ترجمة سيدنا ومولانا الشيخ حمد ود ام مريوم

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الشيخ حمد ولد ام مريوم

هو حمد بن محمد علي المشيخي المشهور عند الناس بأمه مريم امها محسيه مشرفيه من بنات ولد قدال العالمات، وابوها ود كشيب من اولياء بني نجلية الذين تزار قبورهم. وهو مسلمي الاصل

ولد الفقيه حمد بجزيره توتي سنة خمسة وخمسين قبل الالف وحفظ الكتاب علي يد الفقيه أرباب الخشن وقرأ عليه التوحيد، واخذ في خليل ختمتين. وكان امراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لاتأخذه في الله لومة لائم، مغلظاً علي الملوك فمن دونهم .

وكان يقول اول امري اقوال
وثاني امري افعال
وثالث امري مقاصد

وكان يأمر كل من اتاه وتاب علي يده ان يصحح توبته بشروطها، وان شروطها :

الندم علي مافات من تضيع فرائض الله، كمعرفة الله والصلاة والصيام والزكاة وغيرها ،
والاخلاص فيما يفعل
وترك الربا والريا والكبر والحسد والغيبه والنميمة
وان لايسع بقدميه إلى ما لايحل له،
ولايسمع بسمعه ما لايحل له ،

وينهاهم عن مخالطة الغصابين (الذين يغصبون امول الناس ) واكل طعامهم واكل طعام المستقرقين الذمم.

وزعم ذلك هو السنة التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

ومن ذلك ايضاً انه يأمر كل من تاب علي يديه ان لايزوج ابنته أو وليته للفاسق كالحلاف باالطلاق والغاصب واكل الربا ايضاً وغير ذلك من الرجال.

ومن ذلك انه يأمر كل من تاب علي يديه وعنده مال مغصوب ان يتصدق به
ويأمره بالصيام حتي يذهب اللحم الذي ربي بالحرام .

وتارك الصلاة والصيام يأمره بقضاء جميع ما فاته
ويأمره بمواصلة الارحام ويأمره الايتكلف بالاضياف بل يعطوهم مافضل من نفقتهم
وقال هذا هو السنة .

وقال تلميذ له:
{ ابونـا ابودلقاً مرقـع العندة الراي الصح المفقع
ابونا المنع منا المناكر والكباير ابونا الخلا الفزاريات فقاير}

ومن قوله ثاني امري افعال: منها لبسه للجبة والمرقعات ونسج عناقريبة باللويس وجعل الخريم له طعاماً يتقوت به.
وقال لاجل عللاً ثلاثة؛ هضماً للنفس وقلة الحلال في زماننا هذا واتباعاً الي السلف الصالح.

ومنها انه كان كثير الرحيل من الديار اذا نزل داراً وكثر فيها الناس يرحل منهم
ومن افعاله اقامة الحدود في أهل بيته ومن افعاله مجاهداته لنفسه فوق الحد ومن افعاله لاتاخذه في الله لومة لائم.

وقول الشيخ ثالث امري نيات ومقاصد: فانه يذكر الله باذكاره الجامعة كقوله

( احمد الله ربي واشكره بداية لانهاية لها )

مع ذلك كان مجاب الدعوة ما دعى على احد الاوهلك سريعاً ودعى علي حمد بن عبدالجبار الحيازني اللهم اجعل ظاهره مثل باطنه، فاصابه برص في جميع جسده ودعى على اولاد عجيب والفونج الخرتوا حلته الفي امدرمان حتى بيوتهم الفي الزريبة هلكوا بالجدري في سنتهم.
ودعى على نور ابونخيرة من بينهم بطول العمر بعد هذة الواقعة لاجل ان يزيد في الذنوب فعاش نور بعد هذه الواقعة بعد ثلاثين سنة ومات بعد مائة وعشرين سنه وهو يأمر بالمنكر وينهي عن المعروف .

تعليق مصطفى شيخ ادريس عمر:
حينما اقف عند سيرة هذا الشيخ اجد نفسي عند أحد عمالقة الفقه والصلاح بالسودان واشد مااعجبني وأثار دهشتى اجتهاد ذلك الشيخ في قوله:

(اول امري افعال وثاني امري اقوال وثالث امري مقاصد)

فعلم المقاصد الان يدرس في كليات الشريعة واصول الدين وهو مايعرف بمقاصد الشريعة في التفقه والتطبيق العملي والنية السليمة والصدق في الاعتقاد والمتدبر والمتأمل في هذه السيرة العطرة يدل علي ورع وتقوى هذا الشيخ وغزارة علمه، واتمنى ان تدرس اراءه في الجامعات السودانية في كليات الشريعة واصول الدين لانه احد عمالقة الفقة الاسلامي في السودان وله اجتهاداته التي اقرتها الشريعة الاسلامية بشروطها.

نقلا عن كتاب القبائل البكرية في السودان؛ منتديات الجريف غرب