقوز بدر
وبعد ذلك قفل راجعا إلى مسقط رأسه الصلوعاب حيث تزوج هناك من بنت الحاج حسن ود أرتولي. وفتح خلوة لتدريس القرآن جلب إليها عددا من الشيوخ والفقهاء.
وعندما كان العداء محتدما بين الحكومة الانجليزية والسلطان علي دينار سنة 1914م قام الشيخ مختار برحلة إلى ديار الغرب وهناك قبض عليه بتهمة التجسس للحكومة. ولما اتضحت براءته لعلي دينار قام بإطلاق سراحه ومنحه مائة رأس من البقر ومائة طاقة دمورية فعاد إلى مركز شندي
وبعد فترة من ذلك عثر مفتش مركز شندي على خطابات متبادلة بين الشيخ مختار والسلطان علي دينار، فساوره الشك فـي الشيخ مختار، وقوى ذلك عنده الـهـيبة والنفوذ اللذين كان يتمتع بهما الشيخ مختار وسط سكان إقليمه فقبض عليه وأرسل إلى مصر إلى سجن اللمان "طرة" حيث سجن هناك لمدة سنة وكتب استغاثة توسل فيها بسور القـرآن الكريـم وبالنبي (ص) وبأوليـاء مصـر والسـودان إلى الله تعـالى لينقـذه مـن محنته لأنه كان يعلم أن كل صغيرة وكبيرة فـي الكون بيد الله المدبر الأعلـــى فأرســل الشيخ مختار إلى مالطا وبعــدها إلى سجن أبو زعبل ثم نفي إلى الجزر البريطانية وكان معه الشيخ محمد بن الشيخ طلحة البطحاني ومعه منفي مصري اسمه أمير العطار، فكتب قصيدة أخرى متضرعا إلى الله عز وجل يقول فـي مطلعها:
إلـهـي يـا إلـهـي امـنن علـــي متــى يأتـــي العفــــو مــن العــلي
وعند التحقيق معه بفضل الله لم تثبت عليه تهمة ولم تجد السلطات الانجليزية إليه سبيلا فأطلقت سراحه،
فطالب السلطات بتبرير حبسه لفترة ستة أعوام بدون ذنب،
وبعد ذلك أرسل إلى أرض الوطن عن طريق مصر وفـي الخرطوم طلب منه حاكم عام السودان أن يمنحه جنيهاً واحداً عن كل قضية جنائية تفصل فـي مركز شندي فأجابه رافضا فـي لـهجـة الرجل السوداني:
"أنا لا آكل الدم"
قاصدا مال الجنايات، وطلب منه أن يوافق على منحه عشرين فدانا بجزائر شندي فرفض فـي شجاعة رافعـا رأسه وقال للحاكم العام :
"عجبت من أجنبي يمنـح صاحب الحق فـي أرضه"
ولم يزل مطالبا بتبرير سجنه موضحا أن حجزه قد أثر على أسرته وعائلته، ومرة أخرى حددت إقامته لمدة شهرين بالخرطوم وعين له حرسا يراقبه,
وقد أشاد سليمان كشة فـي جريدة "صوت السودان" بعد الاستقلال بموقف الشيخ مختار البطولي أمام حاكم السودان.
قام الشريف يوسف الـهندي الذي كان صديقا شخصيا له بتوقيع ضمانة عليه بمبلغ ألف جنيه، فأخلت الحكومة سبيله وذهب إلى شندي وعاش بين أهله مجددا نشاطه فـي تدريس القرآن وفتح المزيد من الخلاوي لإكرام الضيوف ووفـادة الحيران وانقطـع للعبـادة.
وقد حدثني ابنه الشيخ أحمد المختـار أنه كان يختم القرآن فـي ركعتين من الليـل
وأنه كان يخـتم القـرآن فـي رمضـان ثلاثين مرة
وحدثني من رآه أنه كان رجلا مهيبا تظهر عليه أنوار الذكر وجلال العبادة يتمتع باحترام المسئولين من قضاة وشيوخ ونظار
وكان على صلة وثيقة بالسيد علي الميرغني
كما كان وثيق الصلة بالشريف يوسف الـهندي وقد ذكره فـي مديحه وطلب منه الشريف يوسف تزويجه ابنته آمنة بنت الشيخ مختار التي كانت تحفظ كتاب الله مثل والدها
وفى آخر أيامه حاول السفر إلى الحبشة ولكن ظروفاً عديدة حالت دون ذلك
وظل متنقلا فـي أنحاء البلاد يحيي ليالي الذكر والمديح
وكان زاده فـي الحياة ومنهجه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
وقبل وفاته بأيام كتب على باب داره قول الله تعالى :
{قل متاع الدنيا قليل}
كما أخبرني ابنه أحمد بذلك وكان فـي رحلة إلى أم درمان يوم الجمعة 16 من رجب 1359 هـ الموافق 9/8/1940 م
وبعد أن صلى الجمعة بدأ يتنفل كعادته وأكرمه الله بأن أخذ روحه وهو ساجد بين يديه تعالى، ولم يرفع رأسه من سجوده فوجدوه وقد أسلم الروح لباريها
ودفن فـي مقابر البكري بأم درمان
ولم يخلف من متاع الدنيا سوى مصحفين مخطوطين إلى جانب كتاب دلائل الخيرات مخطوط وكتاب تفسير الجلالين وغيره من كتب السنة والفقه بحوزة أبنائه
ألا رحم الله الشيخ مختار رحمة واسعة واسكنه جنة الرضوان مع عباد الرحمن المقربين فـي حضرة العز والتمكين والحمد لله رب العالمين.
(1) جلال الدين مختار أحمد، القوم، العدد الثامن، مارس 1986 م
نقلا عن موقع القوم
مواضيع مماثلة
» الشيخ عبدالباقي الشيخ أحمد الشيخ عوض الجيد ود أم أخوان
» ترجمة سيدي الشيخ عبد الباقي بن الشيخ حمد النيل(أزرق طيبة)
» تأييد الشيخ حمد من ذرية الشيخ عيسى الطالب
» ترجمة الشيخ عبد المحمود نور الدائم
» مبروك لمجاهد ومهند الشيخ أحمد الشيخ
» ترجمة سيدي الشيخ عبد الباقي بن الشيخ حمد النيل(أزرق طيبة)
» تأييد الشيخ حمد من ذرية الشيخ عيسى الطالب
» ترجمة الشيخ عبد المحمود نور الدائم
» مبروك لمجاهد ومهند الشيخ أحمد الشيخ
منتدى الطريقة البدرية القادرية بأمضبان :: منتدى الثقافة الاسلامية :: الأئمة والعلماء والأولياء والصالحين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 1:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» أبكار أبونا الشيخ ابراهيم الكباشي
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:41 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ محمد ود البخاري ساكن المدينة المنورة
الأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:23 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» سيرة سيدنا ومولانا الأستاذ الشيخ إدريس أب فركة
السبت مايو 07, 2016 10:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الحسين ولد صباحي المحسي ؛ راجل (شبونة الشيخ الحسين)
السبت مايو 07, 2016 10:50 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» ترجمة الشيخ الطيب الحاج الصديق ود بدر (ود السائح)
الإثنين أكتوبر 26, 2015 12:00 pm من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» الجيلي يا الجيلي الآن بدرنا الساكن أم ضبان
الإثنين أكتوبر 26, 2015 11:54 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» لله أقـــــوام نعيمهم القرب
الإثنين أكتوبر 26, 2015 10:14 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ
» دلائل الخيرات في الصلوات على سيد السادات
الإثنين أكتوبر 26, 2015 9:24 am من طرف حسب الرسول الطيب الشيخ